جار التحميل...
وفي هذا السِّياق، تأتي المُبادَرات التربوية المُتميِّزة لتؤدّي دوراً حيوياً في تحفيز الإبداع، ورفع مستوى الأداء في القطاع التعليمي، وإعداد أجيال قادرة على مواجهة تحدّيات المستقبل، وبين هذه المُبادَرات الرائدة، تبرز جائزة الشارقة للتفوُّق والتميُّز التربوي بوصفها نموذجاً فريداً في دعم العملية التعليمية وتطويرها، وفي ما يأتي أهم المعلومات حول هذه الجائزة:
تُعَدّ جائزة الشارقة للتفوُّق والتميُّز التربوي علماً بارزاً في المشهد التعليمي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد انطلقت هذه الجائزة المرموقة -التي تُعَدّ أوّل جائزة تربوية على مستوى الدولة- في العام الدراسي 1994-1995، ومنذ ذلك الحين، تُقام الجائزة سنوياً تحت الرعاية الكريمة لصاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، وهي تابعة لهيئة الشارقة للتعليم الخاصّ.
وكانت الجائزة قد حَظِيت منذ تأسيسها باهتمام كبير من قِبَل المجتمع التربوي والأكاديمي في دولة الإمارات؛ إذ عكست الرؤيةَ المستقبليةَ لإمارة الشارقة في تطوير القطاع التعليمي، وتُعَدّ هذه الجائزة علامة فارقة في دَعم مسيرة التعليم والتفوُّق وتعزيزها، ليس فقط في إمارة الشارقة، بل في دولة الإمارات العربية المتحدة كُلّها.
ثمّ إنَّ معاييرها المُتميِّزة تؤدّي دوراً مهمّاً في إعداد جيل مُتميِّز ومُبدِع قادر على المُساهَمة بفاعليّة في بناء مستقبل مُشرِق للإمارة والوطن، وعبر دورتها السنوية، تُواصِل الجائزة دورها الحيوي في تحفيز التميُّز في القطاع التعليمي، وتكريم المُبدِعين والمُتفوِّقين في مختلف المجالات التربوية.
تنطلق جائزة الشارقة للتفوُّق والتميُّز التربوي من رؤية واضحة تتمثَّل في تحقيق "تعليم مُتميِّز"؛ وانطلاقاً من هذه الرؤية، تسعى الجائزة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تُسهم في الارتقاء بالمنظومة التعليمية في إمارة الشارقة، ودولة الإمارات العربية المُتَّحِدة كلّها.
وفي صميم أهداف الجائزة، يأتي تطوير القطاع التربوي؛ بإذكاء روح التنافُس الإيجابي بين العامِلِين في الميدان؛ إذ يُحفِّز هذا التنافس على تبنّي أفضل الممارسات التربوية، وتطبيقها؛ ممّا ينعكس إيجاباً على جودة التعليم، ثمّ إنّ الجائزة تُولي اهتماماً خاصّاً بتطوير آليّاتها الداخلية؛ إذ تحرص باستمرار على تحسين منهجيّاتها، ورفع الكفاءات المهنية للقائِمِين عليها.
ومن الأهداف الرئيسة للجائزة أيضاً تقديم الدَّعم للطلّاب المُتميِّزين في شَتّى المجالات؛ إذ تسعى إلى تزويدهم بمهارات مُتنوِّعة ومتكاملة تُؤهِّلهم للنجاح في حياتهم المستقبلية، وتُمكِّنهم من المساهمة الفاعلة في بناء وطنهم، وفي سبيل تحقيق أهدافها بكفاءة، تتبنّى الجائزة منهجيّة مُبتكرَة لاستقطاب الشراكات الداعمة وبنائها؛ سواء في مجال التعليم، أو في القطاعات الأخرى ذات الصِّلة.
ويتمثَّل الهدف الأسمى للجائزة بالارتقاء بالمنظومة التعليمية كلّها وبصورة شاملة؛ عبر إعداد أجيال تتمتَّع بالانتماء الوطني، وتمتلك المعارف والمهارات اللازمة للحياة، كما تسعى الجائزة إلى إثراء الميدان التربوي؛ عبر تشجيع البحوث والدراسات والأفكار المُبتكَرة التي من شأنها تطوير العملية التعليمية، وتعظيم مُخرَجاتها.
