وفي هذه المقالة سنتحدث عن أهم أسباب ألم الصدر غير الناتج عن إصابة أو حادث أو سقوط، وكذلك التشخيص والعلاج المبدئي.
الأسباب:
فيما يلي أهم الاسباب:
الحالات الشائعة (94 إلى 99% من المرضى)
1. شد عضلي.
2. التهاب الغضروف الضلعي.
3. الصدر المقعر.
4. القلق أو اضطراب الهلع أو الاكتئاب.
5. الجسدنة.
6. الالتهاب الرئوي.
7. الربو.
8. السعال المزمن مع إجهاد العضلات.
9. الارتجاع المعدي المريئي.
10. التهاب المريء أو التهاب المعدة أو القرحة الهضمية.
11. جسم غريب في المريء.
12. مرض القولون العصبي.
13. التهاب المرارة أو التهاب البنكرياس.
14. المراهقون الذكور: التثدي (كبر حجم الثدي).
15. المراهقات: التهاب أنسجة الثدي أو مرض الثدي الكيس الليفي.
16. ألم مجهول السبب.
الحالات غير الشائعة التي تهدد الحياة (1 إلى 6% من المرضى)
1. أمراض القلب وتشوهات الشريان التاجي.
2. الذبحة الصدرية الكلاسيكية (مرض تصلب الشرايين المبكر بسبب ارتفاع الكوليسترول أو داء السكري).
3. التهاب التامور أو التهاب عضلة القلب.
4. عدم انتظام ضربات القلب.
5. جسم غريب في مجرى الهواء.
6. استرواح الصدر أو الانسداد الرئوي.
7. ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
8. مرض فقر الدم المنجلي مع متلازمة الصدر الحادة.
9. ورم (في جدار الصدر أو الرئة).
التقييم والتشخيص:
يقوم الطبيب بأخذ التاريخ الطبي والشخصي والعائلي للمريض بشكل دقيق وإجراء فحص جسدي بهدف تحديد هؤلاء المرضى الذين يحتاجون إلى مزيد من الدراسات التشخيصية أو الإحالة إلى الطبيب المتخصص.
إن التاريخ له أهمية قصوى في تحديد الأسباب الأساسية الخطيرة لألم الصدر لدى الأطفال، حيث أن وصف الألم والأعراض، من ممكن أن تحدد الأسباب القلبية أو الرئوية المحتملة التي قد تهدد الحياة لدى الأطفال.
-وصف الأعراض والألم بشكل دقيق يمكن أن يشير إلى السبب أو المرض الكامن على النحو التالي:
• آلام الذبحة الصدرية التقليدية (يظهر على هيئة ألم في منتصف الصدر ينتقل إلى الذراع اليسرى أو الفك، ويترافق مع القيء، والتعرق، أو ضيق التنفس).
• ألم حاد في الصدر مع صعوبة في عملية التنفس، يمكن أن يكون سببه التهاب رئوي، أو استرواح الصدر، أو انسداد رئوي، أو متلازمة الصدر الحادة في مرضى فقر الدم المنجلي.
• الألم بعد الجهد أو عدم تحمل التمارين الرياضية بسبب تسرع التنفس أو التعب الناجم عن قيود في توصيل الأوكسجين لعضلة القلب، ويمكن أن يكون سببه نقص تروية عضلة القلب، والتشوهات التاجية، واعتلال عضلة القلب.
• ألم حاد في الصدر يتفاقم بسبب الاستلقاء، وأحيانًا ينتقل إلى الكتف الأيسر، وغالباً ما يكون مصحوباً بالحمى (التهاب التامور).
• ألم حاد في الصدر يصاحبه إغماء أو دوار أو دوخة، ممكن أن يكون السبب تشوهات الشريان التاجي أو اعتلال عضلة القلب.
• أعراض الحمى وفشل القلب (على سبيل المثال، ضيق التنفس عند المجهود أو عند الرضاعة، أو تسرع التنفس مع التغذية) توحي بالتهاب عضلة القلب.
•التهاب المرارة الحاد يمكن أن يصاحبه ألم في الكتف الأيمن.
• الحمى، خاصة عندما تكون مصحوبة بتسرع التنفس أو السعال، قد تشير إلى وجود عدوى في الجهاز التنفسي، كذلك توجد الحمى أيضًا في مرضى التهاب التامور أو التهاب عضلة القلب أو مرض كاواساكي.
• ضيق التنفس قد يشير إلى اضطرابات رئوية، بما في ذلك أمراض الشعب الهوائية أو الأوعية الدموية الرئوية، أو قد يكون علامة على أمراض القلب.
• القيء أو البلع المؤلم أو الحموضة المصاحبة للأكل، تشير إلى أمراض الجهاز الهضمي، مثل الارتجاع المعدي المريئي والتهاب المريء.
