جار التحميل...
واتَّجه العلم والطبّ النفسي أيضاً إلى مَنح الرياضات المُتطرِّفة المزيد من الاهتمام؛ لدراسة دوافع مُمارسيها، وأنشطتهم، ومُميِّزاتهم، وللتعرُّف أكثر إلى مفهوم الرِّياضات المُتطرِّفة، وأنواعها، تابع القراءة.
تُعرف الرِّياضات المُتطرِّفة (Extreme Sports) بأنَّها رِياضات خَطِرة قائمة على التحدّي، والمغامرة، والأنشطة الحركية المُثيرة التي تُعزِّز بدورها القدرة البدنية والعقلية للرياضي، وتُعَدّ ظاهرة اجتماعية واسعة الانتشار، غيَّرَت مفاهيم الرياضة التقليدية، وخلقت أجواء من المنافسة والتحدّي.
وبمعنى آخر، فإنّ الرِّياضات المُتطرِّفة تُمثِّل أنشطة وممارسات تُعرِّض الرياضيّ لمجموعة من الصعوبات والتحدّيات النفسية والعقلية والجسدية القاسية التي تتطلَّب قدرات جبّارة على التحمُّل والصُّمود، وتتضمَّن مُستوَيات عالية من المَخاطِر، ومنها: التعرُّض للضغط، والسرعة المرتفعة، أو العمق والارتفاع الساحِقَين، وغيرها، وهي مخاطر تختلف باختلاف نوع الرِّياضة المُتطرِّفة.
هناك العديد من الرِّياضات المُتطرِّفة الشائع ممارستها، والتي تختلف في صعوبتها، ومَخاطرها؛ إذ تُعرِّض الرياضي للسُّقوط، وتُشكِّل خَطَراً على سلامته إن لم يُمارسها ممارسة سليمة، وباستخدام المُعدّات الخاصَّة، ومن أبرز هذه الرِّياضات ما يأتي:
تُشبه رياضة ركوب الأمواج بالألواح الشراعية (Windsurfing) ركوب الأمواج التقليدي من حيث الفكرة، إلّا أنَّها أكثر خطورة وسُرعة؛ إذ يجري رَبط لوح التزلُّج بطائرة ورقية تعمل كالشِّراع أمام قوَّة الرياح، فتزيد سُرعة اللَّوح، وتُضيف المزيد من الإثارة والحَماس إلى اللُّعبة.
طَوَّر بعض الرياضِيِّين الصورة التقليدية لرياضة ركوب الأمواج، فأضافوا إليها مُمارَسات وسلوكات جديدة أدَّت إلى ظهور رياضة التزلُّج على الماء (Water Skiing)؛ الأمر الذي أدَّى إلى تصنيفها بوصفها رياضة مُتطرِّفة؛ إذ تُمارَس بإضافة مجموعة من الحركات البهلوانية الخَطِرة باستخدام ألواح التزلُّج القصيرة جدّاً، والتي تُساعد بدورها على الحركة والانزلاق فوق الأمواج بخِفَّةٍ وسُرعة أكبر.
تعتمد رياضة القفز من المنحدرات (Cliff Jumping) على القفز بأقصى قُوَّة من جرف أو منحدر مُرتفع جدّاً بوساطة مُعدّات خاصَّة، ومن ثَمَّ الدوران في الهواء بمقدار 180-360 درجة، بالإضافة إلى الغوص في المياه التي تكون أسفل المُنحدر، وهي رياضة تجمع بين الإحساس بالحُرِّية والإثارة، مع تحدّي الجاذبية الطبيعية.
يُصنَّف الغَوص الحُرّ (Freediving) بوصفه أحد أشكال رياضة الغوص أسفل الماء، إلّا أنّه يجري دون استخدام مُعدّات التنفُّس التقليدية، وهو يُمارَس بوصفه نشاطاً ترفيهيّاً ميسوراً وقليل التكلفة مُقارنةً بالغَوص الاحترافي الذي يتطلَّب مُعدّات خاصَّة، وتُصنَّف هذه الرياضة بوصفها مُتطرِّفة عندما تكون ظروف الغَطس قاسية، والبيئات صعبة، وتُمارَس على أعماق كبيرة ومُتفاوِتة ضمن درجات حرارة منخفضة جدّاً أو مُتجمِّدة؛ الأمر الذي يجعلها خَطِرة جدّاً، وخاصَّة إن كان الغَوّاص قليل الخبرة.
تتضمَّن رياضة الغوص في الكهوف (Cave Diving) استكشاف المجهول؛ عبر الغوص في الكهوف القديمة المغمورة بالماء، والسباحة في المَمرّات الضيِّقة فيها والمُحاطة بالتشكيلات الصخرية الفريدة، وتُصنَّف بوصفها إحدى أخطر الرياضات المُتطرِّفة التي يُنصَح بتجنُّب ممارستها؛ إذ إنّ نسبة المُجازَفة والغرق فيها عالية جدّاً، ولا يقتصر ذلك على الهُواة والباحثين عن المنافسة والمغامرة، بل يكاد يطال الغَوّاصين المُحتَرِفين أيضاً.
