من الشائع فقدان السمع الذي يحدث تدريجياً مع التقدم في العمر، حيث يعاني ما يقرب من نصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاماً من درجة معينة من فقدان السمع، وتسمى هذه الحالة (الصمم الشيخوخي Presbycusis).
وهناك 3 أنواع رئيسية لفقدان السمع بشكل عام وهي:
● فقدان السمع الحسي العصبي: (Sensorineural hearing loss) ويحدث هذا النوع من فقدان السمع عندما تتلف الأعصاب في الأذن، التي تكتشف الأصوات وترسل إشارات إلى الدماغ، ومثال على هذا النوع هو الصمم الشيخوخي.
● فقدان السمع التوصيلي: (Conductive hearing loss) ويحدث هذا النوع من فقدان السمع، عندما لا تصل الأصوات إلى الأذن الداخلية بسبب مشاكل في الأذن الوسطى أو الخارجية، على سبيل المثال، عند وجود شمع في الأذن أو وجود التهاب في الأذن وغيرها من الأسباب.
● فقدان السمع المختلط (Mixed hearing loss) : ويحدث هذا النوع عند وجود كلا النوعين من فقدان السمع المذكورين أعلاه في نفس الوقت.
إن الصمم الشيخوخي يسبب فقدان السمع ببطء في الأذنين، ويؤثر في الغالب على مدى سماع الأصوات عالية النبرة، حيث يواجه المصاب صعوبة في سماع أصوات الطيور، أو رنين الهاتف ولكن لا يزال بإمكانه سماع الأصوات العالية مثل صوت الشاحنة، كما غالباً ما يجد المصاب صعوبة في سماع شخص يتحدث في أماكن صاخبة أو مزدحمة.
ويمكن أن يترافق فقدان السمع مع طنين الأذن، والدوار وعدم التوازن، الذي يؤدي إلى السقوط، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، مما يتسبب في تدني احترام الذات والعزلة والاكتئاب عند المصاب.
كما ذكرنا سابقاً، فإن الصمم الشيخوخي قد يحدث بالتدريج، لذلك قد لا يلاحظ الشخص المصاب بوجود أي تغييرات في السمع إلاّ عند ملاحظة المشكلة من شخص قريب، وتنبيه المصاب بوجود مشكلة في سماع الكلام أو فهمه، لذلك ينصح بمراجعة الطبيب في أقرب فرصة عند ملاحظة تغييرات أو فقدان في السمع، حيث هناك الكثير من العوامل التي قد تسبب هذه المشكلة والتي قد تكون أكثر خطورة من الصمم الشيخوخي.
وهناك عدة عوامل تؤثر على ظهور الصمم الشيخوخي وشدته وتشمل هذه العوامل:
-الاستعداد الوراثي.
-الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض.
-التعرض للضوضاء.
-التهاب الأذن.
-التدخين.
-ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.
-أمراض الأوعية الدموية، والاضطرابات المناعية، والعوامل الهرمونية.
-التعرض لمواد أو أدوية تؤثر على الأذن (مثل الأمينوغليكوزيدات، والعلاج الكيميائي، والمعادن الثقيلة).
ويتم تشخيص الصمم الشيخوخي عن طريق التاريخ الشخصي والمرضي والعائلي للمريض، والأعراض التي يعاني منها بالإضافة إلى الفحص السريري، والذي يكون عن طريق جهاز يقوم الطبيب بإدخاله إلى داخل الأذن للتحقق من وجود التهاب أو انسداد أو أي تلف في الأذن.
وبعدها قد يقرر الطبيب عمل فحوصات أخرى مثل تخطيط السمع أو اختبار السمع، ولإجراء الاختبار يجب على المريض ارتداء سماعة رأس، ثم يقوم اختصاصي السمع بتشغيل الأصوات في أذن واحدة في كل مرة، ويطلب من المريض الإشارة عندما سماعه للأصوات، وسيوضح هذا الاختبار نوع ضعف السمع الذي يعاني المصاب منه، ومدى شدته، وما إذا كانت كلتا الأذنين تتأثران بنفس الطريقة.
وعندما تكون هناك درجة خفيفة من فقدان السمع، فإن معظم الناس يتعاملون جيداً في المواقف العادية للحياة اليومية، وقد لا يحتاجون إلى أي علاج، وقد يكون كل ما هو مطلوب هو مطالبة الناس بالتحدث بشكل أكثر وضوحاً.
وهناك بعض الطرق التي قد تساعد المصاب بالصمم الشيخوخي على السماع بشكل جيد، حيث يقوم "أخصائي أنف وأذن وحنجرة" بتحديد شدة فقدان السمع، وقد يعرض على المريض استخدام أدوات المساعدة على السمع مثل السماعات الطبية إذا كان فقدان السمع خفيف الشدة، أما في حالة الضعف الشديد في السمع والذي لا يتحسن بشكل ملحوظ باستخدام السماعات الطبية، فمن الممكن خضوع المريض لعملية زراعة قوقعة صناعية.
وهناك بدائل أخرى للسماعات الطبية مثل قراءة الشفاه للمساعدة في فهم الكلام، كما تتوفر العديد من الأجهزة التي يمكن أن تساعد المصاب منها:
-مكبرات الصوت للهواتف العادية.
-هواتف مصممة خصيصاً للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع.
-أجهزة لإعلام المصاب عندما يرن هاتفه أو جرس الباب.
- أضواء وأجهزة لإعلام المصاب عند تنشيط أجهزة الكشف عن الدخان والمنبهات وما إلى ذلك.
- معدات للمساعدة على الاستماع إلى التلفزيون والراديو.