جار التحميل...
ويعكس هذا المتحف المائي التزام إمارة الشارقة بالحفاظ على البيئة، وتعزيز الوعي البيئي لدى المجتمع؛ تأكيداً لما قاله صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة: "المتاحف وُجِدَت لتكون مدرسة لأبنائنا والأجيال القادمة".
فتح مَربى الشارقة للأحياء المائية -الذي يقع في منطقة الخان القديمة بالقُرب من متحف الشارقة البحري- أبوابه في السادس من شهر يونيو عام 2008، ليصبح المركز التعليمي الحكومي الأوّل والأكبر للكائنات البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ ممّا يجعله جزءاً من منظومة متكاملة تُسلِّط الضوء على التراث البحري للإمارة.
ويخضع المَربى لإدارة هيئة الشارقة للمتاحف وإشرافها؛ إذ تتولّى مسؤولية تشغيله وتطويره، وهو ذو دور مِحوَريّ في تعريف الجمهور بالبيئة البحرية، وأهمّية الحفاظ عليها؛ إذ يُعَدّ مِنصّة توعوية مُهِمّة تُسهم في رفع مستوى الوعي البيئي لدى مختلف شرائح المجتمع.
يضمّ مَربى الشارقة للأحياء المائية 21 حوضاً مائياً مُوزَّعاً على طابقَين، وهي تستوعب نحو 1.8 مليون لتر من الماء، وتضمّ ما يزيد عن 100 نوع من الأحياء البحرية المحلّية؛ إذ صُمِّمت هذه الأحواض لتُحاكي البيئات الطبيعية البحرية المختلفة الخاصَّة بالكائنات البحرية المُتنوِّعة؛ من الشِّعاب المرجانية الخلّابة، إلى البيئات الصخرية الوَعِرة، وأشجار القرم الكثيفة؛ ممّا يُتيح للزُّوّار مشاهدة مجموعة مُذهلة من الكائنات البحرية، مثل: أسماك المُهرِّج الجميلة، والأنقليس المُبهر، وفرس البحر، وسمك الشفنين البحري، وقرش الشِّعاب المرجانية المَهيب.
ويُقدِّم مَربى الشارقة للأحياء المائية مجموعة شاملة من الخدمات والمرافق؛ لضمان تجربة مريحة وآمِنة للزُّوّار؛ إذ يضمّ مكتب استقبال مُجهَّزاً بطاقم مُستَعِدّ لتقديم المساعدة، والإجابة عن الاستفسارات، وتتوفَّر فيه أيضاً الكراسي المُتحرِّكة للزُّوّار الذين يحتاجون إليها، ويمكن طلبها عند الوصول إلى المكان.
ويُتيح المَربى أيضاً إمكانيَّة الوصول المُيسَّر إلى قاعاته جميعها، مع مُنحدَرات مُخصَّصة لمُستَخدِمي الكراسي المُتحرِّكة تُسهِّل انتقالهم من منطقة المواقف إلى المدخل، بالإضافة إلى توفير مواقف مُخصَّصة لمُستَخدِمِي الكراسي المُتحرِّكة، ومواقف عامَّة للزُّوّار.
بالإضافة إلى أنّه يُقدِّم خدمة الاتِّصال اللاسلكي "واي فاي"، ويحتوي على دورات مياه خاصَّة للزُّوّار ومُستَخدِمي الكراسي المُتحرِّكة، وغرفة خاصَّة للأُمَّهات مع طاولة تغيير مُخصَّصة للأطفال، ويُوفِّر مصاعد تُسهِّل الوصول إلى الطوابق جميعها، وغرفة خاصَّة للصلاة يمكن الوصول إليها عبر الدرج فقط.
ثمَّ إنّ المَربى يضمّ مقهى لتقديم الوجبات الخفيفة، ومطعم السماج المُتخصِّص في المأكولات البحرية الطازجة خلف المبنى، بالإضافة إلى منطقة ألعاب خارجية للأطفال، وتجدر الإشارة إلى أنّ المَربى يُولي الأمن والسلامة الاهتمام الكبير؛ إذ يُوفِّر أدوات الإسعافات الأوّلية، ومخارج الطوارئ، وطفّايات الحريق، ويُتيح للزُّوّار إمكانيَّة حجز قاعة داخلية، ومساحة خارجية للمُؤتمَرات والاجتماعات والحفلات؛ من خلال الحَجز المُسبَق.
يُقدِّم المَربى مجموعة مُتنوِّعة من البرامج التعليمية والتفاعلية التي تناسب مختلف الفئات العُمرية؛ إذ يمكن للزُّوّار مشاهدة عمليات إطعام الأسماك وأسماك القرش تحديداً في أوقات مُحدَّدة؛ ممّا يُتيح فرصة فريدة لمشاهدة هذه الكائنات عن قُرب، والتعرُّف إلى سلوكاتها الغذائية، وتتوفَّر أيضاً في المَربى شاشات عرض تفاعُلية مُوزَّعة في أرجائه؛ لتوفير معلومات شَيِّقة عن البيئة البحرية بطريقة مُبتكَرَة تجذب اهتمام الزُّوّار، وخاصّة الأطفال.
