الشارقة تُكرّس جهودها لدعم فنون الخط العربي

فيما يأتي استعراض لمجموعة منها:

تنظيم معارض الخطّ على نطاقٍ واسع

تضمّ الشّارقة عدداً من معارض الخطّ المُجراة دائماً على مدار العام، إلى جانب المعارض التي تُنظَّم ضمن مناسباتٍ وأحداثٍ ثقافية وموسمية مختلفة، وتتميّز جميعها باحتوائها على أعمالٍ خطّية إبداعية تهدف إلى التأكيد على أهمية الخطّ العربيّ من الناحيتين الفنّية والتراثية، فضلاً عن الإشارة إلى مكانته التاريخية والإسلامية البارزة، وينتهي كثير من العروض بتوزيع جوائز مُجزية على الفائزين دعماً وتشجيعاً لهذا الفنّ وإسهاماً في نشره.

وتتمثل أبرز معارض الخط بتلك المعروضة ضمن ملتقى الشّارقة للخط الذي تُنظّمه دائرة الثقافة في الشارقة، ويُقام الملتقى في الإمارة دوريّاً كلّ عامين على مدار شهريْن، وتنطلق فعالياته ضمن حضور شخصياتٍ محلّية بارزة ومشاركاتٍ محلية وعربية ودولية لأهم الخطّاطين؛ تهدف إلى تعزيز حضور الخطّ العربيّ على نطاقٍ واسع.

ويستضيف متحف الشّارقة للفنون لفنانين من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب المعارض المُقامة في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، التي تضمّ جميعها أعمالاً خطّية إبداعيةً ومتميّزة وفقَ رؤىً فنّية مُلهمة، وتتنوّع لتشمل خطوطاً محفورة أو مكتوبة أو مطبوعة.

وتعتمد الأعمال المعروضة في أسلوبها على إحياءِ الخطوط القديمة، أو تلتزمُ بطرقٍ تقليديةٍ وأخرى حديثة بدمج الخطّ التقليديّ مع أساليبٍ فنّية معاصرة مثل أسلوب التجريد الخطيّ اللونيّ، وأسلوب دمج المرايا مع الخطّ، أو تعتمد فنّ الخطّ العربيّ الرّقميّ كإنجازٍ مهمّ لتطوير فنون الخطّ.

ويتنوّع مضمون اللوحات لتشمل أساساً الآيات القرآنية، والقصائد العربية، والعبارات المأثورة التي تصف الوطن وتُعبّر عن الحبّ والانتماء والولاء له، وتشمل الخُطوط التي تُنجز بها الأعمال خطّ الثلث، والتعليق، والنسخ، والكوفيّ، والحجازيّ، والسنبليّ، والديوانيّ والمبسوط المغربيّ، وغيرها.

تأسيس متحف مستقل ومتخصص بفنون الخط العربي

يأتِ متحف الشارقة للخط الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منذ أكثر من 20 عاماً شاهداً على الجهود المبذولة في سبيل نشر وتطوير فنون الخط في الشارقة، والذي يُعد المتحف الأوّل من نوعه على مستوى العالم العربيّ بوصفه متحفاً مُخصَّصاً بالكامل لفنّ الخط العربيّ، ويستطيع زائره التعرّف إلى تاريخ هذا الفنّ وأوّل نصوصٍ قد كُتبت بالخطّ الكوفيّ، وصولاً إلى التعرّف إلى خطوطٍ أكثر حداثة، ويضم المتحف في هذا السياق لوحاتٍ فنّيةً وإبداعيةً لأهم الخطّاطين على المستوييْن المحلّيّ والعالميّ.

عقد الدورات والبرامج والورش التدريبية حول فنون الخط

تسعى إمارة الشّارقة بالدورات التدريبية التي تعقدها دوريّاً عن فنّ الخط العربيّ إلى تعليم أفراد المجتمع من مختلف الفئات العمرية أُسس هذا الفنّ وأساليب ممارسته وتطبيقه على نحو احترافيّ سواءً على المواد التقليدية أم غير التقليدية، والتي تشمل: الفخّار، والزجاج، والخشب، والرخام، والورق، والسيراميك والأسطح الرّقمية وغيرها، وتهدف الدورات إلى تعريف المشتركين بأنواعِ الخطّ الفريدة، وأشكال الزخارف المتنوّعة المُستخدمة في الأعمال الخطّية المختلفة.

ويُعد مركز الشّارقة لفنّ الخط العربيّ والزخرفة أحد أبرز المراكز المتخصّصة التي تعقد الدورات التدريبية لتعلّم فنّ الخطّ العربيّ، إضافةً إلى ملتقى الشّارقة للخط ومتحف الشّارقة للخط اللذين يُقدّمان ورش عمل ومحاضرات لتنمية المهارات في هذا النوع من الفنون.

وتتضمن أبرز الأمثلة على تلك المحاضرات: محاضرة "الخط العربي والفنون الإسلامية الأخرى" التي نظّمتها دائرة الثقافة في الشارقة بحضور فنّانين وإعلاميين وغيرهم من المهتمّين بمجال فنون الخط والزخرفة، وورش العمل: "البناء والتكوين في العمل الحروفي"، و"جماليات السطر ديواني الجلي"، و"التذهيب المعاصر وتقنياته"، و"كتابة لفظ الجلالة بحركات التشكيل في خط الثلث" و"الخط العربي بين التقليدي والرقمي"، و"الزّخرفة على الجلد" وغيرها من الورش التي أعدّتها الدائرة ضمن فعاليات ملتقى الشارقة للخط.

ويعقد معرض الشّارقة الدوليّ للكتاب ورشاً تدريبيةً لفنون الخط مثل: ورشة تدريب الطلّاب على فنّ الخطّ الكوفيّ، بعنوان "أساسيات الخط الكوفي المربع"، لتعريفهم بمزاياه الهندسية وجمالياته ولإبقاء هذا الفن حياً وحاضراً كونه جزءاً مهماً في الهوية الثقافية.

إنشاء المشروعات المعمارية المزيّنة بالخطوط العربية

تهتم إمارة الشّارقة بإنشاء المشروعات المعمارية التي تزيّن الخطوط العربية تصاميمها السّاحرة في مشهدٍ يجمع بين الأصالةِ والحضارة، ويُعرّف السكّان والزوّار في الوقت نفسه على جماليات الخطّ العربيّ على نحو يُسهم في حفظه ونشره.

ويعدّ مبنى "ديواني" من أبرز هذه المشروعات، والذي يدمج في تفاصيله من الدّاخل والخارج بين فنّ الخطّ العربيّ والعمارة الحديثة، وقد شارك في إنشائه ما يزيد عن 85 فنّاناً وخطّاطاً، وكذلك مسجد الشّارقة الذي استُند في تصميمه إلى نمط البناء المعماريّ الإسلاميّ، واستُخدم فيه الرسم بالخطّ العربيّ لتشكيل لوحاتٍ فنّية غاية في الإبداع، استناداً إلى رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

المراجع

[1]sharjah24.ae, ملتقى الشارقة للخط الـ10 ينظم ورشاً تدريبية وثقافية
[2] visitsharjah.com, ملتقى الشارقة للخط
[3] sdc.gov.ae, Sharjah Calligraphy Biennial "11"
[4] sgmb.ae, سلطان بن أحمد القاسمي يفتتح فعاليات الدورة الـ 11 من ملتقى الشارقة للخط