جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
قفزة في المجهول

هل تستحق هذه الإثارة؟ نظرة إلى مخاطر القفز بالمظلات

17 ديسمبر 2024 / 2:29 AM
هل تستحق هذه الإثارة؟ نظرة إلى مخاطر القفز بالمظلات
download-img
تعدّ رياضة القفز بالمظلات رياضةً جريئةً ومثيرةً، تُحفّز مشاعر الفرح الشديد والسعادة بإفراز هرمونات الأدرينالين (Adrenaline) والإندروفين (Endorphin)، وتجلب شعوراً بالإنجاز وتعزّز الثقة بالنفس، وتُحسّن أيضاً سرعة البديهة والمرونة في التعامل مع المشكلات اللحظية واحتواء التوتر الناتج عنها.

ورغم كونها تجربة مليئة بالحماس والتحدي، لكن لا يُمكن تجاهل مخاطرها، ويجب التعرّف إليها لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنّب الحوادث أو الإصابات، فمعظم الحوادث في القفز بالمظلات تحدث بسبب اتخاذ قرارات سيئة وإجراءاتٍ غير صحيحة، فما مخاطر القفز بالمظلات؟

أعطال المظلات

تُصنّف أعطال المظلات الرئيسة إلى نوعين، الأعطال الكلية والأعطال الجزئية، يحدث العطل الكليّ عندما لا تفتح المظلة من الأساس ولا تؤدي وظيفتها، وبالتالي السقوط الحُرّ، حتى الاصطدام بالأرض، ما يتسبب بإصاباتٍ بالغة وقد يؤدي إلى الوفاة في أسوأ الأحوال.


بينما يعني العطل الجزئي أنّ المظلة تفتح، لكن لا تكون فعّالة لضمان الهبوط الآمن، وأسباب ذلك فقدان السيطرة على المظلة وصعوبة توجيهها لتشابك أوتارها أو وجود ثقب فيها، بالإضافة إلى الاستخدام الخاطئ لأحد مكوّنات المظلة مثل المقبض المخصّص لفتح المظلة أو غيرها، أو وجود عيوب في التصنيع.


يجدر بالذكر أنّه توجد عدة تدابير وقائية وإجراءات أمنية تُتخذ لتجنّب المخاطر الناجمة عن أعطال المظلة، بما في ذلك تزويد القافزين بمظلةٍ رئيسة وأخرى احتياطية، مع فحص المظلات ومعدات القفز الأخرى دورياً للتأكد من سلامتها وضمان بقائها في حالةٍ ممتازة، بالإضافة إلى تدريب القافزين مُسبقاً على التعامل مع أعطال المظلة المُحتملة وإدارة الطوارئ.  

الظروف الجوية السيئة

يؤدي القفز بالمظلات في الأجواء الغائمة إلى ضعف الرؤية، ما يزيد من خطر الاصطدامات، والهبوط غير الآمن، بما في ذلك الهبوط خارج منطقة القفز إلى مناطق غير آمنة؛ لذلك توجد قوانين تحظر على المظليين القفز داخل السحب أو في ظروف الرؤية السيئة وغير الواضحة، وتطلب الحفاظ على مسافاتٍ آمنة تحت السحب وجانبها.


وتزيد الرياح الشديدة وغير المستقرة مخاطر القفز بالمظلات؛ لأنها تؤدي إلى انحرافٍ كبير في مسار السقوط الحُرّ والمظلّة، ما قد يدفع القافزين بعيدًا عن نطاق منطقة القفز الآمنة، ويدخلهم في مناطق خطيرة تتضمن أشجاراً أو مباني سكنية، ما يزيد خطر الإصابات البالغة.


يتسبب المطر الغزير أيضاً بتبليل معدّات القفز، ما يزيد من وزنها، ويؤثر في قدرة المظلات على الطيران على النحو الصحيح، ويمكن أن يعطّل فتحها، إضافةً إلى جعل التحكّم بالأدوات الأخرى صعباً؛ لأنّ بعضها يصبح زلقاً بسبب الماء، كما أنّه يقلل من الرؤية كثيراً، ما يجعل من الصعب على القافز تحديد موقع القفز واختيار منطقة آمنة للهبوط. 

