جار التحميل...
يتميَّز سوق صقر بواجهته البحرية التي منحته أجواء نابضة بالحياة؛ فقد كان سابقاً سوقاً حيوياً لبَيع الذهب وشرائه، إلى جانب موقعه الاستراتيجي والحيوي الضي جعل منه نقطة التقاء مُهِمَّة للتجّار منذ القِدَم؛ إذ كانت المراكب الشراعية تتدفَّق إليه مُحمَّلة بالبضائع المشحونة إلى الهند، وباكستان، وإيران.
ويقع سوق صقر في الجهة الشرقية من قلب الشارقة؛ ممّا يجعل الوصول إليه سهلاً، وهو يمتدّ بمُحاذاة خور الشارقة، ويُعرَف أيضاً باسم سوق البحر، ويشتهر شعبيّاً بلقب سوق محمد بن صقر.
ولا تقتصر مكانة سوق صقر بوصفه وجهة تجارية فقط، وإنَّما يُعَدّ أيضاً وجهة سياحية بارزة؛ إذ يعكس بجُدرانه الحجرية، وسَقفه المُزيَّن بسعف النخيل، تاريخ المنطقة وثقافتها المحلّية منذ القِدَم؛ ممّا يمنح كلّ مَن يبحث عن الأصالة تجربة تسوُّق ممتعة بروح التراث الإماراتي.
والتزاماً بالحفاظ على المَعالم التراثية في إمارة الشارقة، ولضمان توفير تجربة تسوُّق مُريحة وممتعة للزُّوّار، جرت إعادة ترميم سوق صقر بتوجيهات سامية من صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة؛ إذ بذل معهد الشارقة للتراث جهوده كافَّة لترميم المَعالم التاريخية والمباني التقليدية؛ ممّا أعاد إلى السوق بريقَه.
يقع سوق صقر قُرب البحر؛ ممّا يمنح زُوّاره فرصة التنزُّه على طول كورنيشه ضمن أجواء جميلة تجمع بين جمال البحر، وهوائه العليل، ومتعة التسوُّق في المَحالّ التجارية المختلفة.
وعبر بوّابته الفريدة المُصمَّمة تصميماً حديثاً يعكس التراث القديم، يمكن للزُّوّار الدخول إليه في منطقة مُظلَّلة ضمن مَمَرّ طويل؛ للتجوُّل بين مَحالّ السوق التجارية المُتراصَّة والمُتقابِلة، وشراء الحاجات جميعها بسهولة.
ويُعَدّ سوق صقر من وجهات التسوُّق المثالية للجميع؛ لأسعاره المعقولة، وتنوُّع مُنتَجاته من السِّلَع الغذائية، والأعشاب، والتوابل، والعطور، والزيوت، إضافة إلى البخور، والحنّاء، والسِّلال المصنوعة من سعف النخيل، والتبغ المُنكَّه، وغيرها.
ويضمّ سوق صقر متاجر كثيرة لبيع الملابس والمنسوجات من العبايات العربية والشيلة والسراويل، إضافة إلى المصنوعات الجلدية، والإكسسوارات، ومستحضرات التجميل، إلى جانب مَحلّات الخياطة النسائية للملابس التقليدية والمُطرَّزات.
ورغم مساحته المحدودة مُقارنةً بالأسواق الكبيرة المُعاصِرة التي تتميَّز بالعلامات التجارية العالَمية، فإنّ سوق صقر يلقى إقبالاً كبيراً من الزُّوّار من مختلف الفئات العُمريَّة، ومن أنحاء الدولة جميعها، وخاصَّة في الأعياد، والمناسبات؛ ممّا يعكس شَغَف الزُّوّار في التعرُّف إلى تراث الإمارة والثقافة المحلّية، والتمسُّك بهما.