تشمل جائزة الشارقة للتفوُّق والتميُّز التربوي مجموعة مُتنوِّعة من الفئات التي تُغطّي جوانب العملية التعليمية كافَّة؛ بدءاً من الأفراد، ووصولاً إلى المُؤسَّسات، وفي ما يأتي تفصيل هذه الفئات وجوائزها:
جائزة جوهرة اللغة العربية فئة جديدة ومُميَّزة ضمن جائزة الشارقة للتفوُّق والتميُّز التربوي، وأُطلِقت؛ بهدف تعزيز مكانة اللغة العربية في المجتمع المدرسي، مع التركيز على الطلبة.
وهذه الجائزة الرائدة والاستثنائية تفتح باب المنافسة أمام المدارس الحكومية والخاصَّة على حَدٍّ سواء؛ إذ تتسابق هذه المُؤسَّسات التعليمية في مجال رعاية اللغة العربية، وتطويرها، وتسعى إلى تمكين أفراد المجتمع المدرسي كلّهم من امتلاك مهارات اللغة العربية.
وتهدف الجائزة إلى تشجيع المدارس على تطوير برامج وأنشطة تساعد الطلاب والمُعلِّمين وأولياء الأمور على إتقان اللغة العربية وتوظيفها بفاعليَّة؛ سواء في المجال العلمي، أو في الحياة اليومية؛ ممّا يُسهم في الحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز التواصل باللغة العربية.
وتُقدِّم الجائزة مكافأة قَيِّمة تبلغ 100,000 درهم إماراتي للمدرسة الفائزة؛ ممّا يعكس أهمّية هذه المبادرة ودورها في دعم اللغة العربية وتطويرها في المُؤسَّسات التعليمية، وتشجيع المدارس على بذل جهود استثنائية في هذا المجال.
وتجدر الإشارة إلى أنّ إمارة الشارقة، ودولة الإمارات العربية المتحدة -من خلال هذه الجائزة-، تُؤكِّدان التزامهما بالحفاظ على اللغة العربية، وتطويرها، وتشجيع الإبداع والابتكار في أساليب تعليمها وتعلُّمها؛ ممّا يُسهم في ترسيخ مكانتها بوصفها لغة حَيّة ومُتطوِّرة قادرة على مُواكَبة مُتطلَّبات العصر.
وتشمل هذه الفئة فئات فرعية عِدَّة؛ لتعزيز التميُّز الفردي في جوانب العملية التعليمية كلّها، وتشجيع الإبداع، والابتكار، والمسؤولية المجتمعية، لدى المشاركين جميعهم في المنظومة التعليمية، وهذه الفئات هي:
وهذه الفئة مُتاحة للقيادات التربوية في القطاعَين؛ الحكومي، والخاصّ؛ سواء أكانت قيادات عُليا، مثل مدراء المدارس، أم قيادات وُسطى؛ كمساعدي المدراء، ورؤساء الوحدات المختلفة، وتُقدِّم جائزة أولى بقيمة 50,000 درهم إماراتي، وثانية بقيمة 40,000 درهم إماراتي.
وهذه الفئة مُتاحة للمُعلِّمين جميعهم؛ من مرحلة رياض الأطفال، إلى الصف الثاني عشر في التعليم الحكومي، والخاصّ، والفنّي، والتكنولوجي، وتُقدِّم أربع جوائز؛ تبلغ قيمة الأولى 40,000 درهم إماراتي، والثانية 35,000 درهم إماراتي، والثالثة 30,000 درهم إماراتي، والرابعة 25,000 درهم إماراتي.
وتشمل هذه الفئة العاملين جميعهم في الوظائف الداعمة في القطاعَين؛ الحكوميّ، والخاصّ؛ كاختصاصِيّي المُختبَرات، والمُرشِدين الأكاديميّين، والمُمرِّضين، وغيرهم، وتُقدِّم ثلاث جوائز قِيمة كلٍّ منها 15,000 درهم إماراتي.
وتستهدف هذه الفئة الطلّاب من الصف الثالث إلى الثاني عشر في مختلف أنواع المدارس في الدولة، أو الطلّاب من السنة الرابعة إلى الثالثة عشرة في المدارس التي تتبع المنهج البريطاني؛ إذ تُتيح لهم فرصة إبراز إنجازاتهم وتقدُّمهم العلمي، وعرض ابتكاراتهم وإبداعاتهم، وإظهار تطوُّرهم الشخصي والإبداعيّ، بالإضافة إلى إبراز مُساهَماتهم المجتمعية، وتُقدِّم لهم جوائز قيمة كلٍّ منها 30,000 درهم إماراتي لمراكز عِدَّة في كلّ مرحلة دراسية.
