جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
تكريم للإبداع والمبدعين

جائزة الشارقة للإبداع العربي

16 يناير 2025 / 12:57 AM
جائزة الشارقة للإبداع العربي
download-img
تبرز جائزة الشارقة للإبداع العربي بوصفها إحدى أهمّ الجوائز الأدبية في العالم العربي، وعلامة فارقة في المشهد الثقافي، إذ تُمثِّل نموذجاً للدور الحيوي الذي يمكن أن تضطلع به المؤسسات الثقافية لإثراء الحركة الأدبية وتطويرها.

نبذة عن الجائزة: منارة المشهد الثقافي العربي

تأسَّست جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 1997 تحت رعاية كريمة من صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، وبتنظيم من إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة.

وتتميَّز هذه الجائزة بوصفها منصّة فريدة لاكتشاف المواهب الأدبية الشابّة وتشجيعها في شتّى أنحاء الوطن العربي؛ إذ تُركِّز على تكريم الأعمال الإبداعية الأولى التي لم ترَ النور بعد.

وتعكس هذه الجائزة رؤية حاكم الشارقة في دعم المشهد الثقافي العربي وتطويره، وهي تتَّسم بالشموليَّة؛ إذ تُغطّي مجالات أدبية مُتنوّعة؛ ممّا يُتيح المجال لأطياف واسعة من الأساليب والرُّؤى الإبداعية التي تسهم في إثراء الساحة الأدبية العربية بأفكار جديدة ومُتنوّعة.

أهمية الجائزة: تشجيع الإبداع العربي

تكمن أهمية جائزة الشارقة للإبداع العربي في أنّها تُمثِّل منصّة مهمّة لتشجيع الإبداع الأدبي؛ فأهمّيتها لا تقتصر على تقديم الجوائز المالية فحسب، إذ يُشار إلى أنّ الأعمال الفائزة تجري طباعتها؛ ممّا يُتيح للكُتّاب الشباب فرصة نَشر أعمالهم الأولى والوصول إلى جمهور القُرّاء، وتدعو الجائزة الفائزين إلى المشاركة في وُرَش عمل إبداعية؛ لمساعدتهم في صقل مواهبهم، وتطوير مهاراتهم الكتابية.

وتُسهم الجائزة في إثراء المكتبة العربية بإصدارات جديدة في مختلف المجالات الأدبية؛ ممّا يُعزّز التنوُّع الثقافي والفكري، وتساعد أيضاً على تشجيع الكتابة باللغة العربية الفُصحى؛ ممّا يُسهم في الحفاظ على اللغة العربية وتطويرها.

وتُوفِّر الجائزة منصَّة للتواصل بين الكُتّاب الشباب من مختلف الدول العربية؛ ممّا يُعزّز التبادل الثقافي والفكري بين الأدباء العرب، علماً بأنّ الجائزة تُعَدّ اعترافاً بقيمة العمل الإبداعي للشباب، وتشجيعاً لهم على الاستمرار في الكتابة والإبداع.

ويجدر التنويه إلى أنّ ما سبق ذِكره وارد ضمن المبادرات العديدة التي تُجسِّد رؤية صاحب السُّمُو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة؛ إذ قال: "الشارقة، أحتسِبُها عندَ الله حاملةً للثقافة العربيّة، وعاصمةً للغة العربيّة، وكرَّستُ حياتي لأجعلَها مَوْطِناً للغة والأدب والفنون، وموئلاً يلجأُ إليه أهلُ الآداب، وعُشّاقُ الثقافة ومُحِبُّو المعرفة".

مجالات الجائزة: متنوعة وثرية

تشمل جائزة الشارقة للإبداع العربي ستَّة مجالات أدبية مُتنوِّعة تعكس ثراء الإبداع الأدبي العربي وتنوُّعه، وهذه المجالات هي:

الشعر الفصيح

يُعَدّ الشعر الفصيح من أعرق الفنون الأدبية في الثقافة العربية، ويهدف إلى تشجيع الشعراء الشباب على تأليف قصائد باللغة العربية الفُصحى بما يرقى إلى أعلى مستويات الإبداع؛ ممّا يحافظ على هذا الفنّ الأصيل، على أن تتمثَّل المشاركة بديوان شعريّ لا يقلّ عن خمس عشرة قصيدة.

القصة القصيرة

ويُركِّز هذا المجال على فنّ السَّرد القصير الذي يتطلَّب مهارة خاصَّة في صياغة الحبكة، وتطوير الشخصيات بإيجاز؛ ممّا يُشجِّع على الإبداع والابتكار في الكتابة، على أن تتمثَّل المشاركة بمجموعة قصصية لا تقلّ عن اثنتي عشرة قصَّة.

