التهاب الغدد العرقية القيحي (Hidradenitis suppurativa) هو حالة جلدية التهابية مزمنة، تؤثر على الجلد الحامل للغدة العرقية المفرزة عادة في المناطق، التي يحتك فيها الجلد ببعضه البعض، مثل الإبطين، والفخذين، وتحت الثديين، ويتميز بوجود عقيدات وخراجات مستمرة، أو متكررة تشبه الدمل، والتي تبلغ ذروتها بإفرازات قيحية وندوب.
ويميل التهاب الغدد العرقية القيحي إلى الظهور بعد البلوغ، وعادة قبل سن الـ 40، ويمكن أن يستمر لسنوات عديدة، وقد يتفاقم بمرور الوقت.
كما يُطلق عليه أيضاً حب الشباب العكسي، حيث يمكن أن يبدو التهاب الغدد العرقية القيحي، مثل البثور وأكياس حب الشباب، لكنه لا يعتبر حب شباب.
الأسباب:
يظهر التهاب الغدد العرقية القيحي عند انسداد بصيلات الشعر، ولكن سبب حدوث هذا الانسداد غير معروف، ويعتقد الخبراء أن الأمر قد يكون مرتبطاً بالهرمونات، أو الاستعداد الوراثي، أو تدخين السجائر، أو الوزن الزائد.
وتجدر الإشارة إلى أن التهاب الغدد العرقية القيحي ليس نتيجة العدوى أو عدم النظافة، ولا يمكن أن ينتقل إلى أشخاص آخرين.
عوامل الخطورة:
غالباً ما يبدأ التهاب الغدد العرقية القيحي عند البلوغ، ويكون أكثر نشاطاً بين سن 20 و40 عاماً، ويمكن أن يختفي عند النساء عند انقطاع الطمث، وهو أكثر شيوعاً عند الإناث منه عند الذكور بـ 3 مرات.
وتشمل عوامل الخطر ما يلي:
1-التاريخ العائلي للإصابة بالتهاب الغدد العرقية القيحي.
2-السمنة ومقاومة الأنسولين.
3- التدخين.
4- الإصابة بمرض التهاب الأمعاء، وخاصة مرض كرون.
5- الإصابة باضطرابات جلدية أخرى، مثل الصدفية، وحب الشباب، والشعرانية.
6- بعض الأدوية مثل الليثيوم وبعض الأدوية البيولوجية.
الأعراض:
إن الأعراض الرئيسية هي نتوءات منتفخة ومؤلمة، يمكن أن يفرز منها القيح أو الدم، وتتشكل النتوءات عادة في الأماكن التي يحتك فيها الجلد ببعضه البعض مثل الإبطين، والثديين، والفخذين، والأرداف، وحول أو بالقرب من فتحة الشرج.
وتستمر مشاكل الجلد الناجمة عن التهاب الغدد العرقية القيحي لفترة طويلة، وقد تزداد سوءًا بمرور الوقت، وفي كثير من الأحيان، يتصلب الجلد، ويتكون ندبات حول النتوءات المؤلمة، كما يمكن أن تتشكل العديد من النتوءات في منطقة واحدة، وفي بعض الأحيان تشكل أنفاقاً تحت الجلد.
ويظهر التهاب الغدد العرقية القيحي في منطقة واحدة، أو في عدة مناطق من الجسم على الهيئة التالية:
1- رؤوس سوداء.
2- كتل مؤلمة بحجم حبة البازلاء.
3- نتوءات أو قروح، حيث قد يكبر بعضها، وتنفتح ويخرج منها القيح برائحة كريهة.
4- أنفاق، حيث مع مرور الوقت، قد تتشكل أنفاق تحت الجلد لربط الكتل.
5- بثور وأكياس وخراجات.
التشخيص:
يمكن الخلط بين التهاب الغدد العرقية القيحي، وبين البثور أو حب الشباب، لذلك قد يستغرق الأمر سنوات عديدة للحصول على التشخيص الصحيح.
وسيقوم الطبيب بالتشخيص معتمداً على العلامات والأعراض، ومظهر الجلد، والتاريخ الطبي والعائلي، وقد تتم إحالة المريض إلى أخصائي الأمراض الجلدية، حيث قد يكون من الصعب تشخيص التهاب الغدد العرقية القيحي، كما يتطلب رعاية متخصصة.
لا يوجد اختبار معملي متاح لتشخيص التهاب الغدد العرقية القيحي، ولكن في حالة وجود صديد، فقد يأخذ الطبيب عينة لفحصها في المختبر.
العلاج:
ينقسم علاج التهاب الغدد العرقية القيحي إلى تدابير عامة، وتدابير طبية، وتدابير جراحية، كالتالي:
1-التدابير العامة:
تشمل التدابير العامة لعلاج المرضى الذين يعانون من التهاب الغدد العرقية القيحي ما يلي:
-فقدان الوزن.
-الإقلاع عن التدخين.
- ارتداء ملابس فضفاضة مناسبة.
-المسكنات.
-علاج القلق والاكتئاب في حال وجوده، بما في ذلك الطمأنينة، بأن الحالة ليست معدية، أو نتيجة لسوء النظافة.
2-التدابير الطبية:
-العلاجات الموضعية مثل بنزويل بيروكسايد، والكليندامايسين، وحمض الفوسيديك، وميترونيدازول.
-المضادات الحيوية عن طريق الفم (للالتهابات البكتيرية).
-العلاجات الهرمونية: مثل هرمون الاستروجين، والعلاج المضاد للأندروجين وغيرها.
-العلاجات المناعية: الستيرويدات للنوبات الحادة، والسيكلوسبورين، والميثوتريكسيت، والأزاثيوبرين.
-الأدوية البيولوجية مثل أداليموماب (Adalimumab) هو الدواء البيولوجي الوحيد المعتمد في أستراليا ونيوزيلندا لعلاج التهاب الغدد العرقية القيحي.
3-التدابير الجراحية:
- شق وتصريف الخراجات.
-الاستئصال الموضعي وإزالة للعقيدات المستمرة والخراجات.
-إجراء عملية جراحية استئصالية جذرية للمنطقة المصابة بأكملها.
-الاستئصال بالليزر (CO2) للعقيدات والخراجات.
-إزالة الشعر بالليزر.