جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

الشارقة بين أمن فكري وأمن غذائي

19 سبتمبر 2024 / 9:34 AM
 الشارقة بين أمن فكري وأمن غذائي
download-img
هنا سؤال مشروع أود أن أسوقه، ولربما هو في أذهان كثيرين غيري، لماذا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قبل ما يقارب الأربعة عقود أكتفى بما أنجز من نهضة عمرانية بقوله: "لنوقف ثورة الكونكريت"، ودعا للنهوض الثقافي والعلمي بقوله: "ولنبدأ ثورة الثقافة؟، ولماذا بدأ كذلك بترسيخ الأمن الفكري قبل ترسيخ الأمن الغذائي؟
لعل الإجابة اليوم تكون واضحة للعيان، فالعلم الذي ينمي الفكر والثقافة يصنع الإنسان الصالح القادر على إعمار الأرض، وإعمارها يكون بالبناء والزراعة، وإذ لم يكن المعمر متسلحاً بأساس متين لن يتمكن من تحقيق الديمومة لعمارته، وذلك الأساس هو العلم.

ولم تقتصر جهود سموه على إقامة الصروح التعليمية، من مدارس وجامعات بل ذهب إلى أبعد من ذلك، ليضمن أن ما يتم تلقيه على مقاعد الدراسة من معرفة وعلوم تطبق على أرض الواقع من خلال المعاهد التخصصية، والأندية العلمية والمراكز البحثية.

 ورأى سموه كذلك، بأن التربية، والتنشئة السليمة مرادفان لصيقين للتعليم، لا ينفصلان، ولا يتجزآن، فحصن أبناء الشارقة بالأندية ومراكز الأطفال والناشئة.

تلك البداية التي ضمنت سلامة إنسان الشارقة فكرياً ونهضت بمستواه التعليمي، وأصبح أكثر قدرة على إدراك ما ينفعه عما يضره، وأكثر فاعلية في تحديد مساره ومساهمته في بناء المجتمع قادت اليوم للانتقال إلى العناية والاهتمام بالأمن الغذائي الذي سيضمن له تحسين كيانه الصحي ويضمن له كذلك مستقبلاً معيشياً، حيث سيأكل مما يرعى ويدجن ويزرع.

ولم يتحقق ذلك بين ليلة وضحاها، إنما تخطيط على مدار عقود كان الإنسان نصب عين ذاك التخطيط والشغل الشاغل للمخطط، ولعل أحدث ما تم تنفيذه لخدمة تلك المخططات وليس آخرها جامعة الذيد، التي جاءت لتزيد عقد التعليم والأمن الفكري بهاءً، ولتدعم علمياً وبحثياً مشاريع التنمية والأمن الغذائي.

وستبقى الشارقة مستمرة في عطائها كي لا تجوع البطون، فتأكل الجيف وكي لا تجوع العقول فتأكل عفانة الأفكار.
September 19, 2024 / 9:34 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.