جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
ونصائح للوقاية منها

انتبه! أضرار ركوب الدراجة الهوائية قد تُهدد صحتك على المدى الطويل

09 أكتوبر 2024 / 7:03 AM
انتبه! أضرار ركوب الدراجة الهوائية قد تُهدد صحتك على المدى الطويل
download-img
لا تختلف الفوائد البدنية لرياضة ركوب الدراجات الهوائية عن الأنواع الأخرى من الأنشطة الرياضية التي تتطلب الجهد والوقت والتكرار ذاته، مثل: تحسين صحة القلب، وتقوية الجزء السُّفلي من الجسم؛ كالساقَين، والوركَين، والأرداف، والرُّكبَتَين، وتقليل خطر الإصابة بأمراض نمط الحياة؛ كالسكري، والسُّمنة، والاكتئاب، إلا أنها رياضة محفوفة بالمخاطر أكثر من غيرها.

وذلك لما يرافقها من آثار سلبية خطيرة طويلة المدى، مثل: زيادة خطر الإصابة بالدَّهس، والكسور الناتجة عن السقوط، وتنفُّس الهواء المُلوَّث، ومشكلات الجهاز التناسلي، وغيرها الكثير من الأضرار.

التنميل وتلف الأعصاب 

قد يُسبِّب ركوب الدراجات تنميلاً، وتَلَفاً في الأعصاب، وضغطاً على الشرايين؛ بسبب الجلوس لفترة طويلة على مقعد الدراجة الهوائية، وغالباً ما يظهر التنميل في اليدين والقدمين من خلال إحساس يُشبه الوخز أو فقدان الإحساس بهما، كما تظهر أعراض أخرى في القدمين، مثل الشعور بألم وحرارة في مناطق مُعيّنة من القَدَم، وخاصّة في قوس القدم، أو أسفلها.

ويحدث التنميل بسبب ارتداء الأحذية غير المناسبة، أو طريقة وضع القدمين على الدوّاسات، بينما ينشأ ألم الأعصاب وتلفها نتيجة الضغط المُفرِط عليها؛ لأنّ قبضتَي المِقود والمقعد قد تكونان غير مناسبتَين للجسم؛ إذ يمكن أن تكونا مصنوعتَين من موادّ قاسية غير مُريحة، أو أنَّ طريقة الإمساك بالمِقود خاطئة.

متلازمة النفق الرسغي 

إذا تكرَّرت آلام معصم اليد أثناء ركوب الدراجة، فقد تكون الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي (CTS) هي السبب، وتحديداً في العصب الإنسيّ الذي يمتدّ من الإبهام إلى البُنصر، وتشمل أعراضها خَدَراناً أو وخزاً في أصابع اليدين، وضعفاً في اليد، وخاصّة عند الإمساك بالأشياء، والشعور بالألم أو الانزعاج في الرُّسغ أو راحة اليد أو الساعد؛ بسبب الضغط الكبير على اليدَين والمعصمَين أثناء الإمساك بمِقود الدرّاجة، وإن كان الألم شديداً، فلا بُدّ من زيارة الطبيب؛ لتحديد العلاج الملائم، مثل: التجبير، أو العلاج الطبيعي، وقد يحتاج الأمر تدخُّلاً جراحِيّاً في الحالات الشديدة.

الكسور والإصابات الدائمة

دائماً ما تكون حوادث ركوب الدراجات الهوائية فُجائية لا يمكن التنبّؤ بها حتى مع اتِّخاذ تدابير السلامة الممكنة، مثل: ارتداء خوذة الحماية، أو تجنُّب الطرق الوَعِرة، وأكثر العظام المُتضرِّرة منها عادة عظام الذراعين، أو الكتفين، أو الفخذ، أو الحوض، أو عظام الترقوة التي تقع في مُقدِّمة جدار الصدر؛ فهي أكثر عرضة للكسر من غيرها، وقد تؤدّي هذه الحوادث إلى إعاقات أو إصابات دائمة، مثل: تمزُّق غضاريف المفصل الكروي (الذي يربط بين أيّ عظمتَين)، أو تمزُّق الكفّة المُدوّرة (العضلات والأوتار التي تُثبّت مفصل الكتف وتُتيح له تحريك الذراعَين).