وتستهدف هذه الفئة الطلّاب من ذوي الإعاقة في مختلف المُؤسَّسات التعليمية؛ سواء أكانوا في مراكز الرعاية المُتخصِّصة، أم في المدارس الحكومية والخاصّة، وتشمل الطلّاب من الصف الثالث حتى الثاني عشر، أو من السنة الرابعة إلى السنة الثالثة عشرة في المدارس التي تتبع المنهج البريطاني.
وتهدف هذه الفئة إلى إبراز التفوُّق الأكاديمي والإبداعي لدى الطّلاب، وتسليط الضوء على قدراتهم الفريدة ومشاركاتهم الفاعلة في الأنشطة المجتمعية، وتُقدِّم مكافآت قَيِّمة للفائزين الخمسة الأوائل؛ إذ يحصل كلٌّ منهم على جائزة مالية قدرها 30,000 درهم إماراتي.
تكرِّم هذه الفئة أولياء الأمور المُتميِّزين في تنشئة أبنائهم؛ إذ تستهدف أولياء أمور الطلبة في المدارس الحكومية والخاصّة، ويجري تقييم المشاركين؛ تبعاً لجُهودهم في الرعاية الشاملة لأبنائهم، ومتابعة تحصيلهم العلمي، وتعزيز هويتهم الوطنية، وتشجيع مشاركتهم في الأنشطة المجتمعية، وتُقدِّم ثلاث جوائز؛ تبلغ قيمة الأولى 30,000 درهم إماراتي، والثانية 25,000 درهم إماراتي، والثالثة 20,000 درهم إماراتي.
تنقسم هذه الفئة إلى ثلاث فئات رئيسة؛ بهدف تعزيز التميُّز في القطاع التعليمي بأكمله؛ من مرحلة الحضانة وحتى المُؤسَّسات الداعمة للتعليم، وتخضع كلّ فئة لمعايير خاصَّة وشروط مُحدَّدة؛ لضمان جودة التقييم، وتحقيق الأهداف المَرجُوَّة، وتعكس قيمة الجوائز المُقدَّمة أهمّية الدور المُؤسَّسي بتطوير التعليم في دولة الإمارات، وتعزيز مكانتها التعليمية إقليمياً وعالَمياً، وهذه الفئات هي:
وهذه الفئة مُتاحة للحضانات الحكومية والخاصّة جميعها في الدولة، والتي تسعى باستمرار إلى تطوير بيئة العمل، وتقديم خدمات مُتميِّزة للأطفال، والعاملين، وأولياء الأمور، والمجتمع، وتُقدِّم جائزة أولى قدرها 30,000 درهم إماراتي، وثانية بقيمة 20,000 درهم إماراتي.
وهذه الفئة مُتاحة للمدارس الحكومية والخاصَّة كافَّة في دولة الإمارات، وتُقيِّم قدرة المدارس على قيادة التعليم والتعلُّم، وضمان الأمن والسلامة، وتحقيق جودة الحياة للطلّاب، ويحصل الفائز الأوّل فيها على 100,000 درهم إماراتي، والثاني على 80,000 درهم إماراتي.
وهذه الفئة مُتاحة للمُؤسَّسات الحكومية، والمحلّية، والخاصَّة، والشراكات التعليمية، التي تسهم في تحسين جودة التعليم، وتُقدِّم جائزة أولى بقيمة 20,000 درهم إماراتي، وثانية بقيمة 10,000 درهم إماراتي.
وختاماً، تُعَدّ جائزة الشارقة للتفوُّق والتميُّز التربوي منارة للإبداع والتطوير في المجال التعليمي في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فمن خلال تنوُّع فئاتها، وسَخاء جوائزها، تفتح الجائزة آفاقاً جديدة للتميُّز والابتكار في القطاع التربوي، وتُمثِّل هذه المبادرة نموذجاً يُحتَذى به في تحفيز الكفاءات، وتكريم الإنجازات؛ ممّا يُسهم في تعزيز جودة التعليم، وترسيخ ثقافة التميُّز، في المجتمع الإماراتي.
المراجع
[1] award-shj.ae,, عن الجائزة
[2] moe.gov.ae, جوائز التميز
[3] sharjah24.ae, محمد الملا: جوهرة اللغة العربية جديد جائزة الشارقة للتفوق والتميز
[4] sharjahnews.gov.ae, جائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي تدعو لاستثمار الإجازة الصيفية لتنمية مهارات الطلبة
[5] opportunities.youth.gov.ae, جائزة الشارقة للتميز التربوي