جار التحميل...
تُعَدّ الفروسية "Equestrian" من الرِّياضات العريقة التي تجمع بين المهارة والفنّ في التعامل مع الخيول؛ إذ لا تقتصر على ركوب الخيل فحسب، وإنّما تتعلَّق بأصول وقواعد مُحدَّدة، وتتنوَّع أغراض ممارسة الفروسية بين الترفيه والمنافسة الرياضية؛ ممّا يجعلها رياضة مُتعدِّدة الأوجه تُناسب مختلف الأذواق والاهتمامات.
تتطلَّب رياضة الفروسية مجموعة مُتنوِّعة من المهارات التي تشمل الجوانب البدنية، والنفسية، والتعامل مع الخيول؛ إذ تُعَدّ اللياقة البدنية العالية من أهمّ المُتطلَّبات الجسدية لهذه الرياضة؛ لما تتطلَّبه من جُهد كبير يرفع مُعدَّل ضربات القلب لفترات طويلة، وتؤدّي قُوَّة عضلات البطن دوراً محورياً أيضاً في الحفاظ على التوازن والوضعية الصحيحة أثناء الركوب، إضافة إلى أنّ القوَّة العَضَلية الشاملة، والتنسيق بين أجزاء الجسم من العناصر المُهِمَّة للتحكُّم في الحصان، ورعايته.
ومن الناحية النفسية، يُشكِّل الصبر، والرغبة في التعلُّم المُستمِرّ، والقدرة على التفكير المنطقي، أساساً متيناً للتطوُّر في هذه الرياضة، وفي سِياق التعامل مع الخيول، فإنَّ فهم لغة جسد الحيوان وحركاته من المهارات الجوهرية التي تُمكِّن الفارس من التواصل الفَعّال مع حِصانه، ومن ثَمَّ بناء علاقة قويَّة معه.
تضمّ رياضة الفروسية في الألعاب الأولمبية ثلاث فعاليات رئيسة؛ إذ يتنافس الفُرسان والفارسات في هذه الأنشطة التي تجمع بين المهارة والدِّقَّة والتناغُم مع الخيول، وفي ما يأتي نظرة على هذه الفعاليات الثلاث:
تُعَدّ رياضة قفز الحواجز من أكثر أنواع الفروسية إثارة؛ إذ يتخطّى الفارس والحصان العوائق في مسار مُحدَّد ضمن وقت مُعيَّن، ويجري احتساب النقاط على أساس عدد الحواجز التي جرى إسقاطها أثناء القفز؛ فكُلَّما قلَّ عدد الأخطاء، ارتفع التقييم، ويُعَدّ التناغُم بين الفارس وحصانه عاملاً أساسياً في هذه الرياضة، إضافة إلى الرشاقة، والتقنية العالية المطلوبة لإتمام المسار بنجاح.
يُعَدّ الترويض أرقى أشكال تدريب الخيول، وأكثرها تعقيداً؛ إذ يُؤدّي الفارس والحصان حركات فنِّية مُتناسِقة على أنغام الموسيقى، ويُقيِّم الحُكّام مدى سلاسة الحركات التي يُؤدِّيها الثُّنائي وانسيابيَّتها أثناء تنقُّلهم في ساحة العرض؛ ممّا يجعل هذا النوع من الفروسية مزيجاً فريداً من الفنّ والرياضة.
تجمع الفروسية الشاملة بين ثلاثة أنواع من المسابقات؛ إذ تضمّ قفز الحواجز، والترويض، إضافة إلى سباق القدرة والتحمُّل، والذي يتميَّز بمَسار طويل مليء بالعوائق الطبيعية والصناعية؛ ممّا يجعلها اختباراً شاملاً لمهارات الفارس والحصان على حَدٍّ سواء.