ضعف عضلات الجزء العلوي من الجسم

عند ركوب الدراجات الهوائية، يكتسب الجزء السُّفلي من الجسم قدراً لا بأس به من القوة، إلّا أنّ عضلات الجزء العُلوي (الرقبة والظهر والذراعَين والكتفَين) قد تتأثّر سلباً؛ لأنّها تتعرّض لضغط هائل أثناء الرحلات الطويلة عندما لا تكون وضعية الجلوس صِحِّيّة؛ فمثلاً، قد يُسبّب تثبيت الرأس مع النظر إلى الأمام فقط وإحناء الجزء العُلوي من الظهر طيلة مدّة الرحلة مشكلات في عظام الرقبة وفقرات الظهر، ومنها: آلام القرص (تهيُّج الأعصاب الموجودة في الطبقة الخارجية للعمود الفقري ويُعرَف بالانزلاق الغضروفيّ)، لذا لا بُدّ من ممارسة تمارين مناسبة لها؛ لتخفيف هذا التأثير السلبي.

التهاب وتر أخيل 

ويُسمَّى أيضاً بوتر العرقوب (Achilles tendon)؛ وهو الوتر الموجود في الجزء الخلفي من الساق، ويربط بين عضلة الساق وعظام الكعب، ويُصاب بالألم والتورُّم عند الإفراط في ركوب الدراجة الهوائية، أو الجلوس واستعمال الدوّاسات بطريقة غير مناسبة؛ كأن يكون مقعد الدراجة منخفضاً جدّاً، أو مرتفعاً جدّاً، ممّا يؤدّي إلى اختلال في توازن العضلات، أو وضع القدم على الدوّاسة بصورة غير صحيحة، أو ارتداء حذاء رياضي لا يُوفّر دَعماً لقوس القدم كما يجب.

التهاب اللفافة الأخمصية

يُسبّب التهاب اللفافة الأخمصية (Plantar Fasciitis) ألماً حادّاً في الكعب، ويحدث عند الضغط المتكرّر على اللفافة الأخمصية؛ وهي شريط سميك من الأنسجة يربط عظم الكعب بأصابع القدم، ويقع أسفل الكعب؛ ويحدث هذا الالتهاب بسبب الإفراط في الدَّوس على دوّاسات الدراجة الهوائية، لذا يمكن تقليل الضغط عليها عند الإحساس بألم فيها قبل حدوث التهاب فيها، أو رفع مقعد الدرّاجة ليكون مُريحاً للكعب، وبالتالي تجنّب الحاجة إلى العلاج، أمّا إذا ازداد الألم، فهذا يعني أنّها بحاجة إلى أجهزة تقويم العظام (حشوات تُلبَس داخل الحذاء)، أو أدوية مُضادّة للالتهابات غير الستيرويدية؛ لتخفيف الألم والتورُّم، أو العلاج الطبيعي؛ لإعادة تمديدها.

آلام الركبة 

يُعَدّ ألم الركبة الإصابة الأكثر شيوعاً المرتبطة بالإفراط في ركوب الدراجة الهوائية، وهو مصطلح عامّ يُستخدَم لوصف أنواع مختلفة من عدم الراحة والألم في الركبة أو المنطقة المُحيطة بها، بما في ذلك مُتلازِمة الألم الرضفي الفخذي (PFPS)، وتُسبّب ألماً في مُقدّمة الرُّكبة ووسطها، ومتلازمة الشريط الحرقفي الظنبوبي (IT) التي تسبّب ألماً في الجزء الخلفي من الرُّكبة، والتهاب الوتر الرضفي (Patellar tendon rupture)، ويحدث في الوتر الذي يربط عظام الرُّكبة، ويربط عضلات الفخذ بعضلات الساق السُّفلية.


وتتراوح أعراض هذه الإصابات بين عدم الراحة أثناء ركوب الدرّاجات أو بعده، والتورُّم، والإحساس بالفرقعة داخل الرُّكبة، وصعوبة تحريكها، وهنا لا بُدّ من مراجعة طبيب أخصّائي أو مُعالج طبيعي؛ للحصول على تشخيص وخُطّة علاج مناسبَين، وخاصّة إن لم تُجدِ الراحة والمُسكِّنات نفعاً.

