ما الفرق بين البودكاست والبرودكاست؟

ويجدر ذكر أنّ البودكاست سُمّي بهذا الاسم نسبةً إلى كلمة برودكاست، التي يشترك معها في إذاعة المحتوى الصوتي، وكلمة الآي بود (iPod) التي تُشير إلى اسم الجهاز الرئيسي المُستخدم للاستماع إلى البودكاست في بداياته، وفيما يأتي توضيح أكثر لأبرز الفروقات بين كلٍّ من البرودكاست والبودكاست:

نوع البث وتأثيره في تفاعل الجمهور

تُبَث برامج البرودكاست الراديوية بشكلٍ حي ومباشر، مما يسمح للجمهور بالتفاعل معها بسهولةٍ عن طريق الاتصالات والرسائل النصية القصيرة، أمّا بالنسبة لبرامج البودكاست فهي مسجّلة مُسبقاً، ولا يستطيع المُستمع المشاركة فيها إلّا في حال وجود جمهور أثناء تسجيل الحلقة، أو من خلال التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، ورسائل البريد الإلكتروني التي يُمكن عرضها في حلقاتٍ لاحقة. 

المرونة في تعديل المحتوى

يصعب تعديل وتصحيح المحتوى والأخطاء الفنية التي قد تحدث في البرودكاست، فالبث الحيّ يحتاج إلى مرونة وعفوية من المذيع للتجاوز عن الأمور الفجائية، وإضافة ما يحتاجه البرنامج من التأثيرات الصوتية، وغيرها أثناء فترة بثه المباشر، أمّا بالنسبة للبودكاست فيساعد كونه مسجّلاً في تحسين المحتوى وتعديله، وزيادة إضافات أخرى كالصور وفق احتياج البرنامج قبل عرضه.

طريقة طرح المواضيع وطبيعتها

يُؤثر البث المباشر للبرودكاست في طريقة طرح المواضيع فيه، فتُعرَض العناوين بشكلٍ عام دون التطرق إلى التفاصيل، أو الخوض في ناحيةٍ على حساب الأخرى، فهو محدد بوقت بث معين وفواصل إعلانية، إضافة إلى تقيّد طبيعة المحتوى بنوع القناة، فيما إذا كانت إخبارية، أو مخصصة لتغطية الأحداث الرياضية، أو غير ذلك.

أمّا بالنسبة للبودكاست فهو أفضل في طرح المواضيع بتفاصيلها المختلفة، وبشكلٍ أعمق، وأكثر إبداعاً وتوسعاً، وغالباً ما يعتمد على الحوار بين المُضيف والضيوف المتخصصين، حيث تجري مناقشة موضوعٍ معين، بما في ذلك المواضيع العلمية، أو الثقافية، أو الأدبية، أو التاريخية، كما قد يكون البودكاست تسجيلاً صويتاً لمحتوى كتاب، أو سرداً مفصلاً لقصةٍ أو حدثٍ معين.

كما تُعد برامج البرودكاست أكثر طولاً من برامج البودكاست، لذلك يحتاج مذيعها إلى إعادة المعلومات الرئيسية المطروحة بشكلٍ متكرر أثناء البث؛ لمراعاة المستمعين الجُدد، فهي لا تُوفر خيار إعادة الاستماع لأجزاء معينة منها، على عكس برامج البودكاست، حيث يستطيع الجمهور الاستماع إلى أيّ جزء منها بفضل كونها مسجلة.

المناطق الجغرافية التي يصل إليها 

يرتبط بث برامج البرودكاست بمحطات الراديو، مما يجعلها تقتصر على المستمعين المحليين من حولها، وفي بعض الحالات يُمكن أن تتوفر عبر الإنترنت، لكنّها ستفوّت الجمهور في حال لم يستمعوا لها في وقت بثها المباشر.

أمّا بالنسبة لبرامج البودكاست فيعتمد بثها على الإنترنت بشكلٍ أساسي، مما يجعلها تصل إلى أعداد أكبر من الناس من مختلف أنحاء العالم، ووفقاً لموقع ستاتيستا (Statista) المتخصص بالإحصائيات والتقارير العالمية، يُقدَّر عدد مستمعي البودكاست في عام 2024 فقط بما يُقارب 504.9 ملايين. 

الفئة العمرية المستهدفة

يجذب نوع المواضيع المطروحة في كلا نوعي البث فئات عمرية وأذواقاً مختلفة، فالشباب يميلون إلى الاستماع إلى برامج البودكاست ذات المواضيع العصرية المتخصصة في مجالٍ محدد، أمّا برامج البرودكاست فتثير مواضيعها اهتمام أكبر عدد ممكن من أذواق الناس، وعادةً ما تجذب الجمهور الأكبر سناً.

بقاء المحتوى وسهولة الوصول إليه

يُحدَّد وقت بث برامج البرودكاست في أوقات معينة من اليوم، ويستطيع الجمهور الاستماع إليها خلال هذا الوقت فقط، ويَصعب الوصول إليها عادةً بعد انتهائها، مع إمكانية تسجيلها ونشرها عبر الإنترنت أحياناً، أمّا بالنسبة لبرامج البودكاست فهي متاحة عبر الإنترنت في أيّ وقت، ليستطيع الجمهور الوصول إليها بسهولة وبشكلٍ دائم، ولو بعد سنوات، وإعادة الاستماع إليها مرات عديدة. 

يُبَث البرودكاست كتسجيلاتٍ صوتية بشكلٍ رئيسي، مقارنةً بالبودكاست الذي يُمكن تسجيله صوتاً وصورة على شكل فيديو، هذا بجانب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر البودكاست، مما يُسهم في بقائه لوقتٍ أطول، والوصول إليه من الفئات المختلفة المستخدمة لهذه المواقع. 

ختاماً، يؤدي اختلاف كلٍّ من نوعَي البث البودكاست والبرودكاست إلى مساعدة المذيعين على اختيار الأنسب منهما، وفق فئة الجمهور المستهدفة، ونوعية المواضيع المرغوب طرحها، وبفضل تطوّر التكنولوجيا في الوقت الحالي أصبح الدمج بينهما ممكناً، إذ يُمكن تسجيل برنامج البرودكاست وبثّه كحلقات بودكاست، لزيادة تفاعل الجمهور، خاصةً على منصات البث المباشر عبر الإنترنت.

كما يتأثر وصول محتوى البودكاست بتقنيات وخوارزميات النشر للمواقع الإلكترونية، ويساعد اتباع قواعد تحسين محركات البحث (SEO) وغيرها في ظهوره للجمهور المُستهدف، أمّا بالنسبة للبرودكاست فيُنصح بالتعاون مع محطات الراديو المحلية لإتاحته للفئة المرغوبة.  

المراجع

[1] riverside.fm, Podcast vs Radio: Differences & Similarities & How to Choose
[2] teleprompter.com, Podcast vs Broadcast: Navigating the Future of Digital Media
[3] live365.com,  Podcast vs. Radio: Differences Between Live Radio & Podcasting
[4] wiredclip.com, Podcasting vs Broadcasting: What’s the Difference?
[5] medialooks.com, Broadcasting and the Rise of Podcasting: An Evolution in Digital Audio