جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

عيدٌ بلا ملامح

28 مايو 2025 / 9:01 AM
عيدٌ بلا ملامح
download-img

في زمن مضى، كان العيد يعني اجتماع العائلة تحت سقف واحد، وصلة الرحم، واليوم أصبح العيد موعداً لحجز الطائرات والبحث عن وجهات للسفر.
فلم يعد الناس ينتظرون العيد للقاء الأهل، بل صار العيد فرصة للهروب من الزحام، حتى لو كان زحام القلوب، وتغيرت عاداتنا وأصبح السفر في العيد عادة لا بد منها، رغم أن العيد في جوهره لقاء لا مغادرة.

 والعيد عند البعض بات حقيبة سفر ومقعداً في طائرة، بعدما كان بسمة أم، ولمة إخوة، وقهوة على مائدة واحدة. 

وكان العيد، قبل أعوام ليست ببعيدة موسم اللقاء والدفء، فصوت الأبواب وهي تُفتح على مصافحات الأقارب، ورائحة القهوة في بيوت الجدات، وبهجة الأطفال وهم يتنقلون بين المنازل بثياب جديدة وقلوب أبسط ما تكون.

أما اليوم، تغيّرت الملامح حيث سافر الناس عن العيد، أو ربما سافر العيد عن الناس.

ففي زمنٍ مضى، كان العيد مناسبة للتقارب، واليوم أصبح ذريعة للابتعاد، وكثيرة هي العادات التي تلاشت.

لم نعد نسمع صوت طرقات الأبواب، ولا ضحكات الجلسات الممتدة، ولا حتى صدى "عساكم من عوّاده"، التي تُقال من فم لفم.
 
لقد استبدلنا التهاني برسائل مكررة، واستبدلنا العيديات بصور إلكترونية، وأصبحت الزيارة عبئًا، والجمعة استثناءً.

أليس من حق العيد أن نحفظ له طقوسه؟

وأن نعيد إليه طعمه القديم، ولو ببعض اللقاء؟

ويفترض منا أن نعلّم أبناءنا بأن العيد ليس فندقًا يُحجز، بل أنه بيتًا يُعانق، والفرح بالعيد شعيرةٌ دينيَّةٌ، وقد قال الله تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنَّها من تقوى القلوب) فأظهروا فيه فرحكم تعظيمًا لشعائر ربِّكم. 

فهذه عادات غريبة على مجتمعاتنا العربية، أتمنى أن تترك ونعود إلى عاداتنا الأصيلة، لتعود هويتنا وتعود ملامح ذكرياتنا الجميلة، التي كانت من الزمن الجميل.

 وكلي ثقة بأن معادننا طيبة وأصيلة وكلي ثقة بأن عاداتنا ستعود مثل ما كانت، وتلك العبارات التي كتبتها تذكير لأن الذكرى تنفع الناس في عصر صعب أجبر هؤلاء البشر على تغيير طقوسنا بهذه العادات التي لم نعهدها. 
May 28, 2025 / 9:01 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.