جار التحميل...
يُشبه تأثير إدمان الطعام على نظام المكافأة في الدماغ تأثير المواد المخدرة؛ إذ يُحفّز تناول بعض الأطعمة مراكز المتعة والسعادة في الدماغ، مما يفرز الدوبامين (Dopamine)؛ وهو ناقل عصبي مرتبط بالمتعة والمكافأة، وبالتالي يزيد من الرغبة الشديدة في الإفراط بتناول الطعام.
ولا بد من معالجة إدمان الأكل نظراً لتأثيراته الصحيّة السلبية على الجوانب الجسدية والنفسية، ويُمكن اتّباع الطرق الآتية للتخلّص من هذا الإدمان:
يعني ذلك التركيز الكامل أثناء تناول الطعام، والانتباه إلى الكميات المُستهلكة، ومحاولة معرفة قوام ونكهة كل لقمة، إضافة إلى مراقبة إشارات الجوع والشبع؛ إذ يُساعد ذلك في الشعور بالشبع من كميات طعام أقل، واتخاذ قرارات مدروسة بشأن الأكل، بدلاً من تناول الطعام باندفاع دون انتباه وتركيز.
ولممارسة الأكل بوعي ينبغي تجنّب الانشغال بأنشطة أخرى أثناء تناول الطعام؛ مثل استخدام الهاتف المحمول، أو القراءة، أو مشاهدة التلفاز، كما يُنصح بمضغ الطعام جيداً وببطء، وأخذ استراحات بسيطة بين اللقم، والتوقف عن الأكل مباشرةً عند الشعور بالشبع.
يتطلب التغلب على إدمان الطعام معرفة نوعية الأطعمة التي تسبّب الإدمان، وتعزز الرغبة القوية لتناول المزيد منها، مثل؛ الأطعمة الغنية بالسكر، أو المحليات الصناعية، إضافة إلى الأطعمة المعالجة التي تحتوي على تركيزات عالية من الكربوهيدرات والدهون المكررة غير الصحية، كالوجبات السريعة.
ولضمان نمط غذائي متوازن وصحي، يُنصح بتناول الدهون الصحية كالمكسرات والأفوكادو، والأطعمة الغنية بالبروتين كالبقوليات، إذ تعزز هذه الأطعمة الشعور بالشبع، وتقلل الرغبة في تناول الطعام، كما يساعد تناول الفاكهة الطازجة في تنظيم نسبة السكر في الدم، فهي تعد بديلاً صحياً للحلويات، كما يُنصح أثناء التسوق التركيز على شراء الأطعمة الطازجة وتجنّب المصنّعة.
للتغلب على إدمان الأكل، ينبغي إنشاء روتين لتنظيم الوجبات الرئيسية والخفيفة خلال اليوم؛ إذ يجب الالتزام بمواعيد ثابتة للوجبات الرئيسية، وتحديد مواعيد للوجبات الخفيفة، مع الحدّ من السلوكيات الاندفاعية أو العشوائية في تناول الطعام، كما ينبغي التخطيط المسبق، وتحضير وجبات صحية خفيفة لتناولها عند الشعور بالجوع.
يُسهم تنظيم مستويات السكر في الدم في إدارة الرغبة الشديدة بتناول الطعام، فأثناء ممارسة الرياضة، يحرق الجسم السكر لاستخدامه كمصدر طاقة لتعزيز أداء العضلات، مما يُخفّض مستوى الجلوكوز في الدم، ويُعزّز فعالية الأنسولين (الهرمون المسؤول عن التحكم في مستويات السكر)، وبالتالي تقليل التقلبات المفاجئة التي قد تحفز الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة، خاصة عن ممارسة الرياضة بانتظام.
يلعب الدعم الاجتماعي دوراً أساسياً في التغلب على إدمان الطعام، سواء من الأصدقاء، أو العائلة، أو المتخصصين؛ إذ إنّ وجود أشخاص يقدمون التشجيع والتوجيه يمكن أن يكون دافعاً قوياً للتخلص من الإدمان، مثل؛ الاتفاق على عدم تناول الوجبات السريعة في المنزل، أو اختيار مطاعم تقدم خيارات صحية بدلاً من مطاعم الوجبات السريعة عند الخروج مع الأصدقاء.
وهناك عدة مصادر للدعم التي يمكن الاستفادة منها؛ مثل الانضمام إلى مجموعة دعم مخصصة للأفراد الذين يتعاملون مع إدمان الطعام، أو الاستعانة بمعالج متخصص بمعالجة سلوكيات الإدمان، أو اللجوء إلى خبير تغذية لوضع خطة غذائية متوازنة، وتعديل السلوكيات الغذائية.
ختاماً، إنّ مواجهة إدمان الأكل يعد تحدياً يتطلب الصبر وقوّة الإرادة، بالإضافة إلى معالجة الضغوطات النفسية كالتوتر، لتجنّب الأكل العاطفي الناتج عن استخدام الطعام كوسيلة لتجاوز المشاعر السلبية، ومن المهم الحصول على قسط كافٍ من النوم لتعزيز الصحة العامة، وتنظيم الشهيّة، وتقليل الرغبة في تناول الطعام.