جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

الخير بالخير والبادي أرحم

10 أبريل 2023 / 12:44 PM
صورة بعنوان: الخير بالخير والبادي أرحم
download-img
يحتفي المجتمع الإماراتي في كل عام بيوم زايد للعمل الإنساني، ليؤكد أن أعظم إرث قد تحظى به الشعوب والأمم هو القيم الأصيلة التي أرساها الآباء المؤسسون، كونها تشكل جوهر ثقافة المجتمع وبوصلة أفعاله ومقياساً مستداماً لممارساته، فيحفظ بواسطتها منجزاته ويحمي صورته ومكانته التي تحققت بسمو الخُلق وعظمة الفعل.
 فإذا كانت الموروثات المادية متغيرة، تتبدل مع الزمن، تنقص أو تزيد بحسب الظروف، فإن القيم الموروثة مثل الغرس الطيب، دائم النمو والخضرة والثمر. 

وفي يوم زايد للعمل الإنساني، نستذكر أيضاً ما علينا من واجبات ومسؤوليات تجاه مسيرته وما حققه من منجزات ننعم بها حتى اليوم، ولعل أول هذه الواجبات هي ألا ننسى أن في هذا العالم محرومين من أبسط مقومات الحياة، وأن النعم الصغيرة التي نعتبرها من المسلمات، وقد لا نفكر بها في غمرة الحياة اليومية، مثل توفر الغذاء والماء والملبس والمأوى والأمان، تشكل حلماً كبيراً يكاد يكون مستحيلاً بالنسبة لملايين البشر الذين ساءت ظروفهم بسبب أحداث قاهرة خارجة عن إرادتهم.

وحتى الأدوات البسيطة التي لا ننتبه لأهميتها فنستخدمها أو نهملها وأحياناً نتخلص منها، تشكل فارقاً نوعياً في حياة مئات الآلاف من المحرومين. 

إن سيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليست مجرد أفعال من التاريخ، بل دروساً وعبراً متواصلة، نتعلم منها كل يوم، وليس كل عام، نتعلم منها أن ما بين أيدينا من خير فيه حق للمحتاجين والمحرومين، وأن العطاء هو جزء من الشكر على النعم، ووسيلة للحفاظ عليها وتنميتها. 

ونتعلم أيضاً أن الحياة قائمة على العطاء المتبادل، فعندما وقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى جانب شعوب المنطقة والعالم، رُد إلينا ذلك ثقة وتقديراً ومحبة. 

واليوم عندما نقدم ما نستطيع للمحتاجين واللاجئين، فإن لديهم الكثير مما يقدمونه للعالم وفي مقدمة ذلك الشعور بالانتماء للمجتمع الإنساني ومشاركتهم في تطويره، فلا ننسى أن أعداد اللاجئين والمحتاجين يصل إلى مئات الملايين، وهذا يعني عشرات الآلاف من المواهب والكفاءات، وعشرات الآلاف من الأطباء والمهندسين، والكثير الكثير من العلماء والأدباء والمخترعين، قد نلتقي بأحدهم يوماً ما وقد لا نلتقيهم أبداً ولكن حتماً سنلقى منهم الكثير من الخير الذي سينشروه مستقبلاً بين عائلتهم ومجتمعهم وأوطانهم وهذا أسمى ما نريده. 

إن مسيرة زايد لا نهاية لها، لأنها مسيرة خير مرتبطة بالحكمة وبعد النظر والصبر والإيثار، مسيرة خير غُرس منذ عشرات السنين في القلوب ليزهر اليوم خيراً مقابلاً في جميع أنحاء الأرض، مسيرة كانت وستبقى تناشد لمناصرة الإنسان أينما كان ولسان حالها يقول: الخير بالخير والبادي أرحم.
April 10, 2023 / 12:44 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.