تدور السنوات ويأتي شهر رمضان في كل عام وتأتي المسلسلات كالسيل في وقت واحد كما تعودنا، وبشكل أدق كما عودونا ليكون المتلقي هو ذاته المستهدف، ليأتي المنتقدون وينتقدوا هذه المسلسلات فمنهم مع استمرارها و الآخر يفضل توقيتها.
وكأن السيناريو يعيد نفسه بين ناقد وعارض حتى تطور بنا الحال لانحدار ومغالاة بالطرح من نفس الكُتّاب الذين كانت كتاباتهم مترابطة ومتزنة فأصبحت مسلسلات مشوشة متراكمة الأحداث فيها كمية من الانحرافات والتداخلات تجسد مجتمعاً منحلاً أخلاقياً.
وحتى تلك التي تكون بين جدران المؤسسات التعليمية بحجة أن الطرح واقعي وأن الأحداث موجودة في المجتمع الخليجي أو العربي.
وهنا يكمن سؤالان.. هل كل ما طُرح قديماً بنفس الحجة تم حله من قضايا وشذوذ أخلاقي وانحرافات كما يدعون؟ وهل تلك المسلسلات أدت رسالتها والمجتمعات تنبهت لتلك الأجراس التي قرعتها كما يذكرون؟
واليوم نلاحظ أن بعض الكتاب أصبحوا يُصيغون الأحداث بشكل هستيري، وتتراكم الحلقات بخيانات ملونة، وزواجات متداخلة وأفعال نخجل أن نذكرها لأنها تخطت خطوط الحياء بمراحل، حتى أصبح المتابع تائهاً ليجد نفسه بين غث بلا قصة واضحة.
وهنا يأتي المتلقي الواعي والمتلقي المراهق والصغير كلٌ يأخذ الجرعة حسب مفهومه، ليترجمها ويسقطها على واقعه أو سلوكه بحجة أن هذا الأمر واقعي وطبيعي وبذريعة الحرية التي بلا قيود تربوية ولا دينية بدأوها منذ زمن بتسلسل.
وأصبحت اليوم المسلسلات الهادفة إن وجدت بلا طعم ولا لون وتلك المسلسلات هي الأولى والأكثر إثارة ومشاهدة ليصبح هو الأصح والأصدق في عقول وعيون متابعيها من جميع المستويات.
آه يا ذاك الزمان كنا نحارب الإدمان واليوم الإدمان هو من يحاربنا.