تعيش دولة الإمارات العربية المتحدة، مرحلة جديدة من تاريخها، بعد وفاة ثاني رئيس لها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله، ومبايعة صاحب الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، حفظه الله، لرئاسة الدولة، من قبل أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات، بعد أن انعقد المجلس في قصر المشرف بأبوظبي برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله".
وبموجب المادة 51 من الدستور الإماراتي، تم انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالإجماع رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، خلفاً للمغفور له فقيد الوطن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله.
ولو تطرقنا لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، فسنقول الكثير والكثير عن سيف الإمارات ودرع العرب منذ بداية ظهوره، عندما كان قائداً للقوات الإماراتية التي توجهت للكويت لتحريرها من عدوان صدام حسين، ويرجع لسموه الفضل في تحويل الجيش الإماراتي إلى واحد من أكثر الجيوش فعالية في العالم العربي، بعد أن قرر الخدمة العسكرية لغرس الوطنية، بدلاً من الاستحقاق.
كما كان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، دوراً كبيراً في تنمية بلاده على كافة المستويات، وجعلها رقماً صعباً في الإقليم، فلم يعد أي طرف إقليمي أو دولي يستطيع عند مناقشة أي ملف بالشرق الأوسط تجاهل مكانة ودور الإمارات المؤثر، حتى باتت طرفاً أساسياً في كل معادلات الإقليم السياسية والاقتصادية والجيواستراتيجية والعسكرية، وفي كثير من الملفات كانت الإمارات هي صانعة الحدث والفعل، وليس رد الفعل، وكانت حاضرة بكل أدواتها الناعمة والخشنة.
ونتذكر جميعاً، عندما شبه وزير الدفاع الأميركي الأسبق جيمس ماتيس الإمارات بـ"إسبارطة الشرق"، نظراً لقوتها وفاعليتها رغم صغر مساحتها وتعداد سكانها.
فالإمارات لم تصبح لما هي عليه الآن، إلا بمسيرة طويلة من الكفاح، واليوم تستكمل القيادة الذكية المسيرة بقيادة رجل أقل ما يقال عنه إنه رجل بحجم أمة، وهو أبو خالد، كي يكتب إنجازات جديدة تضاف كل يوم لسجل الإمارات الحافل على كافة الأصعدة.
ويحسب للإمارات العربية المتحدة في عهد أبو خالد، اتباعها سياسة متزنة في علاقاتها الخارجية، فهي لم تضع كل البيض في سلة واحدة، ولم تعول يوماً على طرف واحد دون غيره، أو تتكئ على قوى دولية محددة في ملف بعينه، حتى باتت أبوظبي بوصلة للخليج العربي، فرحم الله الشيخ خليفة بن زايد وجعل مثواه الجنة، وأطال في عمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ووفقه فيما هو قادم.