حصن الذيد يُحاكي حكايات الماضي والتاريخ

ومن أبرز المَعالم السياحية والأثرية التي يُنصَح بزيارتها عند الوصول إلى إمارة الشارقة حصن الذيد الذي يقع في المنطقة الوُسطى من الإمارة؛ لما يُوفِّره من معلومات قَيِّمة تُسلِّط الضوء على الأهمية التاريخية لهذا الموقع.

افتتاح حصن الذيد: عودة إلى عبق التاريخ 

أُسِّس حصن الذيد عام 1820م في عهد المغفور له الشيخ سلطان بن صقر القاسمي "طيَّب الله ثراه"، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة في ذلك الوقت، وهو مبنى مربع الشكل، يبلغ طوله 32 متراً، وعرضه 26 متراً.

ويتضمَّن الحصن مجموعة من الغرف التي حُوِّلت إلى قاعات عرض تضمّ مجموعة مُتنوّعة من المعروضات التي تُسلّط الضوء على تاريخ مدينة الذيد وتراثها، ويعكس هذا الحصن بفخامته وأصالته جوانب عِدَّة من الحياة في تلك الحقبة الزمنية، مُقدِّماً لزُوّاره تجربة تاريخية مُميّزة.

وكان حصن الذيد قد افتُتِح بصورة رسمية عام 2022م، على يد صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم إمارة الشارقة، بعد أن أمر سُمُوّه بإجراء أكبر عمليات ترميم دقيقة للحِصن، مع الحفاظ على طابعه التاريخي الفريد، ممّا يعكس رؤية سُمُوّه في الحفاظ على التراث والثقافة، وإبرازها للأجيال الحالية والمستقبلية.

ما يحتويه حصن الذيد: مقتنيات فريدة تروي حكايات الماضي

كان الهدف من بناء حصن الذيد في العصور القديمة تحقيق الأمان لأهالي المنطقة، أمّا الآن فهو يُمثّل متحفاً تاريخيّاً مهمّاً يهدف إلى الارتقاء بمستوى المنطقة، وإحياء تراثها.

ويتألَّف حصن الذيد من ثلاث قاعات رئيسة لكلٍّ منها غاية مُحدَّدة، وهي: قاعة الوثائق، وقاعة الأسلحة، وقاعة دروب القوافل والتجارة، ويحتوي المتحف على الغرفة الخاصَّة بصاحب السُّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم إمارة الشارقة، وتحتوي على مجموعة من المُقتَنَيات والأغراض الشخصية التي استخدمها خلال مُدَّة إقامته في الحصن.

 وتضمّ قاعة الوثائق عدداً من الوثائق والكتابات القديمة التي ورد فيها ذكر حصن الذيد، وهي بمثابة أرشيف يُؤكّد على أهمّية الحصن والمنطقة بصورة عامَّة، بالإضافة إلى الحفاظ على حضورها التاريخي الذي جعلها شاهدةً على عدد من الوقائع السياسية والاجتماعية، ومن الأرشيفات القديمة الموجودة فيها الأرشيف البريطاني.

أمّا قاعة الأسلحة، فتُمثِّل معرضاً يضمّ مجموعة مُتنوّعة من الأسلحة التي عُثِر عليها في المنطقة وتعود إلى العصور القديمة، ومن الأمثلة عليها: السِّهام المصنوعة من الحجر، والأدوات الحادَّة؛ كالخناجر، والسيوف، بالإضافة إلى ملابس الحرب، كما ضَمَّت القاعة بعض الأسلحة اليدوية النارية وذخائرها؛ كالبنادق.

ويُمثِّل الليوان الموجود في الحصن أيضاً رواقاً مُظلَّلاً بُنِي؛ لاستضافة اجتماعات أهالي الحصن في الماضي، وهو يضمّ قاعة دروب القوافل والتجارة، وهي قاعة لها من اسمها نصيب؛ إذ إنّها مُصمَّمة لعرض لوحات جدارية ومُجسَّمات تُقدِّم وصفاً دقيقاً للطرق التجارية التي كانت تصل إلى الذيد، وتعبر منها القوافل المُحمَّلة بالبضائع المُتنوّعة من المنطقة وإليها، بالإضافة إلى أنّه يضمّ عدداً من مُجسَّمات الإبل، والمُعدّات التجارية الأخرى.

ومن أبرز ما يُجسِّد أسلوب حياة سُكّان المنطقة في الماضي قاعة المطبخ التي تضمّ مخازن لحفظ الحبوب والخضراوات والتوابل، وعدداً من الموادّ الغذائية الأخرى، مثل: الدقيق، والأرز، وغيرها، بالإضافة إلى احتوائها على الأدوات القديمة المُستخدَمة في الطبخ، والتي شاع استخدامها في السابق لتحضير الطعام.

ويضمّ حصن الذيد أيضاً سوقاً في ناحيته الخلفية، صُمِّم بطريقة تجمع بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر؛ باستخدام الأخشاب، والدعون (سعف نخل مربوط بالحبال على هيئة البساط، يمكن استخدامه في صُنع أسقف البيوت القديمة) بصورة أساسيّة، مع مراعاة معايير الصحَّة والسلامة العامّة في البناء إلى حَدّ كبير.

ويضمّ سوق حصن الذيد مجموعة مُتنوّعة من المحلّات التجارية، بما في ذلك المحالّ الخاصَّة بالأطعمة والمشروبات؛ كالمخابز، والمقاهي، ومحلّات تجارية أخرى يعرض فيها السكّان المحلّيون منتجاتهم التي تُعبِّر عن التراث القديم، ويضمّ السوق استراحتَين للزُّوّار في المدخل الذي يتوسَّطه.   

المراجع

[1] visitsharjah.com, حصن الذيد.
[2] portal.shjmun.gov.ae, نبذة عن الشارقة
[3] dhm.gov.ae, سلطان القاسمي يفتتح حصن الذيد والمشروعات المجاورة
[4] sgmb.ae, حاكم الشارقة يفتتح حصن الذيد
[5] sheikhdrsultan.ae, تفقد المشروعات التنموية بمدينة الذيد في المنطقة الوسطى