جار التحميل...

°C,

قصور المبيض الأولي "الجزء الثاني"

لقد عُرّف قصور المبيض الأولي "Primary ovarian insufficiency" علمياً في "مقال الجزء الأول" بأنه حالة يتوقف فيها المبيض عن العمل بشكل طبيعي لدى النساء اللائي تقل أعمارهن عن 40 عاماً، وإن أُطلق على هذه الحالة سابقاً اسم "فشل المبايض المبكر" أو "انقطاع الحيض المبكر" "Early menopause"لكن هذه المصطلحات قد تكون غير صحيحة، لأن النساء المصابات لا يتوقف الحيض لديهن، كما لا يتوقف مبيضهن تماماً عن إنتاج البويضات.
التشخيص:

يجب مراجعة الطبيب المختص إذا كان العمر أقل من 40 عامًا مع وجود عدم انتظام في الدورة الشهرية لمدة 3 أشهر أو أكثر للحصول على تقييم كامل للكشف عن احتمالية الإصابة بقصور المبيض الأولي.

والجدير بالذكر، حتى إذا كانت المرأة لا ترغب في الحمل، فقد يكون لهذا المرض آثار واسعة النطاق على الصحة العامة، حيث أن النساء المصابات اللائي لا يتناولن الهرمون البديل "الأستروجين" معرضات بشكل متزايد لخطر الإصابة بهشاشة العظام، وأمراض القلب، لذلك من المهم أن يتم اكتشاف الحالة مبكرًا وعلاجها بشكل مناسب.

ولتحديد أسباب الدورة الشهرية غير المنتظمة أو الغائبة أو الخفيفة بشكل غير عادي، يتم التشخيص عن طريق الأعراض التي تم ذكرها سابقا بالإضافة إلى التاريخ الشخصي والعائلي للمصابة، كما يلي:

● وجود أعراض مثل الهبات الساخنة أو جفاف المهبل.
● الخضوع لعملية جراحية في المبايض، أو تلقي علاج كيميائي أو علاج إشعاعي، لأنها تضر بأنسجة المبيض. 
● وجود تاريخ شخصي أو عائلي بأمراض المناعة الذاتية، مثل قصور الغدة الدرقية، مرض أديسون، الذئبة، داء السكري من النوع الأول أو التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث يمكن أن يشير التاريخ الشخصي أو العائلي لهذه الحالات إلى قصور المبيض المناعي الذاتي. 
● وجود أعراض لقصور الغدة الكظرية، مثل انخفاض الشهية، فقدان الوزن، ألم في البطن، والضعف، والتعب أو سواد الجلد، هذه الأعراض مهمة، لأن ما يقرب من 3 % من النساء المصابات بقصور المبيض الأولي يصبن بقصور الغدة الكظرية. 
● وجود امرأة من العائلة مصابة بقصور المبيض الأولي، حيث أن ما يقارب من 10% من حالات قصور المبيض لها تاريخ عائلي لهذا المرض.

بالإضافة إلى طرح أسئلة مفصلة حول التاريخ الشخصي، والعائلي وإجراء الفحص البدني، من الممكن أن يطلب الطبيب بعض الفحوصات لقياس مستويات الهرمونات المختلفة وغيرها، ومن أهم الفحوصات كما يلي:
1-فحص دم يوضح وجود مستويات مرتفعة من هرمون يسمى الهرمون المنبه للحويصلة (FSH)، حيث تشير المستويات العالية من الهرمون إلى أن المخ يحاول تحفيز المبايض، لكنها لا تستجيب، هذا مهم لأن المبايض تفشل في بعض الأحيان ليس بسبب خلل وظيفي، ولكن بسبب توقف الدماغ، أو الغدة النخامية عن تنظيم وظيفة المبيض بشكل صحيح.
2-اختبار الأجسام المضادة ضد الغدة الكظرية، والتي تحدد وجود نوع معين من المناعة الذاتية للمبيض.
3- اختبار جيني لتحديد وجود مشاكل أو خلل في الجينات أو الكروموسومات 

الطرق العلاجية:

أحد الأهداف الرئيسية لعلاج قصور المبيض الأولي هو استبدال هرمون الأستروجين الذي توقف المبيض عن إنتاجه. 
هذا مهم لأن الأستروجين حيوي لبعض العمليات الطبيعية، على سبيل المثال، إن العظام تحتاج إلى تحفيز هرمون الأستروجين لتبقى قوية ومقاومة للكسر، وبدون الأستروجين فإن النساء المصابات معرضات لخطر الإصابة بمرض هشاشة العظام.
وهناك أيضًا دليل على أن نقص هرمون الأستروجين قبل سن 45 عامًا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. 
والأكثر من ذلك، أنه بدون الأستروجين، غالبًا ما تصاب النساء بأعراض انقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي، واضطراب النوم وجفاف المهبل. 
ويهدف العلاج بالأستروجين إلى منع أو تخفيف كل عواقب نقص هرمون الأستروجين، ومع ذلك، لا تستطيع معظم النساء تناول الأستروجين وحده، ويجب أن يتم دمجه مع البروجستين (شكل من أشكال هرمون البروجسترون) لمنع حالة يمكن أن تؤدي إلى سرطان الرحم.
ويسمى الشكل الرئيسي للأستروجين الذي ينتجه المبيضان عادة بالإستراديول، ويعتقد بعض الخبراء أن إعطاء النساء هذا النوع من الأستروجين يحاكي "الحالة الطبيعية" بشكل أفضل، لكن الأشكال الأخرى من الأستروجين متوفرة وفعالة أيضًا.
ويمكن للنساء اللواتي اخترن الإستراديول الحصول عليه في شكل حبوب، أو رقعة او لصقات توضع على الجلد، أو حلقة يتم إدخالها في المهبل. وقد تقدم رقعة الإستراديول والحلقة المهبلية مزايا تفوق الحبوب، أو الكبسولات، بما في ذلك:

● أنها تفرز نفس الهرمون الذي ينتجه المبيض.
● يدخل الأستروجين إلى الجسم بشكل بطيء وثابت، وليس دفعة واحدة.
● يمكن قياس هرمون الأستروجين بسهولة في مجرى الدم.

على الرغم من المزايا التي قد تتمتع بها الرقعة والحلقة، إلاّ أن الأشكال الأخرى لاستبدال الأستروجين فعالة أيضًا، ويجب على النساء اختيار الشكل الذي يناسبهن. 
بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يكون الأستروجين الذي يؤخذ عن طريق الفم أقل تكلفة من رقعة أو حلقة إستراديول.

والجدير بالذكر أن معظم الخبراء يتفقون، بشكل عام، على أن الشابات المصابات بقصور المبيض الأولي يجب أن يستخدمن العلاج الهرموني على الأقل حتى يبلغن 50 إلى 51 عامًا، وهو متوسط سن انقطاع الحيض.

كما هو مذكور أعلاه، ما بين 5 و10 % من النساء المصابات يمكنهن الحمل والولادة بشكل طبيعي دون أي علاج.

 ومن ناحية أخرى لم يظهر أن العلاج باستخدام الأستروجين، أو أدوية الخصوبة، أو الهرمونات الأخرى يمكن أن تساعد على تحسين الخصوبة.
February 15, 2021 / 10:48 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.