يعاني معظم المرضى، أي "أكثر من 85% من آلام أسفل الظهر، غير محددة السبب، والتي لا تنتج عن مرض معين أو مشاكل في العمود الفقري، حيث إن تلك الآلام تتحسن سريعاً خلال شهر.
أما بالنسبة للمرضى الذين لم تتحسن حالتهم في غضون 4 أسابيع من بداية ظهور الأعراض، فيجب إعادة تقييمهم، وقد يتطلب مزيداً من الاختبارات التشخيصية لتحديد سبب محدد لأعراضهم.
وإن أغلب الذين يعانون من آلام الظهر تتحسن حالتهم في غضون 4 إلى 6 أسابيع من دون علاج، أو مع التدابير البسيطة، التي يمكن القيام بها في المنزل وليس ضرورياً عادة استشارة الطبيب في حال تحسن الألم.
والجدير بالذكر أن بعض الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر، قد تتحسن حالتهم بشكل أسرع عند مواصلة النشاطات اليومية بالإضافة إلى التمارين الخفيفة كالمشي مع تجنب الأنشطة التي تتطلب نشاط بدني عالٍ، حيث أن الحركة تساعد على التخفيف من تشنجات العضلات وتمنع فقدان قوتها، وعليه فإنه لا ينصح بالراحة في السرير لفترات طويلة.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد ينصح الأطباء بالراحة التامة في السرير، والتي لا تتعدى أكثر من يوم واحد لبعض المرضى، الذين يعانون من آلام ظهر شديدة، وعليه فإنه ينصح بالاستلقاء على الظهر مع وضع وسادة خلف الركبتين والرأس والكتفين، أو الاستلقاء على الجانب وثني الركبة مع وضع وسادة بين الركبتين.
وهناك العديد من الوسائل التي تساعد في التخفيف من آلام الظهر بشكل مؤقت أو على المدى البعيد، لكن في بعض الأحيان يكون الشفاء قائماً على معرفة السبب المؤدي إلى آلام الظهر وعلاجه، إما عن طريق الأدوية، أو الجراحة.
وفيما يلي بعض الطرق العلاجية المستخدمة في تخفيف الألم:
1. استخدام وسادة التدفئة يمكن أن تساعد مع آلام أسفل الظهر خلال الأسابيع القليلة الأولى.
2. تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة مع أخذ فترة راحة قصيرة أو المشي، وأيضاً تجنب رفع الأشياء الثقيلة، كما يجب الانحناء بشكل صحيح عند محاولة رفع أو التقاط الأشياء من الأرض.
3. ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تساعد على زيادة مرونة الظهر، وتقوية العضلات التي تدعم الظهر مثل المشي والسباحة واستخدام الدراجة الثابتة، وتجنب الأنشطة التي تنطوي على الالتواء، والانحناء، أو التي تتطلب جهداً بدنياً عالياً.
4. استخدام مسكنات الألم مثل اسيتامينوفين (بندول، أدول)، ايبوبروفين (أدفيل)، أو نابروكسين (بروكسين)، حيث يمكن أخذها بانتظام لمدة 3 إلى 5 أيام عند حالات الألم الشديد بعد استشارة الطبيب.
5. استخدام بعض الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم مثل الأدوية المضادة للالتهابات (NSAID)، والأدوية المضادة للصرع، والأدوية المضادة للاكتئاب، ومرخيات العضلات، أو الأدوية التي تؤخذ عن طريق الإبر مثل إبر الستيرويد (كورتيزون)، حيث أنها قد تؤدي إلى التخفيف من الألم.
6. العلاج الطبيعي قد يوصى به الطبيب إذا كانت الآلام مستمرة لأكثر من 4 إلى 6 أسابيع.
7. التلاعب بالعمود الفقري (Spinal manipulation) هو أسلوب يستخدم من قبل المعالجين الفيزيائيين المتخصصين في العمود الفقري، حيث أنها تنطوي على تحريك المفصل (العمود الفقري) بشكل أكبر من المعدل الطبيعي للحركة، مما يساعد في تخفيف الألم.
8. الوخز بالإبر الصينية، والذي يتم عن طريق إدخال إبر رفيعة جداً في نقاط محددة، وهو علاج آمن وقد يكون مفيداً في حالة آلام الظهر المزمنة.
9. التدليك أو اليوغا ممكن أن يساعد في تخفيف الآلام عند بعض المرضى.
10. الجراحة في بعض الحالات مثل متلازمة ذيل الفرس، أو في حالة وجود ورم أو ضعف شديد بسبب تضيق العمود الفقري، أو الانزلاق الغضروفي، وقد يوصى بالإحالة إلى جراح العظام، أو الأعصاب في حالة فقدان الإحساس أو التنميل أو وجود مشاكل في المثانة، والأمعاء أو عدم تحسن الآلام بعد 4-6 أسابيع من استخدام الوسائل العلاجية المختلفة.