جار التحميل...
تُعَدّ رياضة البادل وسيلة ممتعة للحفاظ على النشاط وتمرين الجسم بأكمله؛ لأنّها تتطلّب الكثير من الجري والقفز والتغيير السريع في الحركة من جانب إلى آخر، ممّا يساعد في بناء قوّة الجسم وتسريع حركاته؛ بتنشيط مجموعة متنوّعة من العضلات ومفاصل الجسم في وقت واحد، ومن أبرز مُميّزات رياضة البادل أيضاً سهولة تعلُّمها؛ إذ عادةً ما يتمكَّن اللاعبون من إرسال الكرة وجمع النقاط في أوّل مرَّة يدخلون فيها إلى الملعب، ممّا يُتيح لهم الاستفادة من فوائدها البدنية منذ اليوم الأوّل للَّعِب.
لعبة البادل من الألعاب السريعة التي تحتاج من اللاعبِين ممارسة حركات نشيطة وسريعة، ممّا يرفع مُعدَّل ضربات القلب، ويُعزِّز صِحّة القلب والأوعية الدموية، وتَلي هذه الجهود فترة قصيرة من الراحة، ممّا يجعل هذا التمرين المُتقطِّع ممتازاً لتحسين اللياقة القلبية الوعائية؛ إذ يتطلَّب جهداً أكبر من القلب والرئتَين، وبالتالي زيادة كفاءتهما.
ومع الانتظام في ممارسة البادل، يمكن تعزيز قدرة الجهاز القلبي الوعائي (القلب والأوعية الدموية) في تحمُّل الجهد البدني لفترات طويلة، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وتحسين الصحّة العامَّة؛ سواء اختار اللاعب أن يلعب ليتمرَّن على المنافسة، أو لمُجرَّد الاستمتاع بوقته.
يرتبط المستوى العالي الذي يحتاج إليه التدريب البدني على البادل بحالة نفسية أكثر إيجابيّة، ولأنَّها رياضة تحتاج إلى فريق كامل، فهي تُعزّز المزاج؛ نتيجة التفاعل مع أصدقاء اللعب، الأمر الذي يرتبط بخفض خطر الإصابة بالاكتئاب؛ لأنّ الجسم أثناء اللعب يُفرز هرمونات مختلفة، مثل: الدوبامين (Dopamine)، والسيروتونين (Serotonin)، والإندورفين (Endorphin)، المسؤولة عن تحسين المزاج، وزيادة الشعور بالسعادة، علاوة على تعزيز مهارات التفكير ورُدود الأفعال السريعة لدى اللاعب؛ نتيجة تركيزه على الكرة أثناء رَميها إلى لاعب آخَر وتلقّيها، بالإضافة إلى تحسين المهارات المعرفية التي تدعم اللاعب داخل الملعب وخارجه.
تحتاج رياضة البادل إلى مستوى مُعيَّن من المرونة ونطاق الحركة، ومع الاستمرار في ممارسة هذه الرياضة، تزيد مرونة عضلات الساقَين، والأرداف، والبطن، والظَّهر، والكتفَين، والذراعَين، بالإضافة إلى المفاصل، ممّا يحافظ على صِحّتها، ويزيد مستوى اللياقة البدنية تدريجيّاً بطريقة طبيعية، كما يمكن لكبار السنّ أو أولئك الذين يُعانون مشكلات في المفاصل دَمج البادل في روتين لياقتهم البدنية؛ لتحسين مرونة مفاصلهم، وحمايتها من الإجهاد.
تتطلَّب رياضة البادل من اللاعبِين الاستجابة السريعة لالتقاط الكرة، وتعديل وضعيّاتهم بدِقَّة، ممّا يزيد المرونة والتنسيق والتوازن بين حركات الجسم واليدَين والعينَين، ويعتمد أساس التنسيق في اللعبة على دِقَّة حركة القدَمين، وعلى اللاعب الحفاظ على وضعية مُتوازِنة مع الحفاظ على توازن مثالي وسرعة في الحركات الدقيقة.
ومع ممارسة رياضة البادل والاستمرار في التدريبات، ستتحسَّن رُدود الأفعال لدى اللاعب، ويُصبح أكثر وعياً ودِقَّة في التنسيق بين اليد والعين؛ سواء داخل الملعب، أو في مهاراته الحياتية الأخرى.
تتطلَّب رياضة البادل مجهوداً بدنيّاً أقلّ مقارنة بالرياضات الأخرى، ممّا يسمح للّاعبِين بالشعور بتعب أقلّ والاستمتاع أكثر باللُّعبة، وتجدر الإشارة إلى أنّ لعب البادل يستمرّ في المُتوسَّط لمُدَّة 50 دقيقة في الساعة الواحدة مقارنة بلعبة التنس الذي يمتدّ فيها الشوط الواحد إلى 15 دقيقة، ممّا يُقلِّل فترات التوقُّف ويجعل اللَّعِب أكثر مُتعة.
كما تتميَّز رياضة البادل بتنمية الروح الجماعية؛ لأنّها لعبة جماعيَّة ضمن فريق وليست فردية، وبفضل سهولتها وإمكانية لعبها في أيّ عمر، فإنَّها تسمح لأفراد العائلة والأصدقاء جميعهم باللَّعِب معاً دون الحاجة إلى مهارات رياضية عالية.
وختاماً، تُعَدّ رياضة البادل خياراً ممتازاً يناسب كافَّة الأعمار والقدرات البدنية، وهي من الرِّياضات الأسرع نُمُوّاً حول العالم؛ إذ من السهل على أيّ شخص البدء بممارستها وجعلها جزءاً من روتينه، وهي توفِّر -إلى جانب كونها رياضة ممتعة وسهلة التعلُّم- العديدَ من الفوائد الصحّية والجسدية، ممّا يجعلها رياضة تستحِقّ التجربة.
[1] decathlon.co.uk, What is Padel Tennis?
[2] padelcover.com, Why Play Padel?
[3] verywellfit.com, Everything You Need to Know About Padel
[4] lta.org.uk, What are the benefits of playing padel?
[5] rhodespadelclub.com, TOP 5 HEALTH BENEFITS OF PLAYING PADEL: WHY IT’S THE PERFECT WORKOUT FOR ALL AGES