قد يظن البعض أني سأتحدث عن سُفرة رمضان ووجباته أو لقمات ما بعد الأذان وأوصف تنوعه، لا.. أنا أقصد نفوسنا أصبحت هشة يسهل انكسارها وعلاقاتنا أصبحت هشة يسهل قطعها وتجمعاتنا أصبحت مستنقع للهمز واللمز وتصيد الزلات.
أصبحنا هشين حتى في التعبير عن ايصال وجهات النظر وصاحب الصوت العالي هو ذاك الشخص المنتظر ليسود الصمت أو تلك التي تتكبر بلا مقومات ومن يحاور ليثبت ذاته فقط لا أكثر.
أصبحنا هشين حتى في أعمالنا وتعاملاتنا، فزميل العمل ذاك لا يقبل التوجيه إلا من أشخاص معينين، وأصبحت الشحناء تنتشر بيننا بسرعة فائقة وكأنها أسرع من سرعة الصوت.
أصبحنا نصمت ونحذر والرادار البشري يتطور مع تطور الحياة يشع حولنا لمجرد كلمة ومخالفاته شحناء لا تغتفر، وصل البعض من الآباء يحذر أن يقول ما بخاطره لحساسية المواقف وهشاشتها تحسباً من أن تكسر.
نعم.. أنا لا أتحدث عن طعام بل عن نفوس ضيقة، فهل مجريات الحياة وتسارعها هي السبب؟، أم تداخل البيانات المكتسبة بجهاز نحمله بين أيدينا هو السبب وراء تحركنا وانفصالنا عن فطرتنا؟، نحن نمضي بشحنات متباينة ومتناقضة بين واقع معلب المصادر ومعرفة مشوشة انعكست على تعاملاتنا ونفسياتنا.
أصبحنا بلا مناعة، نشعر بأن المراهقة الفكرية والتباينات كسرت عمر الـ 20 وتمددت، لتؤثر ليس على السلوك فقط بل انتقلت للفكر أيضاً.
نعم إنها مؤشرات تطلق ناقوس الخطر أن الهشاشة ليست بالعظام بل انتشرت إلى ما هو أعظم.