جار التحميل...
فيما يأتي نظرة معمقة على سباق الفطامين بالذيد وما يحمله من قيم تراثية عريقة تجسد روح الأجداد وتحافظ على إرثهم الخالد:
تقام سباقات سنّ الفطامين في ميدان الذيد على مسافة 1500 متر وسط منافسة تحتدم فيها التحديات؛ فيتنافس مُلّاك النوق الصغيرة بحماس كبير، ومن حولهم هتافات الجماهير الذين يضيفون أجواء من الحماسة.
وتحمل هذه السباقات عبق الفروسية العربية الأصيلة، ولا تعد مجرد منافسة رياضية، بل هي مناسبة يعبر فيها المنظمون والمشاركون عن التمسّك بالتراث والإدراك العميق لتطوّر رياضة الهجن في العصر الحديث، مما ينتج عنه حالة من الترقّب والإثارة الجذّابة لجمهور واسع من دولة الإمارات ودول الخليج .
يمتد الموسم الرياضي لسباق سنّ الفطامين في ميدان الذيد على مدار عدة أشهر، ويتيح جدول المسابقات المنتظم للمشاركين استثمار الوقت المطلوب في تدريب النوق الصغيرة وتحضيرها للمنافسة، إضافة إلى إبقاء تراث سباقات الهجن حياً، وتأكيد دوره كجزء مهم من الهوية الوطنية.
تتميّز سباقات الفطامين في ميدان الذيد بتنوّع فئاتها، مما يوفّر بيئة تنافسية شاملة تعكس روح العدالة والمساواة بين المشاركين؛ إذ تتنوع الأشواط لتشمل فئات خاصة بأهالي الذيد، وأخرى مخصصة لفئة "الصعوب"، إلى جانب الأشواط المفتوحة التي تتيح المجال لِمُلّاك الهجن من مختلف إمارات الدولة ودول الخليج للمشاركة والتنافس على قدم المساواة.
كما تتضمّن بعض النسخ أشواطاً استثنائية "بدون علاج" تُخصّص لأبناء الذيد، ما يعزز من خصوصية الفعالية ويشجّع على المشاركة المحلية.
ويُلاحظ أن عدد الأشواط المخصصة لكل موسم يختلف حسب جدول البطولة، مما يعكس مرونة التنظيم وحرص اللجنة المعنية على التوازن بين الفئات، فعلى سبيل المثال، شهد موسم 2025 تنظيم 16 شوطاً في كل فعالية، بينما بلغ عدد الأشواط في 2024 نحو 24 شوطاً تنوعت بين الفئات المختلفة، أما موسم 2023 فقد تضمن 20 شوطاً وهذا يدلّ على استمرارية التطوير في هذه السباقات التراثية، وحرص القائمين عليها على توسيع قاعدة المشاركة، وتحفيز الملاك على رفع مستوى الإعداد والتدريب.
تُبرز أرقام الأداء في سباقات سنّ الفطامين مستوىً عالياً من الاحترافية والإبداع؛ فقد تحقّقت أوقات مذهلة تراوحت بين دقيقة و41 ثانية كأفضل زمن مسجّل في بعض الأشواط، ووصلت إلى دقيقتين و19 ثانية في أخرى.
وهذا التنوع في الأزمنة يعكس حدة المنافسة وتفاوت مستويات الأداء بين المشاركين، كما يؤكد على التطور الذي وصلت إليه تقنيات التدريب والإعداد في عالم سباقات الهجن، وتسهم هذه الأرقام في رفع مستوى الإثارة والتشويق، وتشجع الملاك على بذل المزيد من الجهد لتحسين أداء نوقهم، وتحقيق أفضل النتائج الممكنة في هذه الرياضة التراثية العريقة.
يحمل سباق الفطامين رسالة سامية تهدف إلى الحفاظ على موروث الآباء والأجداد المتمثل في رياضة سباقات الهجن، والعمل على تعميق الحس التراثي في نفوس الأجيال الجديدة.
وتتجسد هذه الرسالة من خلال التنظيم المستمر للسباقات وتوفير الدعم اللازم للمُلّاك، مما يشجعهم على الاستمرار في هذه الرياضة التراثية العريقة، كما تسهم في خلق جسر تواصل بين الماضي والحاضر، وتعرف الشباب بخصوصية هذا الموروث الثقافي المهم الذي يفتخر به الشعب الإماراتي أمام العالم، ويؤكد على عمق الجذور التاريخية والثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
شهد ميدان سباقات الهجن بالذيد تطوراً ملموساً في بنيته التحتية وتقنياته الحديثة؛ فقد جرى تنفيذ العديد من المشاريع التطويرية من قبل نادي الشارقة لسباقات الهجن ودائرة الأشغال العامة بالشارقة، بهدف تعزيز جودة التنظيم وأداء السباقات، وتشمل هذه الأعمال تعبيد الطرق الداخلية في الميدان، وإنارتها بشكل متكامل، بالإضافة إلى تمهيد أرضية السباق، وبناء برج للتحكم، فضلاً عن تجهيز حظائر معالجة الهجن بأحدث المواصفات، وهذا ما يعكس الرؤية الاستراتيجية للإمارة في الارتقاء بميدان الذيد ليصبح من أبرز ميادين سباقات الهجن في دولة الإمارات ومنطقة الخليج.
وفي الختام، تمثل سباقات الهجن نموذجاً حياً للحفاظ على الهوية الثقافية، كما تُعزز من مكانة الإمارات بكونها وجهة عالمية لرياضة الهجن، وتجسد التزام القيادة الرشيدة بصون التراث الأصيل ونقله للأجيال القادمة.
المراجع
[1] shjcrc.ae, عن النادي
[2] sharjah24.ae, تواصل سباق "سن الفطامين" بميدان الذيد لسباقات الهجن
[3] youtube.com, قناة نادي الشارقة لسباقات الهجن