جار التحميل...
فالطيور الأليفة مثل الببغاوات، والكناري، وطيور الحُبّ، تقدّم مزايا فريدة قد تؤثر إيجاباً في الصحّة النّفسية، ما يجعلها خياراً جذاباً، فكيف يمكن لتربية الطيور في المنزل أن تعزّز الصحة النّفسية وتضيف لمسة سعادةٍ إلى الحياة اليوميّة؟
يُسهم التفاعل مع الطيور واللعب معها في تخفيف التوتر والقلق على نحو ملحوظ، وكذلك الاستماع إلى أصواتها اللطيفة وتغريداتها، فهي تُنشئ أنماطاً إيقاعيةً وألحاناً تُسهم في تهدئة العقل، وهذا التأثير يُعزّز شعور الرّاحة ويخفّف ضغوط الحياة اليومية، ما يساعد على الاسترخاء والرّاحة النفسية.
وفقاً لدراسةٍ نُشرِت في المجلة العلمية (Scientific Reports) عام 2022 تابعت تأثير رؤية الطيور وسماعها في الصحة النفسية لدى 1292 مشاركاً باستخدام أحد التطبيقات المُخصّصة، لُوحِظ وجود علاقة إيجابية قويّة بين الشعور بالسكينة والراحة النفسية وسماع أصوات الطيور ورؤيتها، وكان لذلك تأثير مُشابه أيضًا للذي يشعر به الإنسان عند تنزهه في أحضان الطبيعة في الخارج.
قد يكون وجود الطائر في المنزل بمثابة شريك بالسّكن لأولئك الذين يعيشون وحدهم، ويمنع وجودها في المنزل من الشعور بالوحدة، فهي تتفاعل باستمرار، وتُظهِر مشاعرها بوسائل مختلفة، ما يُعزّز العلاقة بينها وبين صاحبها، فهي مخلوقات عاطفيّة، ومنها من يتدرب على نطق بعض الكلمات وتقليد الأصوات على نحو مسلٍّ، مثل الببغاوات، مما يُدخل الفرح والمتعة إلى الحياة اليوميّة.
تحتاج الطيور الأليفة إلى نظام روتينيّ من العناية، يشمل إطعامها، وتنظيف مكانها، وتدريبها، وعند الالتزام بهذا الروتين، فإنّ ذلك يُعزّز الشعور بالالتزام ويوّفر هدفاً ومعنىً للحياة، فثمة إنتاجية على نحو ما، وهو ما يُعطي شعور الفرح بالإنجاز، والوقاية من الاكتئاب الناتج عن الفراغ.
ويعني الالتزام بنظام العناية بالطيور الحماية من الخمول والكسل، وبالتالي تعزيز الصحّة البدنية، وبما أنّ الصحة البدنية ترتبط بالعقل السليم، فإنّ العقل السليم يُسهم في توليد مشاعر إيجابية وتحسين الصحة النفسية في النهاية.
تُمكّن الاستعانة ببعض الحيوانات الأليفة، مثل الطيور، والخيول، والقطط، والكلاب؛ لتعزيز بعض العلاجات النفسية التقليدية واستكمالها ضمن ما يُعرَف بـالعلاج بمساعدة الحيوان (Animal-Assisted Therapy)، وذلك لعلاج مشكلات نفسية مختلفة، مثل القلق والاكتئاب، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، والفُصام، وغيرها من المشكلات، فيجد المرضى الرّاحة، والهدوء، والدعم العاطفي مع هذه الطيور، ما يساعد على التعافي تدريجيّاً.
ووفقاً لمراجعة بحثية نُشِرَت في مجلة (Human-Animal Interactions) عام 2024، عن فعالية العلاج بالطيور في المدة ما بين 1975-2023، وُجِد أنّ العلاج بمساعدة الطيور (Bird-Assisted Therapy) والتفاعل معها يُسهم في تقليل مستويات الاكتئاب وتعزيز التفاعل الاجتماعي للأفراد، بما في ذلك كبار السن والأشخاص المصابين باضطرابات نفسية.
يجدر الذكر أنّ استخدام الطيور بحد ذاتها وسيلة علاجية يُعد خياراً مفيداً وأكثر فعالية مع بعض المرضى، مثل كبار السن،؛ لأنه من الصعب التعامل مع الحيوانات الأكبر حجماً أو التي تتطلب رعاية أكثر من غيرها، بالإضافة إلى أنّه لا تزال الأبحاث والدراسات قائمة في مجال العلاج بمساعدة الطيور لفهم تأثيراته على نحو أعمق وتوسيع تطبيقاته في مجالات متنوعة من الصحة النفسيّة.
ختاماً، للحصول على أقصى استفادة من الأثر النّفسيّ الإيجابيّ لتِربية الطيور في المنزل، يجب تأمين بيئة مناسبة لها تشمل قفصاً واسعاً، وتوفير التغذية الصحيّة لها، وقضاء الوقت واللّعب معها، وتُقدّم المتاجر المتخصصّة في الطيور الإرشادات اللازمة للعناية بها، ويُمكن التوّجه إلى (سوق الطيور) في إمارة الشارقة لاختيار طيور من بين الخيارات المتنوّعة المتوّفرة هناك.
المراجع
[1] trustedhousesitters.com, 7 reasons to have birds as pets
[2] pangovet.com, The 9 Benefits of Owning Pet Birds Based on Science
[3] zupreem.com, Why Birds Make Great Pets
[4] birdsittingtoronto.ca, 5 Benefits of Having a Pet Bird
[5] northernparrots.com, Benefits Of Owning a Pet Bird