جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
خط النهاية قد يكون البداية

سباق الماراثون: رمز للتحدّي والقدرة على التحمل

08 أكتوبر 2024 / 9:31 PM
سباق الماراثون_ رمز للتحدّي والقدرة على التحمل
download-img
يُعَدّ سباق الماراثون (Marathon Race) سباقَ جري لمسافات طويلة؛ إذ يتطلَّب من المتسابقين قطع مسافة مُحدَّدة على المضمار نفسه خلال مُدَّة زمنية مُحدَّدة أيضاً، وهو مقياس لقدرة العَدّائين على التحمُّل والصبر، ويُمكن للرجال والنساء المشاركة فيه، علماً بأنّ أوّل سباق ماراثون في الألعاب الأولمبية أُقيم عام 1896 في أثينا.

وسُمِّي سباق الماراثون بهذا الاسم؛ تيمُّناً بالجندي اليوناني فيديبيدس الذي جرى مسافة 40 كيلومتراً من ساحة المعركة في ماراثون إلى أثينا؛ لنقل خبر انتصار اليونانيين على الفرس في معركة ماراثون التي وقعت عام 490 قبل الميلاد.

أنواع سباق الماراثون

هناك أنواع عديدة لسباقات الماراثون المختلفة، والتي صُنِّفت تبعاً للمسافات المقطوعة، والتضاريس، ويُتيح كلّ نوع للعَدّائين المُشاركين فيه تجربة مُميَّزة وفريدة، وفي ما يأتي أبرز تلك الأنواع:

سباق الماراثون

يمتدّ سباق الماراثون إلى مسافة 42.2 كيلومتراً، وهو النوع التقليدي والأساسي، ويُعَدّ من السباقات الأكثر تحدّياً، ويتطلَّب قدرات عالية من التحمُّل، ومستوىً مرتفعاً من اللياقة البدنية، وهو مناسب للعَدّائين ذوي الخبرة الكبيرة، وخاصَّةً أولئك الذين اجتازوا سباقات أقصر، مثل: سباق النصف ماراثون، وقضَوا ما لا يقِلّ عن ستّة أشهر في التدريب المُكثَّف؛ لضمان عدم تعرُّضهم للإصابات.

سباق النصف ماراثون 

يُعَدّ سباق النصف ماراثون الذي يمتدّ إلى مسافة 21 كيلومتراً تقريباً خطوة أساسية للانتقال إلى السباقات الأطول، والتي تتطلَّب مزيداً من التحمُّل والقوّة، وهو مناسب للعَدّائين الذين استطاعوا اجتياز مسافة 10 كيلومترات بسهولة وراحة، ويرغبون في تعزيز مستواهم، أو لأولئك الذين يُخطِّطون ويُحضِّرون لسباقات أطول؛ كسباق الماراثون، ويتطلَّب إكمال سباق النصف ماراثون مستوىً عالياً من اللياقة البدنية، بالإضافة إلى الالتزام بجدول تدريبي مُكثَّف لفترة زمنية طويلة تُقدَّر بنحو ثلاثة أشهر على الأقلّ.

سباق ألترا ماراثون (سباق المسافات الطويلة)

يتجاوز سباق الألترا ماراثون (Ultra Marathon) المسافة القياسية للماراثون التقليدي، ويحتاج إلى الالتزام بالتدريبات المُكثَّفة، والاستعداد الكافي؛ لضمان النجاح في مواجهة التحدِّيات المُترتِّبة على المسافات الطويلة، والتضاريس المختلفة، وتتراوح المسافات التي يجب تجاوزها في تلك السباقات بين 50-160 كم، وهي تُناسب العَدّائين الأكثر قوَّة وخبرة؛ إذ تُشكِّل تحدِّياً لمهاراتهم وقدراتهم.


وتشمل سباقات المسافات الطويلة سباق 50 كم الذي يُعَدّ حجر الأساس لسباقات الألترا ماراثون، وسباق 80 كم الذي يكون على مسارات ذات تضاريس مختلفة ومُتنوِّعة، وسباق 100 كم الذي يتكوَّن من مزيج من المسارات على الطرق المُستَوية المُعبَّدة وتلك الوَعِرة أيضاً، ويُعَدّ سباق 160 كم من أصعب الأنواع؛ فهو يتطلَّب تجاوز المَسارات المُتنوِّعة بين الصحاري، والجبال، والتضاريس الصعبة.


ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ إذ إنّ هناك أيضاً سباق 24 ساعة، والذي يهدف إلى قطع أطول مسافة مُمكِنة خلال تلك الساعات، وسباق المراحل المُتعدِّدة الذي يُقام خلال أيّام عِدَّة مُتتالية؛ بحيث تُحدَّد كلّ يوم مسافة مُعيَّنة ينبغي اجتيازها، ويتضمَّن الجري في الظروف الجوّية المُتغيَّرة، وفي النهار والليل، وغيرها من الظروف، وتتطلَّب تلك المرحلة حَمل الطعام والماء؛ لزيادة التحدّي، والقدرة على التحمُّل.

سباق ماراثون المغامرة

ويتضمَّن سباق ماراثون المغامرة اجتياز بيئات صعبة، وتجربة ظروف بيئية قاسية، مثل: الصحاري الحارَّة، أو الغابات الكثيفة، أو المناطق القُطبية الباردة؛ إذ لا يقتصر السباق على اختبار قدرة التحمُّل فحسب، بل يتطلَّب أيضاً مهارات مُتقدِّمة في البقاء على قَيد الحياة، والتعامُل مع التغيُّرات المُفاجِئة في الطقس.