إصابات الحبل الشوكي

تنتج إصابات الحبل الشوكي (SCI) بسبب السقوط عن الدراجة الهوائية، أو حوادث التصادم القويّة، وهي الإصابات الأكثر خطورة؛ لأنّها قد تؤدّي إلى شلل مُؤقَّت أو دائم؛ إذ تتعرّض الأنسجة العصبية داخل العمود الفقري للتلف، وهناك نوعان منها، هما: الإصابة الكاملة؛ وتعني عدم مرور أيّ إشارات عصبية عبر المنطقة المُصابة على الإطلاق (شلل رُباعيّ)، ويحدث عند التعرُّض لإصابة بالغة أعلى الحبل الشوكي، واالإصابة الجزئية؛ وتعني استمرار وصول بعض الإشارات العصبية؛ أي أنّه لا يزال بالإمكان الشعور بأجزاء من الجسم أو تحريكها أعلى مكان الإصابة على الرغم من أنّه قد يكون صعباً أحياناً؛ وهو (الشلل النصفي). 


كما توجد أعراض أقلّ خطورة نتيجة إصابة الحبل الشوكي، مثل: الخدر، أو الوخز في الأطراف، وفقدان السيطرة على المثانة والأمعاء، وصعوبة المشي والتنفّس، وتأثُّر وظائف الجسم اللا إراديّة، مثل تنظيم ضغط الدم ومُعدَّل ضربات القلب، وتختلف كيفية العلاج تبعاً لطبيعة الإصابة، وطبيعة الشخص المُصاب؛ فقد تتمثّل بالعناية الطبّية الكاملة، أو إعادة التأهيل للجزء المُصاب.

الآثار النفسية الناتجة من إصابات الدراجات الهوائية 

يمكن أن يكون التأثير النفسي لإصابات حوادث الدراجات الهوائية شديداً يتطلّب فترات علاج طويلة، وغالباً ما يُعاني المصابون من الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، ويمكن أن يؤدّي الألم العاطفي المُصاحِب لهذه الأعراض إلى العُزلة الاجتماعية التي تؤدّي بالمصاب إلى التفكير أكثر في إصابته، ويزداد الأمر صعوبة عندما يتعرّض المُصابون لمشكلات النوم؛ بسبب القلق المُستمِرّ بشأن الحوادث المستقبلية، أو الكوابيس، أو ذكريات الماضي من الأحداث المؤلمة، وهذا كلّه قد يؤخّر عودة المُصاب إلى ممارسة حياته الطبيعية.


ختاماً، على الأشخاص الذين يُعانون من هشاشة العظام الشديدة، أو أمراض القلب والأوعية الدموية، أو أولئك الذين تعافَوا مُؤخّراً من آلام الرُّكبة أو جراحات الساق، تجنُّب ممارسة هذه الرياضة، أمّا الآخرون، فبإمكانهم ركوب الدراجات الهوائية بشرط التزامهم بإجراءات السلامة اللازمة، مثل ارتداء الملابس المناسبة، والتأكُّد من جاهزية الدراجة قبل الانطلاق، والحفاظ على رطوبة الجسم أثناء الرحلة؛ بشرب الماء أو مشروبات الطاقة الرياضية، والجلوس بوضعية مريحة للجسم، ويجدر بالذكر أنّ الاستخدام الدرّاجة على النحو الصحيح يجعل التعرُّض للأضرار والإصابات المذكورة سابقاً أمراً مُستبعَداً.

 

 

المراجع

[1] yescycling.com, Negative Effects of Cycling – Everything You Need to Know!
[2] hincapie.com, 11 COMMON CYCLING INJURIES AND HOW TO TREAT THEM  
[3] rinascltabike.com, 15 Disadvantages of Cycling: Health, Social and Environmental Concerns
[4] hss.edu, What to Know about Cycling and Wrist Pain
[5] webmd.com, Biking

October 09, 2024 / 7:03 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.