جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

إنجاز الفاية تتويج لمسيرة ملهمة يضع الشارقة على خارطة التراث العالمي

13 يوليو 2025 / 3:28 PM
إنجاز الفاية تتويج لمسيرة ملهمة يضع الشارقة على خارطة التراث العالمي
download-img
في لحظةٍ تاريخية تُضاف إلى سجل الإنجازات الحضارية لدولة الإمارات العربية المتحدة، تم إدراج موقع (الفاية) الأثري في إمارة الشارقة على لائحة التراث العالمي للإنسانية التابعة لمنظمة اليونسكو، هذا الإنجاز الثقافي والعلمي تم بقيادة سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وبجهود حثيثة من فريق وطني متخصص، ويعد شهادة اعتراف عالمية بأهمية الموقع وقيمته الاستثنائية للبشرية، كما يمثل تتويجاً لمسار تنموي طويل قادته إمارة الشارقة برؤية مستنيرة، وبقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي لطالما آمن بأن الهوية الثقافية والمعرفية هي البوصلة الحقيقية لمستقبل الشعوب.
وهذا الاكتشاف يُعيد رسم خرائط الهجرة البشرية من أفريقيا إلى آسيا، ويمنح الفاية قيمة معرفية وإنسانية تُضاهي المواقع الكبرى في أفريقيا وبلاد الشام، لذلك لم يكن مستغرباً أن يكون ضمن لائحة التراث العالمي في منظمة اليونسكو.

كما أني أود أن أنوه إلى أن النجاح في تسجيل موقع الفاية ليس حدثاً منفصلاً أو مفاجئاً، بل هو ثمرة لرؤية تنموية ثقافية أرساها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو الأعلى، حاكم الشارقة، الذي كرّس حياته لبناء نموذج فريد لمدينة عربية معاصرة تحتفي بالعلم، وتقدّس المعرفة، وتصون ذاكرتها الثقافية، فقد أولى سموه عناية استثنائية بالتراث الثقافي المادي وغير المادي، وأسس عدداً من الهيئات والمؤسسات الثقافية والأكاديمية والمراكز البحثية والمتاحف التي جعلت من الشارقة نموذجاً عالمياً في حفظ التراث وصونه.

وفي توجيهاته ومؤلفاته، لطالما أكّد سموه أن (التراث ليس ترفاً فكرياً بل هو شرطاً من شروط النهضة) وعبر مؤسسات مثل معهد الشارقة للتراث وهيئة الشارقة للآثار وهيئة الشارقة للمتاحف، تحوّلت هذه الرؤية إلى استراتيجية متكاملة أثمرت هذا الإنجاز التاريخي.

وجاء هذا الإنجاز أيضاً ثمرة لجهود سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، التي تقود اليوم مرحلة جديدة من الحضور الثقافي الإماراتي على الساحة العالمية، وتُعرف الشيخة بدور بدورها الريادي في الثقافة والنشر والابتكار، ولكنها أثبتت اليوم أن حضورها لا يقتصر على تلك القطاعات فحسب، بل يشمل أيضاً حماية التراث الإنساني.

وقيادتها لملف ترشيح (الفاية) وتنسيق الجهود مع اليونسكو، عكس قدرة عالية على العمل الدبلوماسي الثقافي، وأكد أن المرأة الإماراتية قادرة على أن تكون في طليعة من يصنع الفارق في مشهد الثقافة العالمية.

وتسجيل موقع الفاية يأتي ليُضيف لبنة أخرى في صرح التراث الوطني الذي تبنيه دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد، ويؤكد التزام الدولة بصيانة ذاكرتها الجماعية والتاريخية، وبينما تسعى بعض الدول لإثبات ماضيها، نجحت الإمارات في تحويل الماضي إلى رافعة للمستقبل، مستخدمة أدوات العلم والمعرفة والتوثيق في بناء سرديتها الوطنية والحضارية.

وختاما نؤكد أن تسجيل موقع الفاية الأثري على لائحة التراث العالمي ليس مجرّد حدث احتفالي، بل هو محطة مفصلية في تاريخ الثقافة الإماراتية الحديثة، ودليل حي على أن الشارقة بقيادة الشيخ سلطان تسير بخطى واثقة لتأكيد مكانتها عاصمة دائمة للثقافة العربية والإنسانية، ومع كل لبنة تُضاف إلى هذا البناء، تزداد الإمارات إشعاعاً حضارياً، وتُثبت للعالم أن التراث حين يُصان بالعلم ويُدار بالحكمة، يُصبح أداة من أدوات القوة الناعمة والتنمية المستدامة.
July 13, 2025 / 3:28 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.