تسلق الجبال: خطوات بسيطة لتجربة مثيرة تُنمي مهاراتك

ومن أفضل الوجهات لتسلُّق الجبال في الإمارات (جبل جيس) الذي يُعَدّ أعلى قِمَّة جبلية في الإمارات؛ بارتفاع يبلغ 1934 متراً، ويقع بالقُرب منه أطول مسار انزلاقي على مستوى العالم؛ وهو مسار بين الجبال مُخصَّص للتسلُّق الآمِن.  

وفيما يأتي توضيح مجموعة من الخطوات البسيطة التي يمكن اتِّباعها؛ لخوض تجربة تسلُّق الجبال بما يضمن تحقيق المُتعة، والاستفادة، وتنمية المهارات الجسدية والعقلية في الوقت نفسه: 

التدرُّب على الطبيعة الجبلية

يُبنى تسلُّق الجبال في الأساس على المشي مسافات طويلة في أمكِنة شديدة الصُّعوبة مع كثير من المخاطر، لذا يُعَدّ المشي لمسافات طويلة أولى خطوات التدرُّب على الطبيعة الجبليّة، مع ارتداء حقائب الظهر الثقيلة؛ لتحسين القدرة على تحمُّل المعاناة طوال الطريق، ومن المفيد الخروج للمشي في ظروف جَوّية قاسية.

بالإضافة إلى البدء ببعض رحلات التخييم البعيدة أيضاً في الظروف الجوّية الصعبة؛ للاعتياد على العيش في الخِيَم، وإعداد الوجبات الخفيفة، والنوم خارجاً، وغيرها من المهامّ اليومية، مثل جمع الحطب للتدفئة، ويُمكن اصطحاب عدد من الأصدقاء المُهتَمّين بالتسلُّق؛ للحصول على الدعم المعنوي أثناء الرحلة.

تحسين اللياقة البدنية

يتطلَّب التدريب على تسلُّق الجبال منهجاً خاصّاً؛ لبناء القوّة والقدرة على التحمُّل، والمرونة، على أن يجري الحصول على تقييم للياقة البدنية الحالية قبل ذلك؛ لتحديد ما يجب العمل عليه بالضبط، وينبغي أن يشمل التقييم قوّة تحمُّل القلب والأوعية الدموية، والقوّة العضلية.

وتتمثّل أهمّ نقطة للبدء بتحديد أهداف واقعية من خُطّة التدريب، والتأكُّد من إمكانية تطبيقها في صالة التدريب، ومن أهمّ التدريبات التي يُنصَح بها لمُتسلِّقي الجبال، وبالإضافة إلى المشي، ينبغي التمرُّن على الجَري جولتَين إلى ثلاث جولات في الأسبوع لمُدَّة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة، ثمّ زيادة عدد الأميال ببُطء؛ لتجنُّب احتمالية حدوث أيّ إصابات.

ومن التدريبات المهمّة أيضاً ركوب الدرّاجات مرّة واحدة أسبوعيّاً لمُدَّة 90 دقيقة متواصلة تقريباً؛ لبناء القدرة على التحمُّل دون أن يُسبِّب ذلك ضرراً للعضلات؛ لأنّ تسلُّق الجبال يتطلَّب ساقَين، ورِئتَين قويَّتَين، بالإضافة إلى ممارسة تمارين السكوات (Squat)؛ أي القرفصاء، وتمرين لينجز (Lunges)؛ أي الاندفاع، وتمرين صعود الدرج ونزوله، مع إمكانيّة حمل حقيبة ظهر، أو أوزان أخرى؛ لتدريب العضلات الرئيسة في الساقَين، والفخذَين، والأرداف.

الالتحاق بدورة تدريبية 

يُوفِّر الإنترنت معرفة أساسيّة بالخطوات الضرورية لتسلُّق الجبال، بينما يحتاج الحصول على معرفة عميقة بالجوانب اللازمة لتسلّق الجبال إلى الالتحاق بدورة تدريبية يُقدِّمها مُحترِفون في التسلُّق، وهي تُتاح عادة في قاعات التسلُّق الداخلية، أو نوادي الرياضات المُخصَّصة للتسلُّق، على أن يُتاح التدريب على المهارات الأساسية للتسلُّق، مثل: أفضل وسائل التسلُّق، وكيفية التعامل بأمان مع التضاريس المُتنوّعة، وأمكِنة تشكُّل الأنهار الجليدية، وكيفية تحديد الأمكِنة الخَطِرة في الجبال.

