جار التحميل...
تُشكّل الوسائط المتعددة جسراً من جسور التواصل الفعّال، ووسيلة للعرض، وإبراز المعلومة بتقنياتٍ إبداعية وتفاعلية مميزة، توظَّف فيها التكنولوجيا لنقل المحتوى المُراد إيصاله وتوضيحه رقمياً، بشكلٍ مسموع، أو مرئي، أو مزيج يجمع كليهما، وتختلف طريقة العرض بحسب نوع الوسائط، والغاية المقصودة من إنتاجها.
تُعرف أيضاً بالوسائط المتعددة الخطية (Linear Multimedia)، أو الوسائط المتسلسلة، حيث إنّها تخلو نهائياً من التفاعل، بحيث لا يتحكم المُشاهد في محتواها، أو يتمكن من التدخّل في إعداداتها، أو النقر على أيقونات الرموز التي تتضمنها، أو تغيير سرعة عرضها، والتحكّم في تدفقها، وعلى خلاف باقي أنواع الوسائط الأخرى، تُعرض هذه الوسائط ضمن تسلسلٍ معيّن مُجدول مسبقاً، تُحدَّد فيه البداية والنهاية.
تُستخدم الوسائط المتعددة غير التفاعليّة بشكلٍ فعّال لعرض المحتوى لأعداد كبيرة من المشاهدين، كما في السينما ومحطات التلفاز، بالإضافة إلى استخدامها بشكلٍ فعّال في عرض البيانات في الندوات، واجتماعات العمل، أو التدريب، مثل العروض التقديمية المصممة بواسطة برنامج مايكروسوفت باوربوينت (Microsoft PowerPoint).
كما أصبحت الوسائط المتعددة الخطية من طُرق التعليم الشائع استخدامها الآن، في ظل ميل العديد من المؤسسات إلى التعليم عن بُعد، باستخدام شبكة الإنترنت، ومن أبرز الأمثلة على ذلك المحاضرات المسجلة مسبقاً.
تُعرَف الوسائط المتعددة التفاعلية (Interactive Multimedia) أيضاً بالوسائط المتعددة غير الخطيّة، والتي تتيح للمستخدم القدرة على التأثير في المحتوى، والتفاعل معه بشكلٍ مباشر، وتدمج بين عدّة أنواع من الوسائط، التي تجعلها تفاعلية ومختلفة عن الوسائط المتعددة الخطية.
ومن جهةٍ أخرى فقد زاد تطوّر الوسائط المتعددة التفاعلية في ظل توفر الإمكانيات التكنولوجيّة الحديثة، التي سهّلت العملية، مثل: شبكة الإنترنت، والهواتف، والأجهزة اللوحية الذكيّة، والذكاء الاصطناعي المُتوقع أن يؤدي دوراً أكبر في تطورها مستقبلاً.
ومن أشهر الأمثلة على الوسائط المتعددة التفاعلية، والمستخدمة حالياً بشكلٍ واسع: التطبيقات الذكيّة، التي يُمكن التفاعل معها، وتخصيصها بناءً على احتياجات المستخدم، مثل الموقع الحاليّ، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، التي تسمح باستخدام النصوص، والصور، والفيديوهات، ومشاركتها مع الأصدقاء، وإجراء المحادثات التفاعلية، بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونية، التي تُتيح اللعب بشكلٍ فردي أو متعدد اللاعبِين.
أيضاً يُعد الواقع الافتراضي (Virtual Reality) من أبرز وأحدث التطبيقات على هذا النوع من الوسائط المتعددة، والذي يُشير إلى توفير بيئة خيالية، تُحاكي البيئة الحقيقة بدقةٍ عالية، بحيث ينغمس فيها الشخص، كما لو أنّه على أرض الواقع تماماً، ولكنها في الحقيقة وسائط متعددة تفاعلية، وتقنيات رقمية حديثة، مصممة لتنقل المستخدم إلى عالمٍ خيالي افتراضي، من خلال أجهزة خاصّة، مثل نظارات الواقع الافتراضي، وسماعات الرأس، وتتنوع استخدامات الواقع الافتراضي في العديد من المجالات، بما في ذلك الألعاب، والترفيه، والتعليم، والتدريب.
يُقصد بالوسائط المتعددة الفائقة (Hyperactive multimedia) مجموعة من الوسائط المتعددة، التي تحتوي سلسلة من العناصر المترابطة، والتي تمثل هيكلاً معيناً، يُتيح للمستخدم التفاعل مع محتواه، والانتقال بين أجزائه المختلفة، أي أنّها وسائط غير خطيّة، ونظام محدَّد من النصوص، والكلمات، أو الصور، والصوتيات، وأيّ عناصر من عناصر المواقع الإلكترونية المتصلة بالارتباطات التشعبية (Hyperlink)، والتي تُمكّن المستخدم من الانتقال إلى معلومات ومحتوى مختلف عند فتحها.
وتَكمُن فائدة هذه الوسائط في زيادة ترابط أنظمة الشبكة المعقدة، وزيادة فعالية الاتصال بين أجزائها، بالتالي فهي تؤكد صحة المعلومات، وتُساعد المستخدم على فهم محتواها بصورةٍ أوسع، من خلال ربط العنصر بوسائط أخرى.
ومن أبرز الأمثلة على الوسائط المتعددة الفائقة، مواقع الويب، والموسوعات الرقمية، في حين تُمثّل الوسائط المتعددة الفائقة الصوتية البرامج التي تعتمد على خاصية التعرّف إلى الصوت، مثل أجهزة المساعدة الرقمية، والبحث الصوتي عبر متصفحات الإنترنت، كما يُمكن اعتبار ألعاب الفيديو، التي تتطلب اتصالاً بالإنترنت، وتُتيح التفاعل واللعب المباشر في الوقت الفعليّ مع لاعبين متعددين من مختلف أنحاء العالم، مثالاً أيضاً على هذا النوع من الوسائط.
ختاماً، تدخل الوسائط المتعددة في العديد من مجالات الحياة المهمّة: مثل التعليم، والتسويق، والترفيه، والفنون، والإعلان، ورواية القصص، وطرق التواصل الأخرى، كما تُعرَض في كل مكان تقريباً، سواءً في الهواتف، وعلى شاشة التلفاز، أو الحاسوب، أو عبر اللافتات الإعلانيّة في الشوارع، أو في مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الويب، وغيرها.
وذلك لأنّ لها أنواعاً مختلفة، وتجمع العناصر الرقميّة الكفيلة بجعل المحتوى ديناميكياً وجذّاباً، يُمكن التفاعل معه، والانتقال من خلاله بين المعلومات المرئية، والمسموعة، والمتحركة، وهو أمر يُبسِّط المفاهيم المعقَّدة، ويُسهّل حفظها، ويعزّز الانجذاب البصري لها، ويحث على المشاركة فيها؛ لأنّها تترك انطباعاً قوياً لدى المشاهد والمُتلقّي.
المراجع
[1] pedia.svuonline.org, Types Of Multimedia You Should Know
[2] geeksforgeeks.org, What is Multimedia?
[3] investopedia.com, Interactive Media: Definition, Types, and Examples
[4] buffalo.edu, Multimedia Learning
[5] researchpublish.com, Basic Contents of Multimedia