كما نحرص، في إطار توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على أن تتكامل جهودنا مع المؤسسات التعليمية والصحية والأمنية، لنُشكّل منظومة متكاملة تُعلي من قيمة الوقاية، وتُفعّل الشراكة المجتمعية في الحد من انتشار هذه الظاهرة.
ومن هذا المنطلق، تلتزم إدارة التنمية الأسرية وفروعها في الشارقة بتفعيل برامج التوعية والتمكين الأسري، والتي تهدف إلى تعزيز مهارات الوالدين في التربية الإيجابية، وتوفير منصات حوارية تثقيفية بين الآباء والأبناء، بما يُعزز بيئة أسرية قائمة على الاحترام والدعم والاحتواء.
نؤمن بشدة في إدارة التنمية الأسرية وفروعها على مستوى إمارة الشارقة؛ أن البيئة الأسرية الصحية القائمة على التواصل والتفاهم والدعم العاطفي، تعتبر درعاً واقياً يحول دون انزلاق الأبناء إلى طريق الإدمان والانحراف، فالبداية دائماً تكون عند الأسرة الواعية، التي تتابع أبناءها وتغرس فيهم الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرار، تصنع جيلاً واعياً مدركاً لمخاطر هذه الآفة ومدى تهديدها للفرد والمجتمع.
إن مكافحة المخدرات لا تبدأ من الشارع أو من مراكز العلاج، بل تبدأ من حضن الأم ونصيحة الأب وحوار الأسرة، وكل بيت واعٍ هو سدٌّ منيع أمام هذه الآفة، ولهذا، نجدد دعوتنا لكل ولي أمر، لكل أم وأب، أن يكونوا القدوة، وأن يزرعوا في قلوب أبنائهم حصانة القيم والإيمان والعلم، فهي السلاح الأقوى في وجه كل خطر.
وفي الختام، فإن مسؤوليتنا جميعاً، حكومة ومؤسسات وأفراد، أن نحصّن مجتمعنا ونحمي أبناءنا عبر تفعيل دور الأسرة وتعزيز الوعي المجتمعي، ليبقى وطننا نموذجاً في الأمن والاستقرار، ومثالاً يُحتذى به في صون الإنسان وكرامته.
إن مكافحة المخدرات تتطلب استراتيجية شاملة تتضمن التوعية، والدعم النفسي والاجتماعي، والتعاون بين جميع مؤسسات المجتمع، ومن خلال جهود إدارة التنمية الأسرية وفروعها، يمكن أن نأمل في بناء مجتمع خالٍ من المخدرات، حيث تعيش الأسر في بيئة صحية وآمنة.