جار التحميل...

°C,

معاً نحو التمكين

29 فبراير 2024 / 10:54 AM
تعمل دولة الإمارات في تمكين مختلف شرائح المجتمع، ولذوي الإعاقة أولوية كبيرة، حيث برز ذلك في إصدار التشريعات والسياسات والمبادرات الحكومية، وسنتناول في هذه المقالة مفهوم التمكين وأثره وأهم اشكاله.

ويُعرف التمكين على أنه: تزويد ذوي الإعاقة بالمعارف والاتجاهات والقيم والمهارات التي تساعدهم على تفعيل دورهم في المجتمع لأقصى حد ممكن، وذلك مع مراعاة قدراتهم من جانب ومن جانب آخر نشر ثقافة ذوي الإعاقة في المجتمع وتهيئة البيئات المختلفة لتكون سهلة الوصول لهم.

وللتمكين أهمية كبيرة وأثر عظيم، يبدأ من الفرد صاحب الإعاقة وينتهي بالمجتمع والدولة، فعندما تعمل الحكومات على ترسيخ تمكين ذوي الإعاقة وتضمين ذلك في الأجندة، فإنها تنهض بشريحة من المجتمع ستكون قادرة غير معطلة وفاعلة في العطاء وتحقيق الأجندة الوطنية.

يوجد هناك أشكال للتمكين تُركز في مجملها على تقديم خدمات مباشرة ومُيسرة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتضمن لهم الاندماج السليم في المجتمع وضمن بيئاته المختلفة:

1.    التمكين الصحي: وهو أن تكون هناك منظومة صحية بحثية وخدمية وبيئية توفر مجموعة من الإجراءات والخدمات التي تحد من الإعاقة وتقليل تأثيرها على الشخص المعاق ومن أمثلتها:

-    وجود نظام تأمين صحي شامل لذوي الإعاقة، كذلك بناء منظومة خدمات للتدخل المبكر تشمل التجارب والبحوث المتعلقة بمعرفة أسباب الإعاقة وأساليب الكشف المبكر عنها، كما أن تأهيل وتطوير البيئات المادية والكوادر البشرية العاملة في المجال الصحي، لضمان احتواء وتمكين ذوي الإعاقة.

2.    التمكين في التعليم والتأهيل المهني: ونعني بها أن يتمتع الفرد من ذوي الإعاقة بفرصة تعليم وتأهيل متكافئة مع أقرانه من غير ذوي الإعاقة، وتضم مجموعة من المواءمات والترتيبات اللازمة حتى تصبح البيئة التعليمية دامجة ليتمكن فيها الطالب من ذوي الإعاقة من جني أقصى استفادة متاحة في مرحلة التعليم والتأهيل، ومن أشكال تمكين التعليم والتأهيل ما يلي:

-    إن وجود مراكز ومكاتب تُعنى بوضع سياسات وممارسات التعليم لذوي الإعاقة في مراحل التعليم المختلفة، يضمن وجود بيئة عمرانية حسب معايير التصميم الشامل، والتي تراعي مختلف تصنيفات الإعاقة وغيرهم ممن يحتاجون ترتيبات محددة، وتحقيق نفاذ ذوي الإعاقة إلى المحتوى العلمي والمنشورات والكتب والمكتبات لكل فئات الإعاقة، وإذا بحثنا في تطوير جانب المهارات والنواحي الاجتماعية فإن دمج ذوي الإعاقة في الأنشطة والفعاليات العامة داخل المؤسسات التعليمية له دور كبير، ولا يمكن إغفال وجوب استحداث برامج مهنية ذات طابع أكاديمي تدعم تأهيل من لا تنطبق عليهم شروط التعليم الأكاديمي، حتى لا يترك أحد خلف ركب التعليم والتأهيل.

ويبقى الدور المأمول من البحث العلمي في حل قضايا ذوي الإعاقة المختلفة، وتحفيز الباحثين، لتبني مشاريع وابتكارات تخدم مجال ذوي الإعاقة وترفع جودة الحياة لهم.

3.    التمكين في التوظيف: ويُعرف على أنه توفير فرص عمل مناسبة لذوي الإعاقة وبناء بيئة عمل دامجة وتضمن كافة حقوقهم وتحدد واجباتهم وتقّيم أداءهم بطرق وأدوات تضمن تحقيق إنجاز للمهام الموكلة إليهم وتفعيل دورهم داخل المؤسسات وبمكان وجودهم.

أساس التمكين السليم هو الدعم النفسي والاجتماعي، والذي له بالغ الأثر في إثراء حياة الفرد من ذوي الإعاقة ومن حوله، لأن الإعاقة بمختلف صورها قد تؤدي إلى محدودية في مهارات التعامل والتواصل والتعليم والتعلم، ومما شك فيه أن تكثيف الجهود في سبيل تغير حياة ذوي الإعاقة له واقع كبير على تقبل هذا العنصر في مجتمعه ومحو أي وصمة ترتبط بالإعاقة، والذي يوصلنا إلى بناء حضارة أساسها وثروتها في الإنسان وعطائه وليس اختلافه.

February 29, 2024 / 10:54 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.