سباق الماراثون الخيري

تحظى هذه السِّباقات بشعبية واسعة، وهي ذات تأثير إيجابي كبير في المجتمع؛ إذ يقصدها الكثير من الأشخاص لدعم قضايا مُعيَّنة، ويُخصَّص رَيعها عادةً إلى الجمعيات والمُؤسَّسات الخيرية، وتتنوَّع فيها المسافات المقطوعة؛ بدءاً من كيلومتر واحد، ووصولاً إلى ماراثون كامل؛ ممّا يُتيح فرصة المشاركة للجميع بغضّ النظر عن مستوى لياقتهم البدنية، ويجدر بالذكر أنّ المسافة كُلَّما زادت، زاد المبلغ الذي يمكن جمعه، وهذا بدوره يُعزِّز فعالية التبرُّعات، ودعم القضايا الخيرية المُتنوِّعة.

سباق الماراثون التتابع

يُعَدّ سباق التتابُع سباقاً تعاوُنياً؛ إذ يتطلَّب من المشاركين العمل في فريق واحد للفوز، فيبدأ كلّ عضو في الفريق بالرَّكض إلى مسافة مُحدَّدة، ثمّ يُمرِّر عصا إلى العَدّاء التالي الذي يُكمِل الجزء المُخصَّص له من السباق، وهكذا، ويتكوَّن الفريق عادةً من أربعة عَدّائين، ويُحدِّد كلّ فريق نقاط البداية والنهاية، بالإضافة إلى نقاط التبادل التي تكون واضحة ومُجهَّزة؛ لضمان الانتقال السَّلِس بينهم.

سباق الماراثون الليلي

يُقام سباق الماراثون الليلي خلال ساعات الليل، وتُستخدَم فيه إضاءة وتأثيرات خاصَّة ومُتنوِّعة على طول مَسار الجري؛ ممّا يُوفِّر للعَدّائين تجربةً فريدةً وممتعةً لا تُنسى، ويمكن أن يُسهِم الماراثون الليلي في الاسترخاء، وتحسين جودة النوم، لكنَّه يتطلَّب اتِّخاذ تدابير وقائية؛ لضمان السلامة العامَّة، مثل: استخدام سُترات الأمان؛ لجَعل العدّائين مَرئيِّين، وإحضار الأضواء، ومن الضروري اختيار مَسارات آمِنة ومُضاءة جيِّداً؛ لضمان سلامة المشاركين.

سباق الماراثون المُلوَّن

يُعَدّ هذا السباق أحد الأنواع الترفيهية للماراثون، ويمتدّ على مَسار بطول خمسة كيلومترات تقريباً، ويرتدي المشاركون فيه ملابس بيضاء، ويُرَشُّون بمَساحيق مُلوّنة عند نقاط مُعيَّنة على طول المَسار تُسمَّى "مَحطّات الألوان"؛ إذ يُرَشّ لون مُعيَّن على المشاركين كلّ كيلومتر واحد، وعند وصول المشاركين إلى خطّ النهاية، تكون ملابسهم قد تلوَّنت بمجموعة مُتنوِّعة من الألوان؛ ممّا يُضفي جوّاً من المرح والسرور.

سباق الماراثون الافتراضي

يُعَدّ سباق الماراثون الافتراضي (Virtual Marathon) أحد السِّباقات المَرِنة، وهو يُتيح للمشاركين تجربة الجري بمفردهم، وتتبُّع تقدُّمهم باستخدام أجهزة تحديد المواقع العالمية (GPS)، أو تطبيقات الجري المختلفة، في أيّ وقت، ومن أيّ مكان في العالم، بغضّ النظر عن مواقعهم الجغرافية؛ سواءً أكان حول منازلهم، أم على أجهزة المشي المنزلية، وبعد إكمال السِّباق، تُشحَن الميداليات والشهادات مباشرة إلى الفائزين.

ختاماً: نصائح لتجنُّب مخاطر الركض

تتعدَّد الفوائد الصحِّية المُرتبِطة بالرَّكض، ومنها: فقدان الوزن، وتحسين صحّة القلب والأوعية الدموية، وتحسين الصحّة العقلية، وغيرها، وعلى الرغم من ذلك، فإنّه قد يرتبط أحياناً ببعض المخاطر الصحِّية، مثل: احتمالية الإصابة بالإجهاد العضلي، والضغط على المفاصل والكسور، وقد يُؤثِّر في الكلى في بعض الحالات؛ بسبب فقدان السوائل والأملاح؛ نتيجة التعرُّق أثناء الرَّكض.


ولهذا السبب تحديداً، يُنصَح بشُرب كمّيات كافية من الماء، مع ضرورة عدم الإفراط في ذلك، والاهتمام بالتغذية الصحّية المناسبة، والتدريب أوقاتاً كافية، والتدرُّج في زيادة مسافات الرَّكض، ومن الضروري أيضاً الإحماء قبل بدء السباقات، والنوم الكافي، وارتداء أحذية رياضية مناسبة ومُريحة، ويُفضَّل أيضاً استشارة طبيب قبل ممارسة الرَّكض لمسافات طويلة؛ للتحقُّق من الصحّة العامَّة، والقدرة على تحمُّل الجري لتلك المسافات.

المراجع 

[1] britannica.com, marathon
[2] countrysideortho.com, Are Marathons Bad for Me?
[3] sunriserunco.com, 8 TYPES OF RUNNING RACES
[4] sportsbrief.com, What are the different types of marathons? A detailed explanation
[5] marathonhandbook.com, Types Of Race

October 08, 2024 / 9:31 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.