ربما يكون عنوان هذا المقال غريباً للوهلة الأولى لأي قارئ، والمراد من ربط الإدارة بمؤسسات الإعاقة هو توضيح دور كفاءة الإدارة المتخصصة وأثرها، وسَنُبْحر ونبحث في هذا المقال عن الإدارة في المراكز المتخصصة لذوي الإعاقة وذلك بشكل علمي مدعوم بخبرة لا بأس بها في بعض المؤسسات بإضافة لكوني أحد هذه الفئة كمتلقي للخدمات.
وتعتبر الإدارة فن وعلم في نفس الوقت، ولكل من المصطلحين خصائص وأساليب وأهم عوامل نجاح أي مؤسسة هي الإدارة الناجحة، والمؤسسات التي تعمل في مجال ذوي الإعاقة تتطلب وجود كوادر تعمل بمهنية عالية وبصيرة ثاقبة تزيد عطاء مع مرور الزمن، لا إفلاساً إدارياً يضر الموارد ومستحقيها، وللإدارة أركان معروفة لكل مطلع ومتخصص سأعمل على سردها وأثرها على مجالنا:
1- التخطيط: يُعرف التخطيط الإداري بأنه أولى وأهم الأنشطة التي تنطوي عليها العملية الإدارية في أي مؤسسة، حيث يبدأ بتحديد الأهداف، ووضع الأولويات، وتسخير الموارد المُتاحة التي يُمكن من خلالها تحقيق الأهداف المَرجوّة، وفي مؤسسات ذوي الإعاقة هذه العملية لها أهمية كبيرة فالتكلفة العالية التشغيلية والخدمية قد تسبب عجز في الموارد المالية وبالتالي ينتج بطء كبير في تحقيق أهداف المؤسسة وتغير كبير في سير تقديم الخدمات ونوعيتها، والتخطيط السليم يحمي المؤسسة من عشوائية العمل، كما يفيد في ترتيب مراحل التطوير واستحداث العمليات بأسلوب تطاير الأفكار وتحديد الأولويات بشكل علمي لا حسب المستجدات أو الأهواء.
2- التنظيم: وهو تحديد كيف يجب أن يتم توزيع العمل والتنسيق لتحديد المسؤوليات والصلاحيات، والتنظيم في المؤسسات نوعان:
أ. التنظيم الرسمي: هو الجانب الذي يدرس العملية التنظيمية بصورة رسمية، عن طريق وضع الخرائط والهياكل، ويخضع للنظم واللوائح والقوانين المعتمدة رسمياً،
ب. والتنظيم غير الرسمي: هو الجانب الذي لا يخضع أبداً للقوانين الرسميّة التي يلتزم بها النوع الأول، وهذا ما يخاف على المؤسسات منه فعندما يغيب الجانب الرسمي يصبح توزيع الصلاحيات والعمل مبني على مبدأ ثقة أو رغبة المدير أو المسؤول وتمنح لمن لا يستحق ويبعد من يستحق بكفاءته وفي نهاية المحصلة من يتضرر هو الفرد من ذوي الإعاقة داخل تلك المؤسسات.
3 التوظيف: ويبدأ بوضع المعايير والأسس التنظيمية التي تضمن التأكد من وجود كوادر بشرية مؤهلة تتمتع بالمهنية اللازمة لإنجاز الأعمال المطلوبة وتوفير العوامل التي ترفع من القدرات والكفاءات في كل إدارة وقسم، وأثر ذلك على الأفراد المستفيدين من ذوي الإعاقة كبير، فلن نجد ممارسات خاطئة للتوظيف تؤدي إلى تدهور هذا الفرد بدل تأهيله، وتطوره تعليمياً أو نفسياً أو رياضياً.
4 التوجيه: وهو عملية قيادة تنفيذ العمل عن طريق التوجيهات ورسم مسار إنجاز الأهداف، ومتابعة تنفيذ الأعمال والعمل على إعطاء النصائح والملاحظات لضمان حسن التنفيذ، كل ذلك يعمل على تحقيق أهداف المؤسسة بشكل سلس، لأنه يرفع من الروح الإيجابية وحب تطوير النفس والعمل الذي يقوم به الموظف مع فئة ذوي الإعاقة عن طريق شعور الموظف بالرضا والأمان وبالتالي الانتماء.
5 الرقابة: الرقابة الإدارية هي عملية تقوم على تقييم ومراقبة الأداء الفعلي لوحدات المنظمة مقارنة بالأداء المخطط لها، وتحديد الفجوات بينهما وتحديد الأسباب واتخاذ الإجراءات الضرورية لتصحيح الوضع، وتتضمن أنواعها: (الرقابة التنظيمية، الرقابة الاجتماعية، والرقابة الذاتية)، فالرقابة إذا غابت عن إدارة هذه المؤسسات المتخصصة سيصبح تقديم الخدمات ووجود الكوادر مبني بالكامل على ما يظهر من صورة إعلامية تتنافى مع الواقع تماماً، وتصبح المؤسسة عندها أشبه بملكية خاصة ينتفع منها المقربون وتبخل على الفئة المستهدفة.