الرواية

تُعَدّ الرواية من أكثر الأشكال الأدبية انتشاراً في العصر الحديث، وتهدف الجائزة إلى تشجيع الكُتّاب الشباب على خوض غِمار هذا الفنّ السردي الطويل.

النص المسرحي

ويهتمّ هذا المجال بفنّ الكتابة المسرحية؛ ممّا يُثري الحركة المسرحية العربية.

أدب الطفل

ويُركِّز هذا المجال على الكتابة المُوجَّهة إلى الأطفال؛ لتنمية خيالهم، وتعزيز حُبِّهم للقراءة منذ الصِّغر.

النقد 

ويهدف هذا المجال إلى تشجيع الدِّراسات النقدية التي تساعد في تطوير الحركة الأدبية، وفهم الأعمال الإبداعية فهماً عميقاً.

شروط المشاركة: محددة وواضحة

للمشاركة في جائزة الشارقة للإبداع العربي مجموعة من الشروط التي تهدف إلى ضمان تحقيق أهداف الجائزة في دعم المواهب الشابّة، وتقديم أعمال جديدة ومبتكرة، ومنها: أن يتراوح عُمر المشاركين؛ ذكوراً كانوا أو إناثاً، بين 18-40 عاماً، وهذا الشرط يضمن التركيز على فئة الشباب التي تُمثِّل مستقبل الأدب العربي، وأن تكون المشاركات باللغة العربية الفُصحى؛ ممّا يُسهم في الحفاظ على اللغة العربية وتطويرها.

ومن الضروري أيضاً ألّا تكون المادّة المُقدَّمة قد فازت بجائزة أخرى مشابهة، أو نُشِرت سابقاً، أو قُدِّمت لنيل درجة جامعية، ولا مُقدَّمة إلى جائزة أخرى في الوقت نفسه؛ لضمان تقديم أعمال جديدة وأصيلة، ومنح فرص متساوية للمشاركين جميعهم، ولا بُدّ من أن تكون المادَّة المُقدَّمة هي العمل الأوّل للمُؤلِّف في هذا المجال؛ ممّا يُؤكِّد هدف الجائزة في اكتشاف المواهب الجديدة، ودعمها في بداية مسيرتها الأدبية.

وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يجوز للمتسابق الاشتراك في أكثر من محور من محاور المسابقة؛ ولا بُدّ أن تُراعي المادّة المُقدَّمة القِيَم الدينية والأخلاقية، علماً بأنّ دائرة الثقافة في إمارة الشارقة تتكفَّل بطباعة الأعمال الفائزة، مُحتفِظة لنفسها بحُقوق الطبعة الأولى.

ويُستبعَد أيّ عمل مُخالِف للشروط، أو غير مُكتمِل المُرفَقات، من عملية التحكيم، ولا يجوز للفائزين الاشتراك مرّة أخرى إلّا بعد مرور دورتَين، ولا يحِقّ لهم أيضاً إجراء أيّ تعديلات على النصّ الفائز بعد إعلان النتائج.

قيمة الجوائز: تستحق المشاركة   

تُقدِّم جائزة الشارقة للإبداع العربي جوائز مالية قَيِّمة للفائزين في كلّ مجال من مجالاتها الستّة بعد اختيار ثلاثة فائزين في كلّ مجال، كما تُمثِّل اعترافاً بقيمة العمل الإبداعي، وتشجيعاً للكتّاب على مواصلة مسيرتهم الأدبية.

وفي ما يتعلَّق بتفصيل الجوائز؛ فإنّ الفائز بالمركز الأوّل يحصل على مبلغ ستّة آلاف دولار أميركي، وهذه الجائزة المالية الكبيرة تُعَدّ حافزاً قوياً للمشاركين، وتقديراً كبيراً لإبداعهم، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على مبلغ أربعة آلاف دولار أميركي، وهذه الجائزة تُشجِّع على المنافسة، وتُكرِّم الأعمال المُتميِّزة التي تقترب من مستوى الفائز الأوّل، أمّا صاحب المركز الثالث، فيفوز بمبلغ ثلاثة آلاف دولار أميركي، وهذه الجائزة تضمن تكريم مجموعة أوسع من المُبدعين، وتُشجِّع على المشاركة.

