جار التحميل...
وتُسهم هذه الفكرة في حماية البيئة والحفاظ عليها، من خلال التقليل من البصمة الكربونية، وتحسين جودة الهواء، وتقليل درجات الحرارة، وإلى جانب أثرها البيئي تعزّز الزراعة المجتمعية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع؛ إذ تؤدي دوراً مهماً في تعزيز مفهوم المسؤولية المشتركة، وترسيخ قيم العمل الجماعي والتعاون، إضافةً إلى المساهمة في سد جزء من احتياجات الأسر اليومية من المنتجات الزراعية النباتية.
ويأتي ذلك كلّه في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتوجيهاته في تحقيق بيئة مستدامة وزيادة المسطحات الخضراء في الإمارة.
أطلق مركز الشارقة للعمل التطوعي بالتعاون مع دائرة الزراعة والثروة الحيوانية العام الماضي المبادرة المجتمعية "حصاد الشارقة" تحت شعار "نتطوع من أجل الشارقة"، بمشاركة واسعة من المؤسسات الحكومية والخاصة، والجامعات والكليات، وأفراد المجتمع كافة، وتهدف إلى زيادة الغطاء الأخضر في الإمارة، وتشجيع السكان على الزراعة المنزلية من خلال زراعة البذور في الأماكن المخصصة لذلك، سواء في المنازل أو الجهات المختلفة.
كما جاءت مبادرة طالبات مدرسة مليحة استجابةً للمبادرة الوطنية التي أعلن عنها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه تحت عنوان "ازرع الإمارات"، وفيها باشرت الطالبات بزراعة شتلات أشجارٍ محلّية كشجر السمر والسدر والغاف في مرعى مليحة، بحضور مسؤولين من وزارة التغيّر المناخي والبيئة.
بينما أطلقت مدينة الشّارقة المستدامة -التي تُمثّل المجتمع السكني المستدام الأولّ من نوعه في الإمارة- مبادرة مجتمعية تعرض من خلالها أحواض زراعية تُمكّن سكّان المنطقة من استخدامها لزراعة النباتات والخضروات العضوية، فضلاً عن تشجيعهم على المشاركة في النشاط الزراعيّ الذي يهدف إلى زراعة الحدائق الصغيرة في أروقة المدينة.
وحرصت دائرة الخدمات الاجتماعية فرع البطائح على إشراك المجتمع المحلّيّ في الأنشطة الزراعية التي تُعلن عنها عبر منصاتها؛ فاستقبلت المتطوّعين لتشجير المساجد، والمتنزّهات والشوارع وغيرها من المرافق العامّة في المدينة، ساعيةً إلى تعزيز المظهر الجماليّ فيها فضلاً عن تقوية الروابط الاجتماعية بين أفرادها.
كما أطلقت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة مبادرة حملة تشجير محمية "المنتثر 2" في منطقة البطائح بالتعاون مع جهات عدة، فقد شارك 250 شخصاً لزراعة 200 شتلة من الغاف والسدر.
أمّا ناشئة خورفكان التابعة لناشئة الشّارقة؛ فتطوّع أفرادٌ منهم لإعادة زراعة الأشجار والغطاء النباتيّ الجبليّ في جبل الرّابي بخورفكان، بعد الضرر الذي لحق به جراء الأحوال الجوية عام 2022، مع الإشارة إلى أنّ الفريق قد تلقّى قبل ذلك ورشةً تدريبية جعلت الأعضاء مؤهّلين للمشاركة في مثل هذه المهمّة.
تتولّى إمارة الشّارقة إصدار العديد من الورش التدريبية والبرامج التي تهدف إلى تثقيف أفراد المجتمع حول مهارات الزراعة الأساسية وطرق العناية بالنبات بما يتلاءم مع مناخ الإمارة؛ وبما يُمكّنهم من المشاركة في مبادرات الزراعة المجتمعية في الإمارة مشاركةً فاعلة، من أبرزها الورش التي تُعدّها دائرة الزراعة والثروة الحيوانية، مثل: ورشة أساسيات الزراعة المُقدّمة للأطفال في مرحلة الحضانة، والمجلّة الصادرة عنها تحت عنوان "دليل المزارع النموذجية"، والتي تُكسب القارئ معلومات حول مراحل الزراعة، وأنظمتها الحديثة، وأنواعها، وبرامج التسميد، والممارسات المتبعة لاحقاً للحصاد.
ويُشار أيضاً إلى الورش التدريبية حول أُسس الزراعة الصادرة عن وزارة التغيّر المناخيّ والبيئة، مثل: الورشة الموجهة لطلبة إحدى المدارس الدولية بالمنطقة الوسطى، وكذلك الورش التي تقدمها مدينة الشارقة المستدامة.
ختاماً، تولي الشّارقة أهميةً بالغةً لمفهوم الزراعة المجتمعية؛ بوصفها وسيلةً لحماية الموارد البيئية وتعزيز الأمن الغذائيّ فضلاً عن دورها في تقوية الروابط الاجتماعية بين الأفراد؛ لما يتّصل بها من تعاونٍ وتنميةٍ للمسؤولية المجتمعية المشتركة، وتعدّ دائرة الزراعة والثروة الحيوانية إلى جانب وزارة التغيّر المناخي والبيئة وغيرها، من أبرز الجهات التي تُعنى بتنظيم مبادراتٍ في هذا الشّأن.
المراجع
[1] dal.shj.ae, آمنة الضحاك: «ازرع الإمارات» استمرار لإرث زايد
[2] uaelegislation.gov.ae, قرار مجلس الوزراء في شأن الزراعة المجتمعية
[3] sharjahsustainablecity.ae, مدينة الشارقة المستدامة تطلق مبادرة المناطق الزراعية في إطار برنامجها المجتمعي التفاعلي
[4] sssd-volunteer.shj.ae, حصاد الشارقة