إن مرض السكري الكاذب هو اضطراب غير شائع يتسبب في اختلال توازن السوائل في الجسم، حيث يؤدي هذا الخلل إلى إنتاج كميات كبيرة من البول، كما أنه يجعل الشخص يشعر بالعطش الشديد حتى لو شرب كمية كافية من السوائل، في حين أن مصطلحي "السكري الكاذب" و "داء السكري" يبدوان متشابهين، إلا أنهما غير مرتبطين، فمرض السكري هو مرض أكثر شيوعاً ويؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، ورغم أن بعض الأعراض، مثل كثرة التبول والعطش الشديد، هي نفسها في كلا المرضين لكن بخلاف ذلك، فهما مرضين مختلفين تمامًا.
الأنواع والأسباب:
هناك عدة أنواع من مرض السكري الكاذب:
● داء السكري الكاذب "المركزي"، في هذا النوع، لا ينتج الجسم ما يكفي من "الهرمون المضاد لإدرار البول" للحفاظ على توازن كمية السوائل.
● إن الهرمون المضاد لإدرار البول يعمل بشكل أساسي على تنظيم تركيز الماء في الدم والتحكم بكمية الماء الذي يتم ترشيحه وإخراجه عبر الكلى.
● داء السكري الكاذب "كلوي المنشأ" في هذا النوع، ينتج الجسم ما يكفي من الهرمون المضاد لإدرار البول، لكن الكلى لا تستجيب له.
●السكري الكاذب الحملي "أثناء الحمل": يعد هذا النوع نادر الحدوث، حيث يحدث عندما تنتج المشيمة إنزيماً يؤدي إلى تدمير الهرمون المضاد لإدرار البول عند الأم.
وتجدر الإشارة إلى أن قد يكون المرض ناتجًا عن اضطراب وراثي "جيني" أو اضطراب مزمن في الكلى، أو بعض الأدوية، مثل الليثيوم أو الأدوية المضادة للفيروسات، لكن في بعض الأحيان، لا يوجد سبب واضح لمرض السكري الكاذب.
الأعراض:
تشمل علامات وأعراض مرض السكري الكاذب ما يلي:
-الشعور بالعطش الشديد.
- إفراز كميات كبيرة من البول.
-كثرة الحاجة إلى النهوض للتبول أثناء الليل.
والجدير بالذكر أنه إذا كانت الحالة شديدة وكان المصاب يشرب الكثير من السوائل، فيمكن إنتاج ما يصل إلى حوالي 19 لترًا) من البول يوميًا، وعادة ما يتبول الشخص البالغ السليم بمعدل 1 إلى 2 ليتر في اليوم.
وقد تظهر العلامات والأعراض على الرضيع أو الطفل الصغير المصاب بالسكري الكاذب، منها:
-حفاضات ثقيلة ومبللة.
-التبول اللاإرادي.
-مشاكل في النوم.
-حُمى.
-التقيؤ والإمساك.
-تأخر النمو وفقدان الوزن.
المضاعفات:
هناك بعض المضاعفات التي يمكن أن يسببها مرض السكري الكاذب من أهمها الجفاف واختلال توازن المعادن في الدم.
1-الجفاف:
قد يؤدي مرض السكري الكاذب إلى الجفاف، كما يمكن أن يسبب الجفاف الأعراض التالية:
• فم جاف.
• تغيرات في مرونة الجلد.
• العطش.
• إعياء.
2- اختلال توازن المعادن في الدم:
يمكن أن يتسبب داء السكري الكاذب في اختلال توازن المعادن في الدم، مثل الصوديوم والبوتاسيوم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة منها:
• ضعف.
• الغثيان والتقيؤ.
• فقدان الشهية.
• تشنجات العضلات.
• ارتباك.
التشخيص:
غالباً يتم التشخيص عن طريق الأعراض، لكن في بعض الحالات، سيحتاج الأطباء إلى إجراء فحوصات، قد تشمل:
● اختبار لقياس كمية البول التي ينتجها الجسم، ويتم الطلب من المصاب أن يتوقف عن شرب السوائل لمدة 2 إلى 3 ساعات، ثم يسجل الطبيب كمية البول التي يتم فرزها خلال الساعتين التاليتين وربما لفترة أطول.
وقد يقيس الطبيب أيضًا مستويات الهرمون المضاد لإدرار البول في الدم أو يعطي المصاب "الهرمون المضاد لإدرار البول" الصناعي أثناء هذا الاختبار، مما سيحدد ما إذا كان الجسم ينتج ما يكفي من الهرمون وما إذا كان بإمكان الكليتين الاستجابة للهرمون المضاد لإدرار البول.
العلاج:
يعتمد العلاج المناسب على نوع مرض السكري الكاذب، لكن بشكل عام، تعمل جميع علاجات مرض السكري الكاذب عن طريق تقليل كمية البول التي ينتجها الجسم.
وعند الإصابة بداء السكري الكاذب المركزي، فقد يساعد اتباع نظام غذائي منخفض الملح والبروتين في السيطرة على الأعراض.
وإذا لم تساعد التغييرات في النظام الغذائي بشكل كافٍ، فقد يصف الطبيب دواءً يسمى ديسموبريسين ، حيث يحل هذا الدواء محل الهرمون المضاد لإدرار البول المفقود من الجسم، كما قد يصف الأطباء أحيانًا أدوية أخرى أيضًا.
إن الأشخاص المصابين بداء السكري الكاذب كلوي المنشأ لديهم خيارات علاجية مختلفة، في هذا النوع، لا تستجيب الكلى عادةً للهرمون المضاد لإدرار البول بسبب تلفها، وفي كثير من الأحيان، يحدث تلف الكلى بسبب مشاكل صحية أخرى أو الأدوية التي يتناولها الناس لعلاجها، وإذا أمكن، يمكن أن يساعد علاج المشكلة الصحية الأخرى أو إيقاف الأدوية في علاج مرض السكري الكاذب.
وقد يوصي الأطباء أيضًا بنظام غذائي منخفض الملح وقليل البروتين. بالإضافة إلى ذلك، قد تساعد بعض الأدوية في العلاج، منها بعض الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.