• الشكاوى الجسدية المتكررة، بما في ذلك الصداع أو آلام البطن أو الأطراف المصاحبة لألم الصدر، تحدث عند معظم الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية وقد يعاني ثلثهم تقريباً من اضطرابات النوم.
الفحوصات والتحاليل المخبرية:
يمكن للتاريخ الشامل والفحص البدني عادةً تحديد السبب وتحديد المرضى الذين يحتاجون إلى تدخل فوري أو فحوصات إضافية وأولئك الذين يمكن علاجهم بالطمأنينة والمتابعة المستمرة.
إن الفحوصات المخبرية ضرورية فقط في عدد قليل من المرضى، ففي حالة عدم وجود أعراض مرتبطة بمرض معين أو نتائج إيجابية على الفحص البدني المتعلق بجهاز القلب أو الجهاز التنفسي، فمن غير المحتمل وجود سبب عضوي خطير.
هناك بعض الفحوصات التي تساعد في الكشف عن وجود أمراض في الرئة أو القلب وغيرها، من أهمها:
1-التصوير بالموجات فوق الصوتية (ultrasound).
2-مخطط كهربية القلب (ECG).
3-صورة إشعاعية للصدر (chest x-ray).
4-فحوصات الدم من ضمنها أنزيمات القلب و التروبونين (troponin).
العلاج المبدئي
يتم تحديد العلاج المبدئي للأطفال والمراهقين الذين يعانون من آلام في الصدر من خلال حالتهم السريرية والنتائج المتعلقة بالتاريخ الشخصي والفحص البدني والفحوصات المخبرية بالإضافة إلى سبب الألم.
ويذكر أن الأطفال الذين يعانون من آلام في الصدر أو مرض قلبي معروف أو أي من النتائج التي تشير إلى وجود سبب قلبي في التاريخ المرضي، أو الفحص البدني، أو مخطط كهربائية القلب، يجب احالتهم بشكل فوري الى طبيب قلب الأطفال وكذلك أخصائي طب الأطفال وفقًا للحالة المحددة.
الجدير بالذكر ان ما يصل إلى 99% من الأطفال والمراهقين الذين يعانون من ألم في الصدر يكون لديهم سبب حميد، وغالباً ما يكون الألم في العضلات والعظام، ويمكن علاجهم برعاية أولية إضافية أو متابعة متخصصة تحددها المسببات الأساسية.
فيما يلي بعض الأمثلة على أهم أسباب ألم الصدر وكيفية علاجها بشكل مبدئي:
● ألم في جدار الصدر بعد ملامسة جدار الصدر بقوة، يشير إلى وجود سبب عضلي هيكلي مثل التهاب الغضروف الضلعي، أو متلازمة الضلع الانزلاقي أو إجهاد العضلات من مجهود حديث أو سعال مزمن، وعادةً يستجيب الألم العضلي الخفيف للمسكنات على سبيل المثال، الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين ويختفي في غضون أيام قليلة.
● ألم الصدر المصاحب للسعال المزمن قد يحتاج إلى مزيد من التقييم التشخيصي، وعادة يزول الألم بعلاج السبب الأساسي (مثل الربو أو التليف الكيسي أو العدوى).
● ألم الصدر بعد تعرض المصاب لحدث أو مشكلة على سبيل المثال طلاق أحد الوالدين أو وفاة في الأسرة، ومصاحبته لاضطراب النوم، والشكاوى الجسدية الأخرى (مثل الصداع أو آلام البطن)، قد يكون سببه نفسي لذلك يجب متابعة طبيب الأسرة للعلاج المبدئي ولكن يجب إحالة المرضى الذين يعانون من مرض عقلي معروف أو اضطراب عاطفي كبير إلى طبيب نفسي.
● وجود الحمى والسعال وتسرع التنفس ونتائج فحص الرئة غير الطبيعية تشير إلى الالتهاب الرئوي البكتيري أو الفيروسي، ويكون العلاج على أساس العمر ونوع الالتهاب الرئوي، على سبيل المثال المرضى الذين يعانون من التهاب رئوي بكتيري يحتاجون إلى علاج بالمضادات الحيوية عن طريق الفم.
● ألم حارق في الصدر بعد وجبات الطعام يدعم تشخيص مرض الارتجاع المعدي المريئي، ويجب إحالة المرضى الذين يعانون من آلام متكررة وشديدة إلى أخصائي أمراض الجهاز الهضمي للأطفال لتقييم التهاب المريء المحتمل وغيره، علماً بأنه يمكن للمرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة أن يباشرون العلاج المبدئي مع الطبيب العام أو طبيب الأسرة.