جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
متعة تحت الماء

الغوص الحر: رياضة تعزز الصحة والقدرة على التركيز

29 سبتمبر 2024 / 1:49 PM
الغوص الحر_ رياضة تعزز الصحة والقدرة على التركيز
download-img
الغَوص أو الغَطس الحُرّ (Freediving) من الرياضات المائية القديمة والمشهورة في مُختلف دول العالَم، وهو يعتمد على حَبس الأنفاس والنزول إلى أعماق مُتفاوِتة أسفل الماء دون استخدام مُعدّات التنفُّس.

وقد مُورِس قديماً؛ للبحث عن الطعام والكنوز الثمينة المدفونة في أعماق البحر؛ كاللؤلؤ، والمرجان، أمّا حاليّاً، فقد تنوَّعت أهدافه، وباتت مرتبطة بتعزيز الصحّة، والتحدّي، والفوز في البطولات العالَمية؛ بالوصول إلى درجات عميقة أسفل الماء، وتسجيل أرقام قياسية لمُدَّة حَبس الأنفاس، ولهذه الرياضة فوائد عديدة للصحة، بغَضّ النظر عن أسباب ممارستها، ومنها ما يأتي:

تحسين الأداء الوظيفي للرئتين والجهاز التنفسي

يُساعد حَبس الأنفاس أثناء الغَوص الحُرّ على تمدُّد الصدر واتِّساعه تلقائياً؛ لاستيعاب أكبر قدر ممكن من الأكسجين، الأمر الذي يُحسِّن أداء عضلات التنفُّس المسؤولة عن الشهيق والزفير، وعند التدريب المُستمِرّ على تقنيات التنفُّس الأساسية اللازمة للغوص أو الغطس الحُرّ، وأهمّها ضبط النَّفَس وتنظيمه، تزداد قُوَّة العضلات المسؤولة عن هذه العملية، وترتفع قدرتها على التحمُّل.


ووفقاً لدراسات نُشِرت في المجلّة البولندية للعلاج الطبيعي (Fizjoterapia Polska) عام 2024، وتضمَّنت تقارير تتعلَّق بتأثير تدريب الغوص الحُرّ في النشاط البدني، ودور تدريبات التنفُّس العميق في تحسين وظائف الرِّئة، أشارت النتائج إلى أنّ هناك فوائد لتمرين حَبس النَّفس في رياضة الغوص الحُرّ، وله تأثيرات إيجابيَّة في فئات مُختلفة من المرضى الذين خضعوا لإشراف طبّي، وخاصَّةً أولئك المُصابين بالرَّبو القصبي، والانسداد الرئوي المُزمِن (COPD)، وبعض مرضى السرطان.

تعزيز صحة القلب والدورة الدموية

يُحسِّن الغوص أسفل الماء الدورةَ الدموية في الجسم ويُنشِّطها؛ إذ يتغيَّر ضغط دم الغوّاص باختلاف عُمق الغوص ومُدَّته وزيادته، ومن جهة أخرى، يُساعد حَبس الأنفاس فترة طويلة على توسعة عضلات الحجاب الحاجز، وتقويتها، وتحسين وظائف القلب، وتنظيم مُعدَّل النَّبض؛ للحفاظ على كمّية الأكسجين في الجسم، وزيادة فرصة البقاء تحت الماء مُدَّة أطول، وجميعها أمور تُحسِّن الصحَّة العامّة للقلب والجسم عند الممارسة الصحيحة لرياضة الغَوص الحُرّ باستمرار.


وبحسب ما ورد في مجلّة الفسيولوجيا الشاملة (Comprehensive Physiology) عام 2018، فإنّ استجابة القلب أثناء الغوص تكون بخَفض مُعدَّلات النَّبض وانقباض الأوعية الدموية وتعزيز انتقال الدم من القلب إلى الأوعية الدموية في الصدر؛ للحفاظ على الأكسجين مُدَّة أطول.

تقوية عضلات ومفاصل الجسم  

يتطلَّب الغوص الحُرّ بذل مجهود جسدي كبير، وتحريك عضلات الجسم ومفاصله بخِفَّة ومُرونة، مع ضرورة توزيع الحِمل على مُختلف أجزاء الجسم؛ للنزول أسفل الماء والسباحة بشكل آمِن وبسرعات مُختلفة على أعماق كبيرة، ومن جهة أخرى، يُساعد الماء في الحَدّ من تورُّم المفاصل وتقليل الضغط عليها، ومع الممارسة المُستمِرَّة لرياضة الغوص، تزداد اللياقة البدنية، وتُصبح العضلات والمفاصل أكثر صِحَّة ومرونة، وتزداد قُوَّتها وقدرتها على تحمُّل الظروف الصعبة في الأعماق.