تُعَدّ رياضة الفروسية من الأنشطة البدنية المُميَّزة التي تجمع بين المتعة والفائدة الصحِّية؛ فهي تمرين متكامل للجسم بأكمله؛ إذ يبدأ الفارس عند امتطائه صهوةَ جواده بتنشيط مجموعات عَضَلية مُتنوِّعة؛ ممّا يُحسِّن التوازن، ويزيد قُوَّة العضلات، ويُحفِّز رُدود الأفعال السريعة، ويُسهِم في تطوير مهارات التخطيط الحركي، وتساعد الفروسية أيضاً على تمديد العضلات المشدودة، وزيادة المرونة، وتوسيع نِطاق حركة المفاصل، ومن ثَمَّ تحسين الأداء الحركي العامّ للجسم.
وفي الوقت نفسه، تُسهِم الفروسية في تحسين وظائف الجهاز التنفُّسي والدورة الدموية؛ ممّا ينعكس إيجاباً على الصحَّة العامَّة، ويزيد القدرة على التحمُّل، وتؤدّي دوراً مُهِمّاً في تحفيز التكامل الحِسِّي، وخاصَّة تحسين التنسيق بين العين واليد؛ ممّا يُسهِم في تطوير الإدراك البصري المكاني، ويساعد الفارس في تقدير المسافات والارتفاعات بدِقَّة أثناء الركوب.
ومن جهة أخرى، يُقلِّل قضاء الوقت مع الخيول، وممارسة الفروسية، مستويات التوتُّر والقلق، ويُعزِّز شعور الفرد بالثقة بالنفس، والقدرة على التحكُّم، ومن ثَمَّ منحه الشجاعة والإقدام لخوض التجارب والتحدِّيات المختلفة في الحياة بثبات وثقة، إلى جانب تعزيز شُعور الفرد بالمسؤولية والانضباط، وتنمية قيمة الصبر لديه، والقدرة على اتِّخاذ القرارات الصعبة.
يسعى اتِّحاد الإمارات للفروسية والسباق إلى تعزيز مكانة الدولة في عالَم الفروسية؛ برؤية طموحة، وأهداف واضحة؛ إذ يهدف إلى نَشر ثقافة الفروسية بين الشباب، وتطوير هذه الرياضة داخل الإمارات وخارجها، وتوفير التدريب الشامل، وتنظيم الدورات والندوات والاجتماعات؛ لتحقيق هذه الغاية، ويسعى الاتِّحاد جاهداً إلى المشاركة في أنشطة الفروسية الدولية جميعها حول العالَم، مع الحرص على تعزيز مكانة الإمارات في هذا المجال.
ويُشرف الاتِّحاد على الأنشطة المُتعلِّقة برياضة الفروسية في الدولة؛ بهدف بناء قاعدة واسعة للرياضة، وإعداد الأجيال القادمة من الفُرسان، وهو يضطلع بدور مُهِمّ في الإشراف على المسابقات التي تجري في الدولة جميعها، ويُسهِم بفاعليَّة في تنظيم فعاليات الفروسية ودعمها على المُستَوى العالَمي؛ ممّا يُعزِّز مكانة الإمارات في هذا المجال، ويُسهِم في تحقيق رؤيتها الطموحة نحو الرِّيادة العالَمية في رياضة الفروسية.
وفي إمارة الشارقة على وجه التحديد يبرز "نادي الشارقة للفروسية والسباق" بوصفه الوجهة الأمثل لمحبّي هذه الرياضة والراغبين بإتقانها، إذ يوفّر النادي الفرصة للأفراد لخوض تجربة مثيرة مع الخيول واكتساب المهارات اللازمة للتعامل معها، بما يُقدّمه من دورات تدريبية لتعليم فنون الفروسية، وما يُنظّم من فعاليات وأنشطة متنوّعة ذات صلة، وهو بذلك يُثري رياضة الفروسية في الإمارة، ويسعى إلى نشرها بين مختلف فئات المجتمع، وتشجيع ممارستها.
المراجع
[1] topendsports.com, Equestrian Sports
[2] olympics.com, Equestrian
[3] nbcolympics.com, Equestrian 101: Olympic competition format
[4] nbea.ca, Why Choose Equestrian Sport?
[5] uaeerf.ae, اتحاد الإمارات للفروسية والسباق
[6] visitsharjah.com, نادي الشارقة للفروسية والسباق