استبدال مفصل الركبة هو إجراء جراحي يتم فيه استبدال أجزاء من مفصل الركبة بأجزاء اصطناعية.
تعمل الركبة الطبيعية كمفصل بين عظم الساق "عظم الفخذ" وعظام أسفل الساق، ويمكن أن تتآكل الأسطح التي تلتقي فيها هذه العظام بمرور الوقت، غالباً بسبب التهاب المفاصل أو حالات أخرى، والتي يمكن أن تسبب الألم والتورم.
من أسباب استبدال مفصل الركبة
الاستبدال الكلي للركبة هو أحد الخيارات لتخفيف الألم واستعادة وظيفة الركبة المصابة بالتهاب المفاصل أو أي مشكلة أخرى في الركبة.
والسبب الأكثر شيوعاً لاستبدال الركبة هو أن العلاجات الأخرى كفقدان الوزن، والتمارين الرياضية، والعلاج الطبيعي، والأدوية، والحقن، لم تنجح في تخفيف الآلام.
والهدف من استبدال الركبة هو تخفيف الألم وتحسين نوعية الحياة والحفاظ على وظيفة الركبة أو تحسينها، ويتم إجراء العملية على الأشخاص من جميع الأعمار، باستثناء الأطفال الذين لا تزال عظامهم تنمو، نظراً لأن الأجزاء البديلة يمكن أن تتعطل بمرور الوقت، ويوصي مقدمو الرعاية الصحية عموماً بتأخير استبدال الركبة حتى يكون ذلك ضرورياً ولا توجد علاجات أخرى نافعة.
بدائل عملية استبدال مفصل الركبة الكلي
بينما يمكن أن يكون الاستبدال الكامل للركبة مفيداً في ظل الظروف المناسبة، ويجب مناقشة المخاطر والفوائد والبدائل مع الطبيب، وتشمل بدائل الاستبدال الكلي للركبة ما يلي:
يوصى في البداية بطرق العلاج غير الجراحية التي قد تشمل:
● إنقاص الوزن، حيث أن فقدان الوزن ولو بكمية صغيرة يمكن أن يخفف الألم.
● العلاج الطبيعي، فقد تساعد تقوية العضلات حول الركبة في تخفيف الضغط عن الركبة، كما تساعد حركة المفصل في منعه من التصلب.
● الأدوية، بما في ذلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والوصفات الطبية، وتشمل مسكنات الألم مثل "الأسيتامينوفين" والأدوية المضادة للالتهابات مثل "الإيبوبروفين" أو "النابروكسين"، بالإضافة إلى الحقن منها حقن مشتقات الكورتيزون أو مشتقات حمض الهيالورونيك.
● دعامة الركبة أو حشوات الأحذية، فقد تساعد في محاذاة الركبة وموازنة الوزن على المفصل.
● تنظير المفصل هو إجراء جراحي طفيف يقوم فيه الطبيب بفحص الجزء الداخلي من المفصل باستخدام جهاز يسمى منظار المفصل، حيث يمكن للطبيب إصلاح أي ضرر من خلال شقوق جراحية صغيرة في الجلد، وهذا الإجراء مفيد فقط لنوع معين من مشاكل الركبة.
● الاستبدال الجزئي للركبة، حيث يتضمن الاستبدال الجزئي للركبة استبدال جزء واحد فقط من مفصل الركبة، وقد يكون خياراً لبعض الأشخاص الذين يقتصر التهاب المفاصل لديهم على جزء واحد فقط من الركبة.
عملية استبدال مفصل الركبة
يتم إجراء استبدال الركبة في غرفة العمليات بعد أن يتم التخدير، وقد تستغرق الجراحة ساعتين إلى ثلاث ساعات، و بعد الجراحة، يتم مراقبة المريض في منطقة التعافي لعدة ساعات، حتى تزول آثار التخدير.
يبقى معظم الناس في المستشفى لمدة ليلة إلى ثلاث ليالٍ بعد الجراحة، ويتم إعطاء المريض مسكنات الألم "غير المخدرة" قدر الإمكان للمساعدة في تقليل الألم.
العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل
العلاج الطبيعي جزء مهم من عملية الشفاء، بعد مغادرة المستشفى، ويخضع بعض الأشخاص للعلاج الطبيعي في منازلهم أو في العيادة، بينما يظل الآخرون في منشأة إعادة التأهيل لبضعة أيام.
ويتضمن برنامج إعادة التأهيل بشكل عام تمارين لتحسين نطاق الحركة "إلى أي مدى يمكنك ثني الركبة" وتقوية عضلات الساقين، يقوم الجراح والمعالج الفيزيائي في تحديد الأهداف كلما تقدم المريض في إعادة التأهيل، لذلك من المهم تجنب إرهاق الركبة أو إجهادها خلال فترة التعافي.
عادة من الممكن استئناف الأنشطة اليومية العادية في غضون 3 إلى 6 أسابيع بعد الجراحة، وبعد عدة أشهر من إعادة التأهيل، سيتمكن المريض من التمتع بنمط حياة أكثر نشاطاً، لكن لا يُنصح بالرياضات عالية التأثير مثل الجري والرياضات التي تنطوي على احتكاك ثقيل "كرة القدم"، كما يمكن المشاركة في أنشطة مثل المشي وركوب الدراجات والسباحة.
المضاعفات المحتملة
المضاعفات الخطيرة ليست شائعة بعد استبدال الركبة، ومع ذلك، فإن أي عملية جراحية لها مضاعفات محتملة، فيما يلي بعض المضاعفات الأكثر شيوعاً التي قد تحدث بعد استبدال الركبة بالكامل:
1- جلطة دموية
قد تشكل الجلطات الدموية في الساقين وهي مصدر قلق شائع بعد جراحة استبدال الركبة، ولتقليل خطر الإصابة بجلطات الدم، يمكن اتباع التالي:
● النهوض والتحرك في أسرع وقت ممكن، والتعاون مع المعالج الفيزيائي لتعلم تمارين للقيام بها أثناء وجود المريض في السرير.
● تناول دواء مضاد للتخثر، إما على شكل حبوب أو حقنة، وقد يستمر معظم الناس في تناول هذا الدواء لبضعة أسابيع بعد الجراحة.
● استخدام أجهزة توضع على الساقين تشبه الجوارب لمنع التجلطات أثناء الاستلقاء، وبمجرد النهوض والمشي، وقد يقترح الطبيب إرتداء الجوارب المساعدة في منع تجلط الدم.
2- العدوى والالتهاب
تعد العدوى التي تلي استبدال الركبة من المضاعفات غير الشائعة نسبياً ولكنها خطيرة، وتشمل علامات العدوى الحمى والقشعريرة وألم الركبة الذي يزداد سوءاً فجأة أو زيادة الإحمرار أو التورم، وتُعالج التهابات الجروح بالمضادات الحيوية وأحياناً عن طريق تصريف السوائل الزائدة من المفصل.
3- تصلب الركبة
في بعض الأحيان، على الرغم من العلاج الطبيعي، قد تتيبس ركبة المريض وقد لا تنثني أو تستقيم بشكل صحيح، وفي حالة حدوث ذلك، يمكن للمريض العودة إلى غرفة العمليات لثني الركبة أو تقويمها تحت تأثير التخدير.
4- الألم أو عدم الرضا المستمر
ما يقرب من 15% من المرضى الذين خضعوا لاستبدال الركبة بالكامل قد يعانون من ألم مستمر أو لن يكونوا راضين عن نتيجة الإجراء، ومع ذلك، يعاني معظم الناس من انخفاض ملحوظ في الألم.