جار التحميل...

°C,

جامعةُ الشارقة.. منارةُ الحضاراتِ

July 28, 2022 / 10:22 AM
ما أن تدخل المدينة الجامعية في الشارقة حتى تشعر بالزهو والراحة والطمأنينة وهي تتسلل إليك لحظة تلو أخرى، إنك الآن في الجامعة الجميلة في مبانيها، والتي تحتضنها مساحات خضراء، تنظمها هندسة معمارية شرقية لا مثيل لها، الجامعة التي بناها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسهر الليالي والأيام حتى أزهرت وأنارت ظلالها العقول والقلوب، وغدت ملئ العين والقلب والوجدان.
وها هي جامعة الشارقة تصل بيوبيلها الفضي بثقة واقتدار وعلم ومعرفة، 25 عاماً من التقدم والازدهار والبحث والبناء والعمران، وغدا اسمها لامعاً بين الجامعات، وها هم خريجوها سفراءها في كل مكان، واليوم الجميع يشيدون بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه الجامعة في الجوانب العلمية والعملية والتعليمية والأكاديمية والبحثية والاجتماعية والإدارية كافة، وما جاء ذلك إلا بعد سهر وجدٍّ وعمل متواصل بجهود إدارات الجامعة وفرق العمل والباحثين والأكاديميين والطلبة، وبالتعاون مع أفضل مؤسسات التعليم العالي والمعاهد وأعرقها في العالم.
25 ربيعاً تشرق فيه الجامعة علماً وفكراً وإبداعًا، حققت فيها مستويات متميزة وتصنيفات عالمية متقدمة، بعد أن هيأت بيئة تعليمية عالية الجودة ضمن مجتمع الجامعة.

ولا ننسى ونحن نطوف في أرجائها أن نثمن الدور الذي اضطلع به صاحب السمو حاكم الشارقة في بناء هذه الجامعة، والوقوف على كل حجر وزاويةٍ وقسم وكلية حتى وصلت لأفضل التصنيفات العالمية المتقدمة ضمن المؤسسات التعليمية الرائدة في برامجها ومرافقها وجودة خريجيها، وكل ذلك بفضل رؤية سموه ودعمه المستمر ومتابعته الحثيثة للجامعة منذ انشائها حتى الآن، وعلينا أن نقدر جهود سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس الجامعة، البناءة التي تسهم منذ توليه رئاسة الجامعة الاستمرار في تحقيق رسالتها وتطلعاتها وتقدمها العلمي والبحثي ورفد سوق العمل بأفضل الخريجين.

وحين أعود إلى الخلف إلى قبل ربع قرن، وتحديداً إلى اليوم الذي أُنشئت فيه جامعة الشارقة في أكتوبر من العام 1997، يومها استقبلنا هذا الخبر بفرح كبير، واذكر حين عقدت اتفاقيتها الأولى في أواخر عام 1999 مع الجامعة الأُردنيّة في عمان، وهي اتفاقية كانت تقوم على الشراكة والتوأمة والتميز، وبحمدالله ازهرت الجامعة، وتفتحت ونالت سمعة علمية كبيرة بهمة من حملوا رسالتها من البُناة والأساتذة والعاملين فيها، فضلاً عن خريجيها، والفضل يعود لإداراتها المتتالية حتى غدت اسماً لامعاً بين جامعات الإمارات العربية، ولها حضورها البهي بين الجامعات الاقليمية والعربية.

ومما يحسب لجامعة الشارقة أنها حازت مواقع متقدمة في تصنيف التايمز العالمي، وجاء تصنيف الجامعة هذا العام ضمن أقوى وأفضل 100 جامعة فتية عالمياً، وفي المستوى 400 - 450 بين جامعات العالم، وهذا التقدم الذي تصله الجامعة يؤكد تميز الجامعة وتقدمها الأكاديمي والعالمي على المستويين العالمي والاقليمي، ونالت الجامعة المرتبة الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة في تخصصات علوم الحوسبة والطب والعلوم الصحية، كما حصلت على المرتبة الأولى في البحث العلمي في الدولة حسب تصنيف "سكوبوس" العالمي، وكان ترتيبها في مؤشر التايمز العالمي للجامعات تقدمت جامعه الشارقة من مركز 601 – 800 في العام 2021 إلى المركز 401-500  في العام 2022.

وفي مؤشر التايمز الاقتصادات الناشئة، تقدمت جامعه الشارقة من مركز 109 في تصنيف عام 2021 إلى مركز 61 في Emerging Economies Ranking تصنيف عام 2022، كما تقدمت في مؤشر التايمز للجامعات الشابة "عمرها أقل من 50 سنة"، تقدمت جامعه الشارقة مركز 177 في تصنيف عام  Young Universities Ranking 2021 إلى مركز 89 في تصنيف عام 2022، وفي مؤشر التايمز لجامعات آسيا، تقدمت جامعة الشارقة من مركز169 في تصنيف 2020 إلى مركز 148  في تصنيف عام 2021، كما تقدمت جامعة الشارقة من مركز 301 – 400  Impact Ranking مؤشر التايمز للاستدامة إلى المركز 201 – 300 عالمياً من بين أكثر من 1400 جامعة.