ويُوفِّر المَربى جولات تعريفية وتثقيفية وترفيهية لمختلف أفراد المجتمع والسُّيّاح، بالإضافة إلى برامج مُتخصِّصة، مثل: المَحميَّة البحرية، وبرنامج إعادة تأهيل وإطلاق السلاحف المُهدَّدة بالانقراض والأسماك، وبرنامج إكثار حصان البحر، ويُنظِّم دوريّاً مجموعة من الأنشطة والفعاليات ووُرَش العمل المباشرة والافتراضية؛ لنَشر الوعي البيئي، وترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية بين أفراد المجتمع كافَّة.
يتبنّى مَربى الشارقة للأحياء المائية العديد من المُبادَرات والبرامج الهادفة إلى حماية البيئة البحرية، والحفاظ على التنوُّع البيولوجي، ومن أبرز هذه البرامج الحملة السنوية التي تحمل اسم "تنظيف البيئة البحرية" ضمن مبادرة "لأنَّنا نهتمّ" التي أطلقتها هيئة الشارقة للمتاحف عام 2009؛ بهدف زيادة الوعي المجتمعي، وتعزيز ثقافة الحفاظ على المُسطَّحات المائية؛ إذ حصل المَربى فيها على جائزة الدِّرع الذهبي من المُنظَّمة العربية "للمسؤولية المجتمعية".
وفي عام 2019، أطلقت المبادرة نسختها العاشرة؛ إذ توسَّعت أنشطتها لتشمل مناطق أوسع من البيئة البحرية؛ مُتجاوزة الشواطئ لتصل إلى أعماق الموانئ، والبُحَيرات، والخيران، ومناطق تجمُّع الأسماك في البحار، وقد نجحت الحملة في استخراج كمّيات كبيرة من المُخلَّفات؛ بهدف تسليط الضوء على الآثار السلبية لهذه المُخلَّفات في البيئة البحرية، ومواردها، والمجتمعات المُعتمدة عليها.
ويُنفِّذ المَربى أيضاً برنامجاً مُتخصِّصاً لإعادة تأهيل السلاحف البحرية المريضة أو المُصابة، وإطلاقها في موطنها الأصلي؛ إذ نجح في إعادة تأهيل العديد من السلاحف المُهدَّدة بالانقراض من نوعَي "السلاحف الخضراء" و"ذو منقار الصقر"، وإطلاقها في مواطنها الأصليّة.
ويحرص فريق الأحياء المائية في المَربى على جمع السلاحف البحرية المُصابة، ثمّ عَزلها في أحواض الحجز الصحّي، وتنظيفها بالأدوات المُخصَّصة، وتقديم الرِّعاية الصحّية الكاملة لها، وبعد التأكُّد من تعافيها تماماً، يجري إطلاقها في مواطنها الأصليّة.
يستقبل مَربى الشارقة للأحياء المائية زُوّاره على مدار الأسبوع؛ إذ يفتح أبوابه من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً أيّام السبت إلى الخميس، وفي يوم الجمعة من الساعة الرابعة مساءً وحتى الثامنة مساءً؛ ممّا يُتيح للزُّوّار المرونة في اختيار ما يناسبهم من الأوقات المناسبة للزيارة، وتشمل تذكرة الدخول أيضاً زيارة متحف الشارقة البحري المُجاور؛ مُوفِّراً بذلك تجربة متكاملة تجمع بين استكشاف الحياة البحرية الحالية، والتعرُّف إلى التاريخ البحري العريق للإمارة.
أمّا رُسوم الدخول، فتتنوَّع بتنوُّع الفئات العُمرية والمجموعات؛ إذ يدخل الأطفال دون السنتَين مجّاناً، بينما تبلغ رسوم دخول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-12 سنة 15 درهماً، وهي للكبار 25 درهماً، وتتوفَّر أسعار مُخفَّضة للمجموعات وللرحلات المدرسية والجامعية، ويتمتَّع الأشخاص ذوو الإعاقة بدخول مجّاني.
ويجدر بالذِّكر أنَّ الدخول يكون مجّانياً للجميع في مناسبات مُعيَّنة، مثل: الثاني من ديسمبر؛ وهو اليوم الوطني لدولة الإمارات، والثامن عشر من مايو؛ وهو اليوم العالمي للمتاحف، والأوّل من ديسمبر احتفالاً بمناسبة يوم الشهيد، بينما يغلق المتحف أبوابه في أيّام مُحدَّدة، وهي: 29 و30 من شهر رمضان، واليوم الأوّل من عيد الفطر المبارك، وعيد الأضحى، ويوم عرفة.
وفي الختام، يُمثِّل مَربى الشارقة للأحياء المائية نموذجاً رائداً في مجال التثقيف البيئي، والحفاظ على الحياة البحرية؛ فهو ليس مُجرَّد وجهة سياحية، بل مِنصَّة للوعي البيئي، وتعزيز التزام المجتمع بحماية البيئة البحرية، ومن خلال جمعه بين الترفيه والتعليم، يُسهِم المَربى في خلق جيل واعٍ ومسؤول تجاه الثروات الطبيعية التي تزخر بها دولة الإمارات العربية المتحدة، ليكون بذلك شاهداً على رؤية إمارة الشارقة الثاقبة في مجال الاستدامة البيئية.
المراجع
[1] sharjahmuseums.ae, مركز الشارقة للاستكشاف
[2] sharjahevents.ae, مركز الشارقة للاستكشاف
[3] youtube.com, Sharjah TV, برنامج أماسي : مركز الاستكشاف في الشارقة
[4] visitsharjah.com, مركز الشارقة للاستكشاف
[5] moec.gov.ae, Major Tourist Attractions in the UAE