زيادة التركيز وتعزيز الصحة النفسية والعقلية 

ينحصر التركيز أثناء الغوص أسفل الماء في ضرورة حَبس الأنفاس والمحافظة على ضربات القلب مُنتظَمة؛ للحَدّ من  استهلاك مخزون الأكسجين والصمود لأطول مُدَّة ممكنة، ويُسبِّب ذلك حالة من العُزلة والهدوء النفسي تُشبه إلى حَدٍّ كبير ممارسة رياضة اليوغا، فتتبدَّد الأفكار والمشاعر المُزعجة التي تُسبِّب التوتُّر والقلق، ويزداد تركيز العقل ويبقى مُتيقِّظاً وصافياً؛ إذ تُسيطر عليه فكرة واحدة، وهي النزول إلى عُمق أكبر، والبقاء مُدَّة أطول، ثمّ الخروج بأمان.


وهنا لا بُدَّ من محاولة الاسترخاء قدر الإمكان، وتجنُّب الشعور بالخوف، أو التفكير في الأمور المزعجة؛ لأنّها عوامل أساسية لضمان الغوص بنجاح، والحفاظ على السلامة، ومن الجدير بالذكر أنّ المتعة التي يشعر بها الغَوّاص أثناء نزوله إلى الأعماق والتأمُّل في المناظر الطبيعية والبيئة الخلّابة أسفل الماء، كفيلة بأن تُريح العقل، وتَسُرَّ النظر، وتُشعِر النفس بالطمأنينة والسكون.

تنمية روح التحدي وزيادة الثقة بالنفس

تختلف أهداف الغوص الحُرّ من غوّاص إلى آخر؛ فهو -كما ذُكِر سابقاً- كان يُمثِّل طريقة للصيد والبحث عن الطعام والكنوز، أمّا في الوقت الحالي، فقد بات رياضة معروفة تُقام لها بطولات ومسابقات عالَمِيَّة يحصل الفائز فيها على شُهرة واسعة عند تحقيقه أرقاماً قياسية، وهو أمر يزيد الإصرار والرغبة في التحدّي، ويُعزِّز الثقة بالنفس، والقدرة على الصبر والتحمُّل لغايات الفوز، مع وجوب أخذ إجراءات السلامة في الاعتبار، وفي الأحوال جميعها.

بطولة فزاع للغوص الحُرّ في دولة الإمارات العربية المتحدة

تهدف بطولة فزاع للغوص الحُرّ "الحياري" في دولة الإمارات إلى نشر الثقافة التقليدية الإماراتية القديمة، والحفاظ على التراث الشعبي الإماراتي المُرتبِط بالغوص الحُرّ للبحث عن اللؤلؤ، وتتعدَّد الفِئات المشاركة في البطولة؛ إذ تشمل الفئة الأولى الغَوّاصين المُحترِفين من مُختلَف دُوَل العالَم، أمّا الفئة الثانية، فتجمع بين المواطنين الإماراتيين والغوّاصين من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، والأخيرة تقتصر على الشبّان الناشِئين الذين تتراوح أعمارهم بين 13-15 عاماً.


وتحظى البطولة بشعبية وإقبال عالَمي مُتزايِد كلّ عام؛ إذ يغوص فيها المُتنافسون إلى أعماق سحيقة باستخدام تقنيات الغوص أو الغطس الحُرّ وطُرُقه التقليدية دون مُعدّات التنفُّس.

ختاماً: نصائح مهمّة عند ممارسة رياضة الغطس الحُرّ

يُنصَح بأخذ بعض الإجراءات والنصائح في الاعتبار أثناء ممارسة رياضة الغوص الحُرّ؛ للحفاظ على السلامة، وتجنُّب المخاطر والحوادث، ومن أبرزها: تلقّي تدريبات الغوص على يد مُدرِّب مُختَصّ؛ لتحسين المهارات والتقنيات المُتَّبعة أثناء الغوص، وتجنُّب ممارسة هذه الرياضة بصورة فردية عند عدم وجود مُرافِق؛ مُدرِّباً كان، أو غوّاصاً آخر؛ لضمان تلقّي المساعدة في الحالات الطارئة.


مع ضرورة الاستعداد جيّداً، والحفاظ على اللياقة البدنية والصحّة العامَّة، وتجنُّب الغوص أو الغطس عند الشعور بالإرهاق والدُّوار، والتحقُّق من البيئة المائية وحالة المناخ والمنطقة المُراد الغوص أو الغطس فيها، واستخدام عَوّامة سطحيّة تُبيِّن مكان الغوّاص على السطح؛ لحمايته من خَطر القوارب المائية المارَّة، والمساعدة في رفع الجسم إلى اأعلى بعد الانتهاء من الغطس، وتحديد الموقع بسهولة، والحصول على المساعدة عند حدوث إصابة أو التعرُّض لحادث.

المراجع   

[1]ouci.dntb.gov.ua, on the concept of recreational freediving in healthy adults
[2] www.ncbi.nlm.nih.gov, Freedive Training Gives Additional Physiological Effect ...
[3] e-surgery.com, The Deepest Breath: Can Freediving Destroy Your Health?  
[4] repositorio.ul.pt, THE PSYCHOLOGY OF FREEDIVING: PSYCHOLOGICAL STRATEGIES USED BY ELITE FREEDIVERS
[5] hhc.gov.ae,  Why Freediving is Good for Your Health

September 29, 2024 / 1:49 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.