لذا من الضروري متابعة ظروف الطقس قبل القفز بالمظلة، واتخاذ القرار المناسب بأداء التجربة أو إلغائها بناءً على ذلك.

إصابات الهبوط

تشمل إصابات الهبوط إصابات الكاحل، وهي الأكثر شيوعاً، وغالباً ما تحدث بسبب الهبوط غير السليم، أو وضعية الأقدام الخاطئة عند الاقتراب من الأرض، وتشمل الإصابات الأخرى كدمات والتواءات في الركبة، وإصابات أسفل الظهر نتيجة الهبوط القوي، وكذلك إصابات العمود الفقري الأكثر خطورة، لكنها نادراً ما تحدث. 


يُمكن تقليل خطر إصابات الهبوط باتباع تقنيات الهبوط السليمة، واختيار حجم للمظلة ونوع يتناسب مع مستوى المهارة والخبرة، وكذلك الاستماع إلى توجيهات المدرّب في حالة القفز الثنائي بالمظلات، الذي يكون بمساعدة مدرّبٍ محترف. 

المخاطر المرتبطة بالحالات الصحيّة

توجد اعتبارات صحية معينة يجب أخذها بالحسبان قبل تحديد موعد للقفز، فمثلاً يزيد القفز بالمظلات معدل ضربات القلب بسبب تدفق الأدرينالين إلى الجسم، وهذا قد يُشكل ضغطاً إضافياً على القلب، لا سيما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، أو النبض غير المنتظم، بالإَافة إلى أنّ هشاشة العظام المرتبطة بالعمر قد تزيد من خطر الإصابات أيضاً.


ومن ناحيةٍ أخرى تجب السيطرة على مستويات السكر والأنسولين لتجنب مخاطر فقدان الوعي أثناء القفز، وتجب مراعاة أن يكون وزن الجسم مناسباً لِوزن المعدّات، فغالباً ما يكون القفز بالمظلات غير آمن تماماً في حال تجاوز وزن الجسم 118 كغ تقريباً.


ويتطلّب القفز بالمظلات مرونةً كافيةً للالتزام بوضعيات هبوط معينة أثناء القفز؛ لضمان أداء القفز على نحو صحيح، وسهولة فتح المظلة، وفي حال إجراء أيّ عمليات جراحية سابقة أو التعرّض لإصابات في الركبة أو الكاحل، لا بُد من إخبار المدرب قبل القفز؛ لتحديد وضعية الهبوط الأنسب للقافز. 

التهوّر في أداء الحركات الخطيرة

يُعَدّ التهوّر والمجازفة سبباً رئيساً لتعرّض بعض القافزين بالمظلات إلى إصاباتٍ خطيرة أو وفاتهم، فالبعض يبالغ في تقدير قدراتهم ويحاولون تنفيذ حركات ووضعيات هبوط ذات مخاطر عالية تفوق خبراتهم، مثل تجربة السقوط المتسارع، فيرفع القافز سرعة هبوطه بتدوير المظلة بسرعة؛ لذلك من الضروري التركيز على أساسيات السلامة وصيانة المعدات، وتجنب المغامرات التي تفوق الخبرة. 



ختاماً، رغم تصنيف القفز بالمظلات ضمن الرياضات عالية المخاطر، لكن الحوادث الخطيرة أو المميتة نادرة نسبياً، وفقاً لدراسة نُشرت في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامّة (IJERPH) في 2023، قيّم فيها ما يُقارب 62 مليون قفزة بالمظلة، ووُجِد أنّ احتمالية حدوث الإصابات الخطيرة كان أقل من حالتين لكل 10,000 قفزة، وكذلك احتمالية الوفاة كانت أقل من حالة واحدة لكل 100,000 قفزة. 

 

 المراجع


[1] skydivemag.com, Risks of Skydiving 
[2]  ncbi.nlm.nih.gov, Recreational Skydiving—Really That Dangerous? A Systematic Review
[3] skydiveparacletexp.com, How Risky Is Skydiving?
[4] theskydivingcompany.com, The Truth About Skydiving Safety
[5]  skydivecalifornia.com, Skydiving Risks for Tandem Jumps

December 17, 2024 / 2:29 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.