آلية التحكيم: عنوانها الدقة

تتَّبِع جائزة الشارقة للإبداع العربي آليّة تحكيم دقيقة؛ لضمان اختيار أفضل الأعمال الأدبية بشفافية ونزاهة، وتتكوَّن هذه الآلية من مراحل عِدَّة، وهي على النحو الآتي:

في البداية، تحرص لجنة مُتخصِّصة في كلّ مجال من مجالات الجائزة على مراجعة الأعمال المُقدَّمة جميعها؛ للتحقّثق من استيفاء كلّ عمل للشروط المطلوبة، ثمّ يجري فَرز أوّلي؛ لاختيار أفضل الأعمال التي تستحِقّ المنافسة، بحيث لا يزيد عددها عن خمسين نصّاً في كلّ حقل، وهذه الخطوة تضمن أن تصل إلى مرحلة التحكيم النهائية الأعمال ذات الجودة العالية فقط، والتي تتوافق مع معايير الجائزة.

وبعد الفرز الأوّلي، تنتقل الأعمال المُختارة إلى مرحلة التحكيم الرئيسة، وفي هذه المرحلة، يجري تعيين مُحكِّمَين اثنَين؛ لدراسة الأعمال بعُمق، وتقييمها وفق معايير نقدية وأدبية مُحدَّدة، ثمَّ اختيار الأعمال الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى في كلّ مجال.

ويجدر التنويه إلى أنّ عدم توصُّل المُحكِّمَين إلى اتِّفاق يتعلَّق بماهيَّة الأعمال الفائزة، يعني ضرورة تعيين مُحكِّم ثالث يُراجع الأعمال التي اختارها كلٌّ من المُحكِّمَين السابقَين، ثمَّ يتَّخِذ قراراً نهائياً يتضمَّن اختيار الأعمال الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى.

ومن السِّمات المُميِّزة لآليّة التحكيم في جائزة الشارقة للإبداع العربي أنّ لجان التحكيم لا تكتفي باختيار الأعمال الفائزة فحسب، بل تُقدِّم أيضاً تعليلات اختياراتها، وهذه التعليلات تُوضِّح أسباب تميُّز الأعمال الفائزة، وتُقدِّم رؤية نقدية قَيِّمة.

وتُقدِّم لِجان التحكيم أيضاً ملاحظات للفائزين على أعمالهم -إن وُجِدت-؛ لمساعدتهم في تحسين أعمالهم قبل نشرها؛ ممّا يضمن تقديم أفضل نسخة مُمكِنة من العمل الأدبي للقُرّاء.

التوسع العربي للجائزة: لرفد الساحة العربية

شَهِدت جائزة الشارقة للإبداع العربي توسُّعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة؛ بتوجيهات من صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، ويتمثَّل هذا التوسُّع بنقل حفل تكريم الفائزين إلى دُوَل عربية مختلفة؛ ممّا يعكس رؤية مشروع الشارقة الثقافي الشاملة، ويُحقِّق أهدافاً استراتيجية عِدَّة.

ويهدف هذا النَّهج أيضاً إلى تعزيز حضور الجائزة في المشهد الثقافي العربي، وتيسير وصولها إلى المُبدِعين الشباب في مختلف أنحاء الوطن العربي، إلى جانب توسيع نطاق المشاركة، وتعميق التبادل الثقافي بين الدول العربية، مع تأكيد دور الأدب في تعزيز الهوية الثقافية العربية المشتركة، بالإضافة إلى إتاحة فُرَص بناء علاقات ثقافية متينة مع المؤسسات في الدُّوَل المستضيفة؛ ممّا يُرسِّخ الدور الرِّيادي للجائزة في دعم المشهد الثقافي العربي وتطويره.

ويجدر بالذِّكر أنّ الانطلاقة في  هذا التوجُّه كانت باستضافة مصر لحفل تكريم الفائزين عام 2019؛ ممّا فتح الباب للتفاعل مع المشهد الثقافي المصري، وفي عام 2023، انتقلت الفعاليات إلى العاصمة الأردنية عَمّان، وتحديداً في المكتبة الوطنية، ثمّ عادت الجائزة مُجدَّداً إلى مصر في عام 2024.

 وتحرص جائزة الشارقة للإبداع العربي على تأكيد استمرارية هذا النهج في التنقُّل والتواصل مع مختلف الساحات الثقافية العربية، وفتح آفاق جديدة للتبادل الإبداعي بين مختلف الدُّول العربية.

المراجع

[1] sdc.gov.ae, جائزة الشارقة للإبداع العربي
[2] mjcc.gov.ma, جائزة الشارقة للإبداع العربي .. تجسيد لمنحى التحفيز على الإنتاج الأدبي والإبداع الثقافي عبر دعم الإصدار الأول الخاص بالشباب
[3] sharjah24.ae, القاهرة تحتفي بالفائزين في جائزة الشارقة للإبداع العربي
[4] sharjahnews.gov.ae, 18 فائزاً في الدورة 25 من جائزة الشارقة للإبداع العربي   

January 16, 2025 / 12:57 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.