بيت النابودة: نافذة على التراث والعراقة

ويتميَّز بيت النابودة بموقعه الاستراتيجي في قلب مدينة الشارقة، بالقرب من الساحل، و"حصن الشارقة"، والخدمات المُتنوِّعة، مثل بعض الأسواق الرئيسة، وهو يُعَدّ من أقدم البيوت التاريخية الموجودة في الإمارة ومن أكبرها.

بيت النابودة: أحد أهم البيوت التراثية في إمارة الشارقة 

يتمتَّع بيت النابودة بمكانة تاريخية وتُراثية مُميَّزة؛ فقد أُعلِن في يوم 14 نوفمبر من عام 1995، عن افتتاحه بوصفه متحفاً تُراثيّاً في إمارة الشارقة، ليُصبح بعدها متحفاً تابعاً لـ "هيئة الشارقة للمتاحف"، ويُشار إلى أنّ هذا المتحف كان قد رُمِّم مرَّتَين؛ إذ جرت الأولى في بداية التسعينيات.

أمّا الترميم الثاني، فكان في سنة 2011، واستمرّ لسنوات عِدَّة مُشتمِلاً أعمالاً ترميمية، وتحديثاً لقاعات عِدَّة، تحت إشراف فريق من الخبراء المُختَصِّين بتقنيات البناء الأثرية تحديداً، بالإضافة إلى عدد من الحِرَفيّين، والمُؤرِّخين، ليُعاد افتتاح متحف بيت النابودة في عام 2018، تحت رعاية صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة.

تصميم مِعماري عريق وأصيل للبيت الإماراتي التقليدي

يتميَّز بيت النابودة بتصميمه المعماري المُتقَن والفريد للبيت الإماراتي التقليدي، وزخارفه المُميَّزة باستخدام مادَّتَي الجصّ والخشب، وأعمدته الخشبية المُستورَدة من الهند والمُصمَّمة على الطراز الروماني، والمُزوَّدة بالتفاصيل الدقيقة والنقوش الفريدة؛ إذ أثَّرت التجارة الخارجيّة للنابودة التي امتدَّت إلى فرنسا، والهند، وأفريقيا، في حِسِّه المِعماريّ الأصيل؛ لذا، ظهر المنزل بوصفه نموذجاً مُميَّزاً للمباني التراثية الجميلة، عاكِساً المكانة العظيمة لمالكه، والثراء والحِسّ الفنّي الذي كان يتمتَّع به؛ إذ كان البيت مُميَّزاً عن باقي البيوت التراثية في المنطقة.

ولم يقتصر التصميم المعماري للبيت على الجوانب الجماليّة فحسب، وإنَّما شمل الجوانب الوظيفية للمَبنى؛ إذ استخدم النابودة نظام "الملاقف" على الجدران، والذي يهدف إلى توفير التهوية الطبيعية اللازمة للمكان، والتأقلم مع الظروف البيئية المحيطة والأجواء الحارَّة، ويُذكَر أنّ الملاقف تُمثِّل بناء إضافيّاً على جُدران المنزل يتَّخِذ الشكل المستطيل غالباً، ويكون مفتوحاً باتِّجاه الهواء، ومُرتبِطاً بأنبوب أو قناة؛ لتمرير الهواء داخل الغرف.

ويتكوَّن بيت النابودة من طابقَين؛ الطابق الأرضي الذي يضمّ المجلس، والغُرَف، ومرافق البيت، وبئر ماء، بالإضافة إلى فناء واسع ومُميَّز يتوسَّط البيت، ومُحاط بالجُدران المَبنيّة من الحجر المرجاني، في حين يتكوَّن الطابق الثاني من مجموعة من غُرَف النوم.

معروضات تراثية لا مثيل لها باستخدام تقنيات مُتطوِّرة

يُتيح متحف بيت النابودة لمُحِبِّي الفنّ المعماري التراثي فرصة فريدة ومُميَّزة للعودة إلى التاريخ، والاطِّلاع على أسلوب الحياة الذي كان يعيشه الأجداد قديماً؛ فهو البيت الأساسي الذي كانت تعيش فيه عائلة النابودة؛ إذ يضمّ البيت حالياً "معرضاً مُصغَّراً لمُقتنَيات العائلة"، وتشمل هذه المُقتنَيات العُملات المعدنية المُستخدَمة قديماً في الخليج العربي والهند، وزُوِّد المتحف أيضاً بشاشات عرض تفاعُلية مُنتشِرة في أرجائه كلِّها؛ بهدف شرح التفاصيل المُميَّزة في المتحف، وتقديم أفكار قَيِّمة عن تراث إمارة الشارقة العريق.

ويروي البيت عبر مُقتنَياته أهمّية تجارة اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي، وإمارة الشارقة تحديداً؛ إذ توجد فيه غرفة خاصَّة تضمّ جهاز عرض يعرض فيلماً قصيراً ومُفيداً يتحدَّث عن تجارة اللؤلؤ في ذلك الحين، وتُعرَض في المعرض المُصغَّر لمُقتنَيات العائلة بعض الأجهزة والمُعدّات المستخدمة قديماً لقياس حجم اللؤلؤ ووزنه، والذي أدخله النابودة إلى إمارة الشارقة آنذاك.

وختاماً، يُمكن زيارة الموقع الرسمي "لهيئة الشارقة للمتاحف"؛ للاطِّلاع على الأوقات المُحدَّدة لزيارة متحف بيت النابودة، ويُمكن أيضاً زيارة بيت النابودة بوساطة تذكرة مشتركة تُعرَف باسم "تذكرة التراث"؛ إذ تُتيح زيارة مَعالِم تُراثيَّة أخرى، مثل: متحف الشارقة للخَطّ، ومتحف الشارقة للتراث، وحِصن الشارقة.

ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّ زيارة المتحف مجّانية لفئات عِدَّة في المجتمع، ومنهم: الأشخاص ذوو الإعاقة، وكبار السِّنّ الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، ومجموعات الطلّاب المدرسية والجامعية، وغيرهم، وهي مجّانية أيضاً في أيّام مُحدَّدة من السنة، مثل: اليوم العالمي للمتاحف، وأيّام الشارقة التراثية، واليوم الوطني لدولة الإمارات. 

 المراجع

[1] sharjahmuseums.ae, بيت النابودة
[2] visitsharjah.com, بيت النابودة
[3] sgmb.ae, حاكم الشارقة يشهد انطلاق فعاليات أيام الشارقة التراثية 16
[4] youtube.com, برنامج أماسي - إعادة افتتاح متحف بيت النابودة