كيف أكتب ومن أين أبدأ الكلام عن مدينة كتب عنها التاريخ بطولات، ورسم بها شعبها أكبر الانتصارات، ونحت بجبالها الآثار مهما طال الزمان، ستظل شاهدة على ماضٍ عريق وحاضر أنيق، حولها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لمدينة تأسر الالباب.
وقد أضحت المدينة مزيجاً من اللوحات الواقعية والحكايا والقلاع والحداثة المتقدمة، بطبيعة خلابة تحتضن بين جبالها المتراصة مجموعة من الأزمنة والعصور، وبإطلالتها البحرية التي تتحدث لمجرد النظر لها، بأنه هنا أيها المؤرخون والسائحون والإعلاميون هنا مدينة خورفكان، ومن الطبيعي جداً أن تفوز هذه الدانة الفريدة من نوعها، بجائزة أفضل مدينة سياحية عربية لعام 2023، من الاتحاد العربي للإعلام السياحي.
نعم طبيعي جداً لمدينة كل زاوية فيها تحكي قصصاً وجمالاً منقطع النظير، مدينة ليست مجرد زيارة تعبر من خلالها، بل نهارها وشروقها تأمل ونقاء واسترخاء، وبغروبها أمجاد وشموخ، مدينة مداخلها عدت لوحاً يعكس خصوصية وبصمة لا توجد إلا بخورفكان، بها صلابة المقاومة وطيبة النفوس، بها أنفاق تعبر لها وقمم تعانق السحاب، بها أطيب البخور والجامعات التي بعلومها تنثر النور، بها أسواق من الماضي حتى الحاضر، وتحيطها قلاع تتربع في الجبال وكأنها تعهدت أن تكون الحارس الأمين منذ الأزل، وبها شاطئ أجمل من معنى الجمال وميناء طبيعي تشهد له الأجيال، ومسرحها الروماني الفريد الذي بغدير شلاله تمسح كل ما بداخلك من سلبيات، وتتنفس الأمل، بها استراحات تعجز عن وصفها العبارات، وحدائقها تستحق أن تقطع لأجلها المسافات.
نعم من الطبيعي أن تفوز وصاحب السمو حاكم الشارقة، قال لها لبيك خورفكان، وهو وبيده أشرف وشرفها أن ينحتها ويبرز ألوانها البهية والأجمل أنه يعلم تاريخها، وبناء على تلك المعرفة الفذة العميقة، أظهرها بأجمل حلة وكأنها ستنطق، هنا التاريخ والتراث والحاضر والمستقبل.
فعلاً ليست مجرد مدينة وكل يوم يفاجئنا سموه بالجديد والماضي المتجدد، كتب عنها وأنتج فلماً يحاكي صلابتها ويوثق شجاعة أهلها، وسيظل هكذا لتكون الأجمل عالمياً بلا منازع، فحينما تكتمل العناصر، حاكم عادل، وسخي، وشعب وفي وأرض مشرقة هكذا هي إمارة الشارقة ستظل محطة لكل الجوائز.