يعرف اضطراب ثنائي القطب bipolar disorder))، باضطراب نفسي يتميز بتقلبات شديدة في المزاج تتفاوت ما بين ارتفاع المزاج(الهوس)، وانخفاضه (الاكتئاب)، وهذه التقلبات تعطل حياة الفرد اليوميةK وقد يعاني من مشاكل في العمل أو المدرسة.
الأسباب:
إن اضطراب ثنائي القطب لا توجد له أسباب معينة، ويرجح ظهوره بسبب اختلالات كيميائية في الدماغ، والتي تسبب تغيرات حادة في المزاج والسلوك، ومن المرجح أيضاً ارتباطه بالجينات، حيث أن بعض المصابين لهم أقارب يعانون من نفس المرض أيضاً.
الأعراض:
في مرحلة الهوس تكون الحالة المزاجية عالية جداً، ويشعر المصاب بالسعادة المفرطة، وكذلك يمكن أن يغضب بسرعة، وقد يكون أكثر نشاطاً من المعتاد، ويبدأ في الكثير من المشاريع، أو الأنشطة دون الانتهاء منها أو إكمالها، وكذلك يشعر بالعظمة، وبأن لديه صلاحيات خاصة، ويشعر بنشاط عالٍ، وينام لساعات معدودة وكأنه لا يحتاج إلى النوم، ويتخذ قرارات بدون تفكير.
أما في مرحلة الاكتئاب، يشعر المصاب بالحزن معظم اليوم، وبانخفاض النشاط، ويتجنب التحدث مع الأخرين، أو الخروج من المنزل، وكذلك الشعور بالتعب الشديد مع وجود صعوبة في النوم، أو النوم أكثر من اللازم، وعدم الاستمتاع بالأشياء، أو بالأنشطة المعتادة، والشعور بعدم الرضا اتجاه النفس واليأس، وأحياناً التفكير في الموت ومحاولة الانتحار.
والجدير بالذكر أن تقلبات المزاج من الممكن أن تستمر لأسابيع، أو لشهور، أو حتى لسنوات، وقد تستقر الحالة كذلك لسنوات عديدة.
التشخيص:
يتم التشخيص غالباً عن طريق التاريخ المرضي للمصاب، وتواجد الأعراض السابقة، والتي لاحظها أفراد العائلة، أو الأقارب، وكذلك من الممكن إجراء فحص الدم لاستبعاد الحالات الشائعة، التي يمكن أن تسبب أو تفاقم اضطرابات المزاج (على سبيل المثال، خمول الغدة الدرقية، أو فرط نشاط الغدة الدرقية) وغيرها.
وفي بعض الحالات قد يتم استخدام الرنين المغناطيسي للدماغ في حالة الاشتباه أو لاستبعاد المسببات العضوية مثل ورم الدماغ أو غيره.
العلاج:
يعتمد علاج اضطراب ثنائي القطب بدرجة كبيرة على العلاج النفسي، وهذا يتطلب لقاء مع معالج نفسي للتحدث عن المشاعر والأفكار والحياة بشكل عام، مع التركيز على تعلم طرق جديدة للتفكير والتصرف، بحيث يمكن التعامل بشكل أفضل مع تقلبات المزاج.
بالإضافة إلى ذلك يتم استخدام الأدوية مثل مثبتات المزاج (Mood stabilizers)، منها الليثيوم ومضادات الذهان (Anti-psychotics)، وهي الأدوية الأكثر استخداماً، وكذلك مضادات الاكتئاب (Anti-depressants) حسب حالة المصاب، وبالرغم من أنّ هذا المرض مزمنٌ، إلا أنّه يمكن التحكّم والسيطرة على الأعراض باتباع خطة العلاج الملائمة.