هناك نوعان رئيسيان من مرض السكري وهما النوع الأول والثاني، فالأشخاص المصابون بالنوع الأول تنتج أجسامهم القليل من الأنسولين أو لا ينتجونه على الإطلاق، والأنسولين هو هرمون يساعد الجسم على استخدام السكر، أما بالنسبة للمصابين بالنوع الثاني ففي أغلب الأحيان تكمن المشكلة في أن أجسامهم لا تستجيب للأنسولين بالرغم من إنتاجه بكمية كافية.
معظم الأطفال يكونون مصابين بمرض السكري من "النوع الأول"، لكن بعض الأطفال وخاصة المراهقين الذين يعانون من زيادة الوزن قد يصابون بالنوع الثاني.
في هذه المقالة سنتطرق إلى كيفية الاعتناء بالأطفال المصابين بمرض السكري من النوع الاول.
فريق مرض السكري الخاص بالطفل
إن الاعتناء بالطفل المصاب بالسكري، قد يتطلب فريقاً مكوناً من عدة أشخاص والذي يضم الطبيب المعالج، الممرض أو المثقف الصحي المتخصص في مرض السكري وأخصائي التغذية، حيث سيقوم الفريق بتعليم الوالدين وتثقيفهم بكيفية العناية بالطفل في المنزل وكذلك بكل ما يتعلق بمرض السكري، كما ستتم مناقشة طرق العلاج المختلفة والإجابة على أسئلتهم والتحدث عن مخاوفهم وعما يقلقهم.
الجدير بالذكر أنه من المهم إعلام المدرسة بإصابة الطفل بمرض السكري والأدوية التي يتناولها حتى يتسنى لهم رعايته خلال فترة تواجده في المدرسة، وكذلك عندما يكبر الطفل سيتعلم المزيد عن مرضه وسيصبح قادراً على الاعتناء بنفسه وأخذ الأدوية بطريقة صحيحة وفي مواعيدها.
العلاج الذي سيحتاجه الطفل
يحتاج الأطفال المصابون بمرض السكري من النوع الأول إلى أخذ دواء يسمى الأنسولين، وهو هرمون يساعد على خفض مستوى السكر في الدم ويتوفر على شكل "حقنة" أو على شكل "مضخة".
إن مضخة الأنسولين هي جهاز يقوم بتزويد الجسم بكمية كافية من الأنسولين حسب احتياجاته على مدار اليوم، فينتقل الأنسولين ببطء عن طريق إبرة دقيقة تحت الجلد، والتي تتصل بالمضخة عن طريق أنبوب، وتعتمد كمية الأنسولين على نسبة السكر في الدم وكمية الكربوهيدرات الموجودة في الوجبة.
الجدير بالذكر أن هناك عدة أنواع مختلفة من الأنسولين، كما سيحتاج الطفل إلى عدة جرعات يومياً، لذلك ستتم مناقشة الوالدين عن النقاط التالية:
● أنواع الأنسولين المختلفة وكيفية استخدامها
● كيفية إعطاء الطفل حقنة الأنسولين أو استخدام مضخة الأنسولين
● كيفية اختيار جرعة الأنسولين المناسبة للطفل، حيث تعتمد الجرعة على عوامل مختلفة، منها نوع الطعام وكمية الكربوهيردات ومدى نشاط الطفل خلال اليوم.
الفحوصات الدورية
سيحتاج الطفل إلى فحوصات دم يومية، بالإضافة إلى فحوصات أخرى كل 3 أو 6 أشهر حسب حالته وعمره.
بالنسبة للفحوصات اليومية يمكن إجراؤها في المنزل باستخدام جهاز مقياس السكر في الدم عن طريق الإصبع، فيجب قياس مستوى السكر في الدم عدة مرات كل يوم حسب إرشادات الطبيب.
بالنسبة للفحوصات الشهرية، قد يقوم الطبيب بطلب فحوصات للدم منها مستوى السكر أثناء الصيام أو بعد الأكل، كذلك فحص السكر التراكمي "HbA1c"، وهو اختبار يكشف عن متوسط مستوى السكر في دم الطفل خلال الشهرين إلى الثلاثة أشهر الماضية، وهذه الفحوصات توفر معلومات مهمة منها مدى السيطرة والتحكم في مرض السكري، وكذلك إذا كان الطفل بحاجة إلى تغيير خطة العلاج أو النظام الغذائي المتبع.
النظام الغذائي للطفل المصاب بالسكري
قد يحتاج الطفل إلى تغيير نظامه الغذائي الحالي، لذلك يجب على الوالدين التخطيط للوجبات ونوعها ومقدارها ووقتها، للتأكد من حصول الطفل على الكمية المناسبة من الأنسولين.
سيعمل فريق مرض السكري على مساعدة الوالدين في المواضيع التالية:
● المساعدة في وضع نظام غذائي متكامل مناسب للطفل
● التخطيط لوجبات رئيسية صحية يومياً بالإضافة إلى الوجبات الخفيفة "السناك" ووضع جدول زمني لها.
● كيفية اختيار جرعة الأنسولين الصحيحة بناءً على ما يأكله الطفل ومقدار التمارين التي يمارسها خلال اليوم.
نصائح عامة لمساعدة الطفل على التكيف مع المرض
يستطيع الأهل القيام ببعض الخطوات التي قد تعينهم على الاعتناء بالطفل المصاب، كما قد تعين الطفل على ممارسة حياته من غير صعوبات، وهذه بعض النصائح والإرشادات كالتالي:
● التعرف على مرض السكري وطبيعته وطرق علاجه وكيفية التحكم به، فكلما زادت معرفة الوالدين بالمرض، سيصبح بإمكانهم الاعتناء بالطفل المصاب بشكل أفضل.
● تعلم كيفية فحص نسبة السكر في دم الطفل، حيث ستحتاج إلى فحص مستوى السكر في دم الطفل عدة مرات كل يوم، فيمكن استشارة الطبيب أو الممرض في هذا الشأن.
● الحفاظ على مستوى السكر في دم الطفل في الحدود الطبيعية، حيث إن المستويات المنخفضة جداً أو المرتفعة جداً يمكن أن تسبب مشاكل خطيرة ومضاعفات في المستقبل، وقد تؤثر المستويات العالية على الكلى والعينين والأعصاب والأوعية الدموية.
● التعرف على أعراض انخفاض أو ارتفاع السكر وكيفية التعامل معها حسب عمر الطفل.
● جعل الطفل يرتدي سواراً أو قلادة طبية حتى يعرف الآخرون بأنه مصاب بمرض السكري في حالة الطوارئ.
يعيش معظم الأطفال المصابين بداء السكري حياة صحية ونشيطة، كما بمرور الوقت سيتعلمون كيفية التعامل مع مرض السكري والاعتناء بأنفسهم، لكن بعض الأطفال قد يجدون صعوبة في التكيف مع الوضع وقد يشعرون بالحزن أو القلق، لذلك يجب التواصل مع الطفل دائماً حول مرضه ومخاوفه، كما يمكن طلب المساعدة من الطبيب المعالج أو أخصائي الصحة النفسية.