القوة الناعمة الإماراتية.. نموذج عالمي في التأثير الإيجابي

وتُوجت جهود الإمارات في هذا المجال بحصولها على المرتبة العاشرة عالميًا في مؤشر القوة الناعمة لعام 2025، وفقًا لتقرير مؤسسة "براند فاينانس" العالمية، الذي شمل 193 دولة. 

ويعكس هذا الإنجاز التقدير الدولي للدور الإماراتي في مجالات متعددة، منها الاقتصاد، والدبلوماسية، والابتكار، والكرم.

وتتبنى دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجية متكاملة لتعزيز قوتها الناعمة، تنبثق من رؤية قيادتها الرشيدة التي تدرك أهمية التأثير الإيجابي في محيطها الإقليمي والدولي، عبر أدوات رفيعة تصوغ صورة الدولة في أذهان الشعوب، وهذه الاستراتيجية لا تقوم على عنصر واحد، بل تنسج خيوطها من عدة محاور تتكامل فيما بينها لتشكل لوحة وطنية تعكس حكمة السياسة وعمق الثقافة ورقي الرسالة.

وفي مقدمة هذه المحاور، تبرز الدبلوماسية الإماراتية كأداة فعالة لصنع السلام وتعزيز الاستقرار، حيث تلعب الدولة دورًا محوريًا في حل النزاعات الإقليمية والدولية من خلال جهود الوساطة والحوار، مدعومة بسجل مشرف في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية حول العالم.

فالدبلوماسية الإماراتية لا تكتفي برفع الصوت في المحافل، بل تمتد يدها بالخير إلى الشعوب المحتاجة، فتبني الثقة وتكسب الاحترام وتكرّس صورة الدولة كركيزة للسلام العالمي.

وفي ميدان الابتكار والتكنولوجيا، تخطو الإمارات خطوات واثقة، مستثمرة في الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء، لتصبح لاعبًا مؤثرًا في رسم ملامح المستقبل، وهذا التوجه لا يُعزز فقط من مكانة الإمارات التنافسية، بل يجعلها مصدر إلهام لدول وشعوب تتطلع إلى النهوض من بوابة التقدم العلمي والتكنولوجي، فالتأثير الناعم هنا يتجاوز الحدود ليشكّل نموذجًا يُحتذى به في الطموح والإبداع.

أما على الصعيد الثقافي، فتعمل الإمارات على ترسيخ هويتها الوطنية القائمة على التسامح والانفتاح، حيث تحتضن أكثر من مئتي جنسية على أرضها في تناغم فريد، وتطلق مبادرات ومهرجانات ثقافية تُعبّر عن ثرائها الحضاري.

وبينما تتمسك بجذورها وهويتها الأصيلة، تفتح ذراعيها لتبادل الثقافات والحضارات، فتبني بذلك جسورًا من التفاهم الإنساني وتؤكد رسالتها كمنارة للتعايش والسلام.

كما تُعد المساعدات الإنسانية والتنموية التي تقدمها الإمارات للدول المحتاجة جزءًا لا يتجزأ من قوتها الناعمة، فمن خلال مبادراتها الإنسانية، تُظهر الإمارات التزامها بالقيم الإنسانية العالمية، مما يعزز من صورتها كدولة مسؤولة ومؤثرة.

وهكذا، تمضي الإمارات في تجسيد مفهوم القوة الناعمة برؤية متوازنة تجمع بين التأثير السياسي، والتقدم التكنولوجي، والتماسك الثقافي، والعمل الإنساني لتبقى مثالًا ناصعًا لدولة ناهضة، وعظيمة في أثرها الحضاري والإنساني.

 ولا يخفى بأن نجاح الإمارات في توظيف القوة الناعمة ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة لرؤية قيادية حكيمة واستراتيجيات مدروسة ومثالًا يُحتذى به في كيفية استخدام القوة الناعمة لتعزيز السلام والتقدم على المستوى العالمي.