جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

المكتب الإقليمي للإيسيسكو في الشارقة... وملامح العلم والمعرفة

15 مايو 2025 / 11:52 AM
 المكتب الإقليمي للإيسيسكو في الشارقة... وملامح العلم والمعرفة
download-img
في زمن تتعاظم فيه التحديات وتتداخل فيه معطيات الحضارة الحديثة مع متطلبات الإنسان، يبرز دور المعرفة بوصفها الطريق الأكثر أمنًا نحو بناء المجتمعات وتحصينها، حيث لا تنفصل مسارات التنمية عن جذورها الثقافية والعلمية، ولا يستقيم مشروع حضاري دون أن يكون مؤسَّسًا على البحث العلمي والابتكار والإرادة الواعية لصناعة المستقبل.
ومن هنا، تتجلى أهمية الجهود التي يبذلها المكتب الإقليمي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) في الشارقة، لتحمل رؤية ثاقبة تستند إلى أن العلوم الإنسانية والمعرفة هما جناحا النهوض الحقيقي، وأن التنمية لا تكتمل إلا حين ترتبط بوعي الإنسان وتتكئ على قيمه وثقافته، وتستثمر في قدراته عبر منظومة تعليمية وبحثية متكاملة.

إنّ المكتب الإقليمي للإيسيسكو في الشارقة لا يُعنى فقط بالتواصل المؤسساتي وتفعيل السياسات المعرفية في محيطه الإقليمي، بل يسعى بشكل دؤوب إلى أن يكون منصة حوار وتفاعل فكري، ومصدر إشعاع ثقافي ومعرفي في دول المنطقة، في ظل الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعم سموه المتوصل للمكتب بمقره 
ففي مدينة الشارقة ، وتوظيف مكانة إمارة الشارقة كمنارة للعلم ومركزًا حيًّا لنشر القيم الإنسانية، وميدانًا لتلاقي الحضارات في إطار من التسامح والانفتاح والاحترام المتبادل. 

فمن خلال الدعم اللامحدود والرؤية المتقدمة التي يقدّمها سموه، يجد المكتب الإقليمي نفسه في بيئة حاضنة تتيح له تطوير مبادرات نوعية في مجالات التربية، الثقافة، والعلوم.

وفي ضوء هذه الرؤية، يشكّل المكتب الإقليمي في الشارقة نقطة ارتكاز في ترجمة سياسات الإيسيسكو على الأرض، لا سيما ما يتعلق منها بتسخير نتائج البحث العلمي لخدمة المجتمعات، وتوظيف الابتكار التكنولوجي في النهوض بالأنظمة التعليمية وتحقيق الاستدامة الثقافية والمعرفية. 

ولا يقتصر عمل المكتب على الإشراف والتوجيه، بل يمتد إلى بناء شراكات استراتيجية مع الجامعات ومراكز البحث، داخل الدولة وخارجها، من أجل دعم البحث الأكاديمي وربطه بالواقع المجتمعي، بحيث تصبح المعرفة أداة لتحسين جودة الحياة وبناء إنسان أكثر قدرة على مواجهة المستقبل.

وقد تجلى هذا الدور في عدد من البرامج التي نظمها المكتب بالتعاون مع الجامعات المحلية في دولة الإمارات ومؤسسات التعليم العالي في دول الجوار، حيث مثّلت هذه المبادرات منصة لتلاقح الأفكار وتبادل الخبرات وتعزيز مفاهيم البحث الموجه نحو التنمية.

ولأن البناء المعرفي لا يتحقق إلا في ظل بيئة مشجعة على الإبداع والانفتاح، فإن المكتب في الشارقة يولي اهتمامًا خاصًا بإعداد أجيال جديدة من الباحثين والمفكرين، عبر دعم المشروعات الطلابية، وتنظيم الندوات، وإقامة الملتقيات الفكرية، التي تشكل حاضنة للنقاش الجاد حول قضايا التنمية البشرية، الهوية الثقافية. 

وهذا الالتزام يتناغم مع سياسة الإيسيسكو في تعزيز دور الشباب، ودعم المجتمعات في استثمار طاقاتها المحلية لبناء نموذج تنموي إنساني، يراعي الخصوصية الثقافية وينفتح على آفاق الحداثة.

إنّ الدور الذي يؤديه المكتب الإقليمي للإيسيسكو في الشارقة، يشكل لبنة محورية في المشروع الثقافي والمعرفي الكبير الذي تتبناه منظمة الإيسيسكو، ويعزز من مكانة الشارقة كعاصمة للثقافة والكتاب والإنسان، وبهذا، يصبح العمل المشترك بين المكتب الإقليمي والجامعات والمؤسسات البحثية والتعليمية ليس مجرد تعاون تنفيذي، بل مسارًا استراتيجيًا طويل الأمد يعيد للعلوم الإنسانية دورها الحيوي، ويؤكد أن مستقبل المجتمعات لا يُصنع إلا بالعقل، ولا ينهض إلا بالفكر، ولا يُصان إلا بالعلم الراسخ والهوية المتجذرة.

ففي كل خطوة، وفي كل مبادرة، وفي كل برنامج ينفّذه المكتب الإقليمي للإيسيسكو في الشارقة، تتجسد روح المشروع الحضاري ا المعاصر الذي يجمع بين الأصالة والتجديد، بين القيم الراسخة والابتكار الخلاق، ليُثبت للعالم أن المجتمعات التي تؤمن بالعلم والمعرفة هي المجتمعات التي تبني حاضرها بقوة، وتصوغ مستقبلها بثقة، وتحفظ إنسانها بكرامة.
May 15, 2025 / 11:52 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.