نقل مُمارِسو رياضة التزلُّج على الماء، وركوب الأمواج، مهاراتهم إلى الجليد، ورَبطوها بسلسلة من رياضات التزلُّج على الجليد (Snowboarding)، علماً بأنّ الرياضة تتدرَّج في صعوبتها حسب الطريقة، والمُعدّات، والبيئة التي يتنافس فيها المُتزلِّجون ويُمارسون فيها هذه الهواية، مثل: التزلُّج بسُرعات عالية، والقفز فوق المُنحدَرات الثلجية باستخدام ألواح التزلُّج الطويلة، أو السَّير في أماكن غير مُستَوية بسُرعات عالية، وسِباقات الشوارع باستخدام أحذية التزلُّج ذات العجلات الصغيرة.
ولا بُدّ من الإشارة هنا إلى انتشار رياضة التزلُّج فوق المرتفعات الثلجية؛ باستخدام المِروَحيات وطائرات الهليكوبتر (Heli-skiing) التي قد تكون خَطِرة؛ بسبب الانهِيارات الثلجية المُحتمَلة، وقُوَّة المُنحدَرات التي تُعرِّض المُتزلِّج للسقوط، وخَطَر تحطُّم الطائرة والمُعدّات عند التزلُّج بسُرعات كبيرة.
تعتمد رياضة القفز بالمِظلّات (Skydiving) على مبدأ السُّقوط الحُرّ؛ بالقفز مُباشَرة من الطائرة، وإجراء مُناوَرات وحركات مختلفة أثناء السقوط فرديّاً أو بتشكيل مجموعات، وقبل الوصول إلى الأرض تُفتَح مِظلّة؛ للتحكُّم في الهبوط، وعلى خِلاف القفز التقليدي الذي يجري من جسم ثابت وارتفاع أقلّ، مثل: الجسور، والمباني، فإنّ القفز من الطائرات يكون على ارتفاعات كبيرة، ويُشكِّل خَطَراً ومُجازَفة قد تُعرِّض الرياضي للحوادث.
تُمارَس رياضة القفز بالحِبال المطاطية (Bungee jumping) من ارتفاعات شاهِقة باستخدام حبل مَطّاطي يربط قدمَي الرياضي ويكون مُتَّصِلاً بنقطة القفز، بحيث يكون الرأس إلى الأسفل، ويسقط سُقوطاً حُرّاً، ثمّ يرتَدّ إلى الخلف جزئياً عند وصول الحَبل إلى نهايته.
لا يُشترَط أن يجري الانزلاق الحُرّ بالحَبل (Free ziplining) من مكان مرتفع وعلى سُرعاتٍ عالية؛ إذ إنَّها رياضة ترفيهية تهدف إلى رؤية المناظر الطبيعية الخلّابة، والاستمتاع بالمشاهد البيئيّة في أبهى صورها؛ باستخدام حزام مُعلَّق من نُقطتَين، أو الجلوس على مقعد مربوط بحبل فولاذي ينطلق بالشخص إلى ارتفاع مُعيَّن في نهر، أو واد، أو منطقة طبيعية مناسبة، وتُصبح هذه الرياضة مُتطرِّفة عندَما تُمارَس من ارتفاعات شاهِقة بسُرعات عالية تُهدِّد سلامة الرياضي، وتُعرِّضه للخطر.
تَكمُن خطورة ركوب الدرّاجات الجبلية (Mountain biking) في إقامة السِّباقات على المنحدرات والطرق الوَعِرة؛ فعلى الرغم من أنّها تُمارَس باستخدام درّاجات خاصَّة مُصمَّمة لتُناسب طبيعة الصخور القاسية والأماكن الجبلية والصحراوية، فإنَّها ما تزال تُشكِّل خُطورة؛ بسبب طبيعة الطُّرُق في هذه المناطق، والظروف البيئية القاسية التي تجعل السَّير فيها بسُرعاتٍ كبيرة مُجازَفة خَطِرة.
تنطوي ممارسة الرياضات المُتطرِّفة على مَخاطر عِدَّة قد تُلحِق الأذى بالرياضي، وتُسبِّب له إصابات جسدية تتفاوت شِدَّتها نتيجة السُّرعة العالية، والأنشطة الحركية الصعبة، والظروف القاسية التي تُمارَس فيها هذه الرياضات، وهنا، لا بُدّ من الحذر، واتِّخاذ الاحتياطات اللّازمة، واتِّباع إجراءات السلامة التي قد تحُدّ من الإصابات، وتحمي الرياضي.
وعند الرغبة في ممارسة مثل هذه الرِّياضات، ينبغي اختيار مُستَوى معقول من الصعوبة بما لا يُشكِّل خَطَراً على سلامة الرياضيّ، ولا يُهدِّد حياته، وينبغي أيضاً أن يتناسب هذه المستوى مع خبراته وقدراته البدنية والصحِّية، وتجنُّب ممارسة الرياضة فرديّاً، وإنَّما ضمن فريق يتضمَّن مُشرِفين أو مُنقِذين؛ لضمان المساعدة عند الحاجة إليها.
المراجع
[1] psychcentral.com, How Do Smartphones Affect Childhood Psychology?
[2] kideyedoc.com, What is the Impact of Smartphones on the Eyes of Children
[3] smartvisionoptometry.com.au, The Impact of Smartphones on Children’s Vision of the World
[4] healthcare.utah.edu, SMART PHONES’ EFFECT ON YOUR CHILD'S SLEEP
[5] medicalnewstoday.com, How to recognize cell phone addiction in children and teenagers