تناول سموه في مقالين قصة خنجره الذهبي المرهون الذي رهنه مقابل 100 روبية ليشتري بها كتباً، ويؤسس مكتبته الخاصة وهو في سن صغير قد يغلب على تفكير من في سنه آنذاك اللعب والرياضة والهوايات الأخرى، إلا أن حب القراءة وما لمسه فيها من فائدة ومتعة وإثراء لعقله وشخصيته كانت سبباً لاتخاذه تلك الخطوة الجريئة وعدم معرفة والديه لكي لا يحول أمر دون شرائه الكتب.
لم تعلم السيدة نصرة بنت محمد التي أقرضت صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عن طريق زوجها السيد أحمد بن إبراهيم الملا 100 روبية، ورهن لديها خنجره الذهبي أنها تساهم في تكوين شخصية سيكون أثرها العلمي والثقافي ممتداً لمختلف بقاع الأرض، وسيكون بفكره الذي تأسس على العلم والقراءة والنشأة الطيبة في كنف والديه، وعمه الشيخ سلطان بن صقر القاسمي الذي كان القدوة بالثقافة والشعر والأدب، سيكون قائداً يغير مفهوم الإدارة إلى انطلاق التنمية من نشر الثقافة فهي من تنمي وعي الإنسان الذي سيبني الأوطان، ويحافظ بها على مبادئه وهويته وانتمائه.
كان الخنجر الذهبي مفتاح العزم الذي أطلق محركات المعرفة والتنمية في إمارة الشارقة، ولو وضعناه على موازين اليوم لوجدناه يساوي بلداً بمجتمعٍ واعٍ ومثقف ومتعلم، ويضم جامعات متنوعة ومعاهد بحثية ومتخصصة ومكتبات عامة وخاصة في كل مكان ومؤسسات ثقافية وفنية وتراثية واجتماعية، ومنصات عالمية في الفكر والقراءة والكتابة والنشر، وحضن للمثقفين والأدباء، وكل ذلك على أرض طبيعية غنية بآثارها وتنوعها الحيوي، وتنعم بصحة أفرادها وترابطهم.
قصة رهن خنجر حاكم الشارقة من أجل الكتاب هي نموذج واقعي لما يريده سموه من أبنائه وبناته وما يجب أن يكون عليه الإنسان العربي بالحرص والاجتهاد على اكتساب العلم والمعرفة النافعة والالتزام بالثقافة التي يعد الكتاب مرتكزها الأساسي مع المحافظة على المبادئ والقيم الأصيلة والاعتزاز بالهوية العربية والإسلامية والانتماء.