جار التحميل...
وتولي إمارة الشّارقة اهتماماً كبيراً بالمساجد، اتباعاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة، ما يعكس الحرص على تعزيز القيم الإسلامية، وتوفير بيئة روحانية للمجتمع.
إذ تُقيم إمارة الشارقة العديد من المشاريع والمبادرات من خلال مؤسساتها المعنية، بهدف بناء المزيد من المساجد في كافّة أنحاء الإمارة، والاهتمام بها، بدءاً من النواحي العمرانية، وحتّى السّعة الداخلية، والمرافق الخدماتية عالية الكفاءة والجودة، والتي تُعزّز من دور المساجد في المجتمع من جوانب عدّة، أبرزها ما يلي:
يؤكد الإسلام أهمية المساواة والعدل بين النّاس، وقد ساوى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في مجالسته للمسلمين كافّة باختلاف ألوانهم، وأعراقهم، وأصولهم، ومكانتهم الاجتماعية.
وتبرز قيمة المساواة بوضوح في أداء العبادات في المساجد؛ إذ يقف المسلمون عند الصلاة في صفوف مستوية إلى جانب بعضهم بعضاً؛ الفقراء، والأغنياء، والأمراء، وعموم الشعب معاً، ويؤدّون الصلاة ذاتها بالطريقة نفسها والمكان نفسه، وهو ما يُذيب الفوارق والمزايا بينهم، وينتقل بهذا العدل كقيمةٍ تُجسّدها المساجد إلى كافّة مناحي المجتمع.
المسجد هو مكان بارز لتحقيق التكافل الاجتماعيّ، فمن خلاله يتعلم المسلمون مثلاً فقه الزكاة، وأهميتها، وشروطها، وطريقة إخراجها، وتوضع في المسجد -تحت إشراف الجهات المسؤولة عن الشؤون الدينية- صناديق لجمع الزكاة، وتوزيعها على من تجب عليهم الزكاة، من أصحاب الحاجة، كالفقراء، والأيتام، والأرامل.
كما توضع صناديق أخرى تحت رعاية الجهات المعنية لجمع الصدقات والتبرّعات من الميسورين، وتوزيعها على المحتاجين، ويُمكن أن تشمل هذه الصناديق الأموال، أو الطعام، أو الثياب. ومن الأمثلة على ذلك، وضعت جمعية الشارقة الخيرية صناديق تبرّعات عينية كالملابس بالقرب من المساجد ونقاط حيوية أخرى، ليجري جمع التبرعات من المصلين.
بنى شباب المهاجرين والأنصار أوّل مسجد بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما كانت المساجد، ولا تزال مكاناً يلتقي فيه الناشئون للعبادة والتعلّم، وفيه أيضاً تُعقد نشاطات متنوعة اجتماعية ودينية، ومسابقات تستهدف الفئة الشابّة؛ كمسابقات حفظ القرآن وغيرها، وهذا كلّه يُسهم في إعداد وتنشئة شباب يتمتّعون بشخصياتٍ مسؤولة قادرة على بناء المجتمع وتنميته.
تُعدّ المساجد مركزاً لنشر العلم والمعرفة؛ إذ تحتوي على مكاتب تضمّ المصاحف، وكتب الحديث، والفقه، والعقيدة، وعلوم الدين، واللغة، وغيرها، والتي تُسهم جميعها بما تحتويه من موضوعاتٍ أخلاقية، واجتماعية، وعلمية في تعزيز وعي وثقافة أفراد المجتمع.
وتجدر الإشارة هنا إلى احتواء "مسجد الشارقة" الذي يعد من أبرز مساجد الإمارة على مكتبةٍ ضخمة، تضمّ أمّهات الكتب في مجالات العلوم الإسلامية، والسنة النبوية الشريفة، التي تُشكّل معاً مقصداً سياحياً ثقافياً على مستوى دولة الإمارات.
وعلاوةً على ذلك فإنّ الخُطب والمحاضرات والندوات التي يُلقيها الأئمة والفقهاء في المساجد، وما تُناقشه من قضايا معاصرة، تسهم في نشر الثقافة حول ما يحدث حاضراً، والبحث في طرق لعلاج المشكلات المجتمعية المطروحة، وتعزيز أخرى بحاجة إلى ذلك.
ومن المبادرات الأخرى التي يُمكن أن تقوم بها المساجد لنشر العلم والثقافة: إنشاء مجالس فقهية وثقافية، واستضافة علماء كبار بشكلٍ دوريّ، وإصدار نشرات تثقيفية، وإقامة دروس خاصّة بالنساء، تُناقش قضاياهنّ وحقوقهنّ الشرعية والمجتمعية.
يحثّ المسجد المسلم على تصحيح سلوكياته بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، والتحلي بالأخلاق الحميدة، مثل: الصدق، والأمانة، والإتقان في العمل، واحترام المواعيد، والتعامل الجيّد مع الناس، وتجنب الإضرار بهم، والحفاظ على النظافة العامة والشخصية؛ وذلك بحثّ أئمة المساجد المصلين على الالتزام بمثل هذه السلوكيات، والتأثّر بالصُحبة الصالحة في المسجد، والإقبال على فعل المزيد من الفضائل، لأن الخير يُشجّع على عمل المزيد منه.
المراجع
[1] sheikhdrsultan.ae, سلطان القاسمي لأئمة المساجد: معكم وبكم نستطيع أن نصلح المجتمع
[2] visitsharjah.com, أيقونة معمارية جديدة تتربع على عرش عاصمة الثقافة الإسلامية "الشارقة"
[3] مجلة البحث العلمي في الآداب (2019)، دور المسجد في تنمية المسؤولية الاجتماعية.
[4] jftp.journals.ekb.eg, الوظيفة التربوية للمسجد في ظل المتغيرات
المجتمعية المعاصرة