جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
تحفة معمارية فريدة

مسجد الشارقة الكبير يُمثل نموذجاً للفن الإسلامي الحديث

28 ديسمبر 2024 / 12:39 PM
مسجد الشارقة الكبير يُمثل نموذجاً للفن الإسلامي الحديث
download-img
يقف مسجد الشارقة الكبير شامخاً بوصفه تُحفة معمارية فريدة تجمع بين عَراقة التراث الإسلامي، وروعة الحداثة، وهو يتميَّز بقبابه البَهيَّة، وتفاصيله الفنّية الدقيقة التي تروي حكاية إبداع هندسي ومعماري يعكس روح التسامح، والسلام، والتنوُّع الثقافي أيضاً؛ إذ يجذب المسجدُ الزوّارَ إليه من مختلف أنحاء العالَم؛ ليتأمَّلوا جماله، ويعيشوا تجربة روحانية فريدة بين أروقته.

مسجد الشارقة الكبير: نموذج فريد للفن الإسلامي الحديث

بين رمال الصحراء الذهبية، وعلى مساحة إجمالية تبلغ مليونَي قدم مُربَّع، يقبَع مسجد الشارقة الكبير ببَهاء وشموخ ليكون تُحفة معمارية إسلامية جديدة، والعلامة الأبرز في إمارة الشارقة؛ بتصميمه الهندسي البديع، وتفاصيله المدهشة، وبما يعكس اهتمام الإمارة بالتراث الإسلامي، والحفاظ عليه.


أمّا افتتاح المسجد، فقد كان في الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك عام 2019، من قِبَل صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة.


وتجدر الإشارة إلى أنّ بناء المسجد استغرق خمس سنوات، بما يتَّسِع لأكثر من 25,000 مُصَلٍّ، وبتكلفة بلغت 300 مليون درهم إماراتي؛ ممّا يجعله أحد أكبر المساجد في دولة الإمارات العربية المتحدة.

موقع المسجد: استراتيجي ومميز

يشغل مسجد الشارقة الكبير موقعاً حَيَويّاً واستراتيجياً يُعزِّز دوره بوصفه محوراً للتواصل الروحي والثقافي في إمارة الشارقة؛ إذ يتمركز في منطقة الطي، وتحديداً على تقاطع طريق مليحة مع شارع الإمارات، على بُعد 20 دقيقة تقريباً من مدينة الشارقة، وهو بذلك يقع على أهمّ الطرق على مستوى الإمارة، والدولة كلِّها.


وتجدر الإشارة إلى أنّ الموقع الاستراتيجي لمسجد الشارقة الكبير يخدم عدداً من المناطق المجاورة، بما فيها منطقة البديع، والطي، والسيوح، وجويزع، وحوشي، إضافة إلى أنّه يخدم سالِكي الطُّرُق الرئيسة في الدولة على طريقَي الإمارات ومليحة اللذَين يربطان بين عدد من الإمارات.

مُميِّزات المسجد: تصميم معماري مَهيب وتفاصيل دقيقة

يجذب مسجد الشارقة الكبير الأنظار إليه من الوهلة الأولى؛ إذ يتميَّز بتصميمه المعماري الفريد الذي يمزج بين الطراز الإسلامي التقليدي، والعناصر المعمارية الحديثة، والاهتمام البالغ بالتفاصيل والزخارف التي تُزيِّن جُدرانه وسُقوفه، والتي تتنوَّع بين النُّقوش القُرآنية واللوحات التشكيلية الإبداعية المرسومة بالخطّ العربي، والأعمال الخشبية، إلى جانب الزخارف الهندسية التي تعكس الفنّ الإسلامي الأصيل.


ويحتوي المسجد على قباب عالية مُزيَّنة بزخارف ذهبية تُضفي طابعاً ملكياً عليه، والتي بلغ عددها 81 قُبَّة مُتبايِنة الأحجام، وعلى جانِبَي القُبَّة الرئيسة للمسجد، والتي يبلغ قطرها 27 متراً بارتفاع بلغ 45 متراً، تتربَّع منارتان شامختان بارتفاع 75 متراً.