ويجب أن يشمل التدريب إمكانيّة التعرُّف إلى الوسائل عبر التضاريس، والصُّدوع، ووضع خُطَط فعّالة أثناء الرحلة، والتعرُّف إلى كيفية التعامل مع أدوات المِلاحة؛ كالبوصلة، ومقياس الارتفاع، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والخرائط الطبوغرافية، والتعرُّف إلى الاتِّجاهات أثناء الرحلة؛ بقراءتها من الخريطة، والتعرُّف إلى إجراءات السلامة والطوارئ، والموارد اللازمة للإنقاذ والإخلاء، وكيفية التعامل مع الحِبال القصيرة، والحماية من سقوط الصخور.

                         

ويجدر التنويه هنا إلى أنّ مؤسسة الشارقة لتطوير القدرات -وهي إحدى مؤسسات زوجة صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، سُمُوّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي-، قدَّمَت برنامج (نحو القِمَم) الذي يمنح فرصة للمشاركين بالتدرُّب على تسلُّق الجبال ضمن رحلة محلّية في دولة الإمارات، ثمّ خوض تجربة التسلُّق في عُمان؛ استعداداً لتسلُّق جبل كليمنجارو؛ وهو أعلى جبل مُستقِلّ في العالَم.

التزوّد بالمعدات اللازمة 

بعد التأكُّد من إعداد المهارات اللازمة لتسلُّق الجبال وتطويرها، لا بُدَّ من شراء  مُعدّات التسلُّق المناسبة للمهمة، مثل: مجموعة مناسبة من الملابس المُقاوِمة للتعرُّق والماء والظروف الجوّية المُتنوّعة، والأحذية الطويلة عالية الجودة التي تصل إلى الرُّكبة.

كما لا بُدّ من شراء الأحزمة والأشرطة التي تُستخدَم في تثبيت المُعدّات -وهي مجموعة كاملة تُربَط بسهولة-، وحقيبة الظهر، وخوذة الرأس الواقية، والقفّازات الشتوية المصنوعة من الجلد، وزجاجة الماء، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والحِبال، والفأس الذي يجب أن يكون عموده مستقيماً أو مائلاً قليلاً؛ لتسلُّق المرتفعات الجليدية، وإن كانت أسعارها مرتفعة، فيمكن استئجارها بدلاً من شرائها.

وختاماً، يُوفِّر تسلُّق الجبال -بالإضافة إلى الشعور بالإنجاز عند التسلُّق والصعود إلى القمم- فرصةً لتعلُّم كثير من المهارات الحياتيَّة، مثل: الاعتماد على النفس في اتِّخاذ القرارات، والحفاظ على السلامة، والتعرُّف إلى المعنى الحقيقي للصداقة والعمل الجماعي القائِمَين على التواصُل الفَعّال، والثقة، والتشجيع، والتحدّي، والمُثابَرة وعدم الاستسلام مهما كانت الظروف قاسية، وتعلُّم أنّ الفشل جزء من الحياة؛ إذ لا يمكن النجاح في الوصول إلى القِمّة دائماً، إلى جانب تنمية القدرات الذهنية؛ لأنّ التسلُّق يحتاج إلى تركيز؛ للتمييز بين الطرق السالكة والمناسبة للتسلُّق وتلك الصعبة منها.

المراجع

 

[1] outdoorproject.com, 5 steps getting mountaineering
[2] muchbetteradventures.com, HOW TO PREPARE FOR A MOUNTAIN CLIMBING ADVENTURE
[3] worldpackers.com, How to get into mountaineering in 7 steps: the complete guide
[4] lifehappensoutdoors.com, SCALING MORE THAN SUMMITS: VALUABLE LIFE SKILLS LEARNED THROUGH MOUNTAINEERING
[5] methodclimb.com, 6 LIFE LESSONS LEARNED FROM ROCK CLIMBING