وفي التصنيف العالمي، حققت الجامعة تقدماً كبيراً وواضحاً بين مثيلاتها من الجامعات العالمية، وكم كنت سعيداً لهذا التقدم الذي يُعد من التصنيفات السنوية لأفضل 800 جامعة في العالم وتتبناه شركةQuacquarelli Symonds  المختصة بالتعليم، ويعتمد هذا التصنيف معايير مهمة تتضمن السمعة الأكاديمية للجامعة، والسمعة التوظيفية للخريجين، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلبة، ونسبة الطلبة الأجانب لعدد طلبة الجامعة، ونسبة البحوث العلمية المنشورة في مجلات عالمية، وغيرها من المعايير الاكاديمية المهمة في تصنيف الجامعات، ويعد هذا التصنيف من أفضل 3 تصنيفات جامعية على مستوى العالم من حيث الأهمية والتأثير، جنباً إلى جنب مع تصنيف التايمز للجامعات العالمية، وتصنيف شنغهاي. 

وما يهمنا في تصنيف هذا العام تقدم الجامعة وحصولها على مرتبة متقدمة، حيث قدمت أرقامها بدقة متناهية وبشفافية عالية ومسؤولية أكاديمية، وبها تثبت للقاصي والداني أنّ الأرقام هي التي تتحدث.

وجاءت الجامعة في مراتب متقدمة في معايير التصنيف التالية: السمعة الأكاديمية، والسمعة التوظيفية لخريجيها، والاستشهادات للبحوث لكل عضو هيئة تدريس، وعدد أعضاء هيئة التدريس الأجانب وغيرها من المعايير المهمة التي يسجل فيها للجامعة أنّها ماضية في تقدمها وإنجازاتها، وهي إنجازات يجب أن تتواصل بالهمة نفسها التي تقوم بها الجامعة ممثلةً بالمعادلة الأكاديمية، الاساتذة والطلبة والبحث العلمي، وهي منظومة واحدة تمضيَ بنهج سليم وبدعم من إدارة الجامعة كي تستمر في خططها واستراتيجياتها ودورها في رفد تلك المعادلة بالدعم والتحفيز والمبادرة والتغيير، ولذلك، لا بد أن يتكاتف الجميع بواجباتهم الأكاديمية طلبة وأساتذة وفق المعايير الأكاديمية العالية، ومطلوب منهم الاستمرار في جهودهم العلمية والبحثية والتدريسية، على أن تستمر الجامعة بزيادة مكتسباتهم وحوافزهم المعنوية والمادية بأسلوبها العلمي المعهود في الكفاءة والتميز والحرص على الجميع.

ولا ننسى الدور الذي اضطلعت به الجامعة في كيفية التعامل مع أزمة كورونا، حيث استطاع الأساتذة وفي وقت قياسي أن يتكيفوا مع متطلبات التعليم عن بعد، ومن اللافت للنظر أن الجامعة وبسرعة فائقة استطاعت أن تعد كوادرها الأكاديمية والتعليمية والبنية التحتية للتدريس عن بعد، ونفذت الجامعة سياسة تعليمية جادة ووفرت للطلبة التعليم الجاد والحقيقي، فضلاً عن الامتحانات وأتمتتها حسب متطلبات العملية التعليمية المطلوبة.

وعند النظر في خطة الجامعة واستراتيجيتها في التعليم عن بعد تجدها قد أعدت محتوى تعليمياً فريداً في كل البرامج والتخصصات، كما دربت الأساتذة تدريباً جاداً وزودتهم بمهارات تقنية عالية ووسائل تعليمية متنوعة وأجهزة إلكترونية حديثة، إضافةً إلى تغطية الاحتياجات التعليمية وأنماط التعلم المختلفة، وركزت على ضرورة مراعاة تنوع أنماط التعلم كجزء من عناصر التخطيط لعملية تعليمية عادلة وناجعة، وبذلك استمرت الجامعة في برامجها وسياستها التعليمية دون توقف، وهو ما يحسب للجامعة وادارتها لهذا الملف التعليمي في ظل هذه التحديات الطارئة.

من حق إدارة الجامعة أن تشعر بالفرح لهذا الانجاز والتقدم، وأن تطالب الجميع بمزيد من العطاء والابداع، وهم معها في هذا الفرح، كونهم يعيشون أجواء أسرية أكاديمية دافئة وفرها لهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ولذلك مطلوب منهم أن يستمروا في التقدم والبناء والعطاء، وأن يشعروا أن متطلباتهم ومسؤولياتهم واحدة تؤخذ في الحسبان ولا انفصال بينها، لبناء منظومة أكاديمية تضع القيم العلمية في أعلى مراتبها، وتجمع الجميع في قالب واحد وهدف واحد، وتأخذ الجامعة إلى التقدم المأمول. 

وفي الختام، إن كان من تحية فهي لإدارة الجامعة وأساتذتها ممن يعملون بصمت وعيونهم ترنو المزيد والإبداع كي تبقى جامعتهم في الطليعة، ولكل من يسعى ويعمل ليل نهار لرفعة الجامعة وتقدمها، وإذا كان من تحية صادقة في هذه المناسبة الأكاديمية والعلمية والبحثية المتميزة فهي لصاحب السمو حاكم الشارقة، الذي بذل الغالي والنفيس حتى أشرقت الجامعة، ولرئيس الجامعة، ولمدير الجامعة، الاستاذ الدكتور حميد النعيمي وفريقه الأكاديمي والعلمي والبحثي والاداري وأساتذة الجامعة وكل من له يد في تقدم الجامعة وتميزها، وأملنا أن تصل الجامعة لأفضل المستويات العالمية.
July 28, 2022 / 10:22 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.