وللمسجد ستَّة مداخل؛ أربعة منها عامَّة، واثنان منهما للنِّساء، وواحد لكبار الشخصيات، وآخَر للحافلات، وفَور الدخول إلى ساحته، والوقوف بين أسواره، تتنزَّل السكينة والطمأنينة على النَّفس والروح؛ إذ يضمّ حدائق رَحبة بَهيَّة، والعديد من الساحات المفتوحة والمُزدانة بأبهى التصاميم إلى جانب كونه مكاناً للعبادة.


ويُشار إلى أنّ ساحات المسجد الداخليَّة تتَّسِع لاستقبال أكثر من خمسة آلاف مُصَلٍّ، بينما تتَّسِع الأروقة الجانبية والرواق الأمامي لأكثر من ستَّة آلاف مُصَلٍّ، أمّا الساحة المفتوحة، فتبلغ طاقتها الاستيعابية 13.5 ألف مُصَلٍّ، وهناك أيضاً ثمانية مصاعد كهربائية لخدمة المُصلِّين والزُّوّار.


ولخدمة متكاملة، وضمان راحة الزُّوّار، والمُصلِّين، من النواحي جميعها، جَرَت إحاطة المسجد بمواقع ومساحات واسعة خُصِّصت لمواقف السيّارات والحافلات، وهي تتَّسِع لنحو 2260 سيارة وحافلة، منها المساحات الموجودة داخل مبنى المسجد، وتتَّسِع لـ 300 مَوقف، والمساحات الموجودة خارج مبنى المسجد، وتتَّسِع لـ 1400 مَوقف، إضافة إلى مساحة مُخصَّصة لـ 60 حافلة، ومساحة موجودة خارج سور المسجد، وتتَّسِع لـ 500 موقف.


ويستقبل مسجد الشارقة الكبير الزُّوّار من مختلف الخلفيات الثقافية؛ إذ يفتح أبوابه لغير المسلمين، ومُحِبِّي المعرفة والثقافة؛ إذ يضمّ مَسارات ومساحات عِدَّة لغير المسلمين ليقضوا أجمل الأوقات فيها، ويتعرَّفوا إلى الفنّ الإسلامي البديع، ويشتمل أيضاً على مكتبة ضخمة تضمّ أُمَّهات الكُتُب في فروع العلوم الإسلامية المختلفة، والسُّنة النبوية الشريفة.


ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ إذ يضمُّ المسجد متحفاً، وكافيتريا، ومَحلّاً للهدايا، وحديقة إسلامية تحتوي على عدد من النوافير والشلّالات، بالإضافة إلى ساحات مفتوحة يمكن للزُّوّار التجوُّل فيها وتنفُّس الهواء العليل، وممشى مطّاطي خارجي يُحيط بسور المسجد.



وفي الختام، يُجسِّد مسجد الشارقة الكبير قِيَم التسامُح والتواصل بين الثقافات، ويجمع بين التراث الأصيل والحداثة في تناغُم مذهل، وسواء كان الهدف من زيارة المسجد للصلاة، أو للتأمُّل في جمال تصميمه، أو للاستمتاع بجولاته الثقافية، فهو سيظلّ رمزاً حَيّاً للعطاء الروحي والثقافي، وواحة سلام في قلب الإمارات تفتح أبوابها للجميع، فيغادرونه وهم يحملون في قلوبهم شُعوراً عميقاً بالروحانية والسكينة، وإعجاباً كبيراً بروعة العمارة الإسلامية، وأصالتها.   

 

المراجع


[1] sgmb.ae, الشارقة تحتضن أكثر من 3000 مسجد ومصلى تُشكل أيقونات هندسية وتتفرد بطرزها المعمارية
[2] visitsharjah.com, مسجد الشارقة
[3] sharjahnews.gov.ae, مسجد الشارقة .. تحفة معمارية ومنارة إسلامية

December 28, 2024 / 12:39 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.