هل شعرت بأنك تفرط في القلق أكثر عن اللازم، وبأنك تقلق على جميع نواحي حياتك حتى على أبسط الأشياء؟ هل صادف أحداً من أقاربك، أو معارفك يفرط في القلق إلى حد بعيد على أمور بسيطة لا تستحق؟ هل صادفك شخص يقلق ويتوتر بشكل مبالغ فيه على أبسط الأشياء حتى تلك التي لا تدعو للقلق؟ إذا كانت إجابتك بنعم فعليك قراءة المقالة التالية، فقد تكون أنت أو أحد معارفك تعانون اضطراب القلق العام.
إن اضطراب القلق العام (Generalized anxiety disorder) هو القلق المفرط بشأن الأمور أو الأحداث اليومية التي عادة لا تسبب أي قلق، وهو قلق عام لا يقتصر شيء معين أو حد معين، ولا يعتمد على ظروف معينة ومستمر لمدة 6 أشهر متواصلة وتصاحبه أعراض نفسية وجسدية، ولا يحدث نتيجة لوجود مشكلة نفسية سابقة، أو حالة طبية، أو بسبب أدوية، أو تعاطي المخدرات.
العوامل التي تساهم أو تؤدي إلى حدوث هذا الاضطراب:
هناك عوامل تساهم في حدوث اضطراب القلق العام، حيث وجد أنه أكثر انتشاراً بين النساء، وعند الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو اضطرابات عقلية ونفسية، أو لديهم تاريخ عائلي من الأمراض النفسية، أو من اضطراب القلق العام، وكذلك الذين عانوا قلة الدعم النفسي والعاطفي في الطفولة، أو عانوا خسارة أحد الوالدين، أو الانفصال أو أي أحداث كبيرة في حياتهم.
الأعراض:
إن القلق المفرط والمستمر هو السمة الأساسية لاضطراب القلق العام، ولكن معظم المرضى تظهر عليهم أعراض أخرى منها:
• 1. التهيج أو الشعور بالارتباك، وعدم الراحة ويشعر الشخص وكأنه على الحافة.
• 2. تعب بسهولة وصعوبة الاسترخاء.
• 3. صعوبة في التركيز.
• 4. شد عضلي وأحياناً صداع وألم في الرقبة والكتفين أو الظهر.
• 5. اضطرابات النوم (صعوبة النوم أو صعوبة في البقاء نائماً، أو النوم غير المريح).
التشخيص:
إن تشخيص اضطراب القلق العام يستند إلى وجود القلق العام والمستمر، والمفرط في معظم الأيام لمدة لا تقل عن 6 أشهر مع وجود مختلف الأعراض النفسية والجسدية، التي ذكرت سابقاً بالإضافة إلى وجود صعوبة في السيطرة على القلق، وأن يؤثر القلق أو أعراضه الجسدية على المجالات الاجتماعية، أو المهنية، أو غيرها من المجالات.
وكذلك يتم الاستفسار عن التاريخ الشخصي والعائلي للمصاب، مع استبعاد وجود أسباب عضوية مسببة للقلق، ويتم ذلك عن طريق عمل فحوصات الدم، مثل عد الدم الكامل، ووظائف الغدة الدرقية، وغيرها من الفحوصات حسب الحالة.
الطرق العلاجية التي تساهم في التقليل من الأعراض:
ارتبط القلق الزائد مع ارتفاع معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع معدلات أمراض القلب وغيرها من الأمراض، لذلك من المهم علاج هذا الاضطراب لتجنب مضاعفاته في المستقبل، ويتضمن علاج اضطراب القلق العام على العلاج النفسي والعلاج بالأدوية.
حيث يتم العلاج النفسي عن طريق الاستشارات المستمرة، والتحدث مع المعالج النفسي لتقليل أعراض القلق المفرط والتحكم فيه ومساعدة الفرد على التفكير بإيجابية وتعلم مهارات تساعده في السيطرة على مخاوفه وقلقه، ومن ناحية أخرى قد تستدعي الحالة استخدام بعض الأدوية منها أدوية الاكتئاب وأدوية أخرى تخفف القلق.
For an optimal experience, please
