تقرب المسلم إلى الله عز وجل بالنوافل، "والنافلة: ما يفعله الإنسان مما لا يجب عليه"، من أسباب محبة الله له.
وجاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة "رضي الله عنه"، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته".
ومما ورد فضل الصوم بصفة عامة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فيقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد"، وقوله: "من صام يوماً في سبيل الله باعد الله تعالى وجهه عن النار سبعين خريفاً".
أما التطوع بالصوم في شهر شعبان، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يصوم أكثر شهر شعبان، وأن صيامه فيه تطوعاً كان أكثر من صيامه في غيره من الشهور؛ وقد جاءت في ذلك أحاديث كثيرة، منها:
• في صحيح البخاري عن السيدة عائشة، رضي الله عنها، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان".
• وفي صحيح البخاري عن السيدة عائشة، رضي الله عنها، قالت أيضاً: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم، يصوم شهراً أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله، وكان يقول: "خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا"، قال ابن بطال "رحمه الله"، في قول السيدة عائشة: "كان يصوم شعبان كله": فليس على ظاهره وعمومه، والمراد أكثره لا جميعه، وقد جاء ذلك عنها مفسراً.
• وفي صحيح ابن خزيمة عن عبد الله بن أبي قيس، أنه سمع عائشة، رضي الله عنها، تقول: "كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان".
والله أعلم.