أسرار البيسبول.. قواعد اللعبة وقوانينها

شكل ملعب البيسبول

ينقسم ملعب البيسبول إلى قِسمَين؛ الملعب الداخليّ، والملعب الخارجيّ، وتفصل بينهما مساحة مُصمَّمة على شكل ألماسة، وتتكوَّن من أربع قواعد، تبلغ المسافة بين كلٍّ منها والتي تليها نحو 27 متراً، ويقف الرامي وسط الملعب الداخليّ في مكان مُخصَّص له، ويرمي الكرة باتِّجاه الضارب الذي يقف في قاعدة الضرب؛ وهي القاعدة الرئيسة، أمّا القواعد الثلاث الأخرى، فهي: القاعدة الأولى، والقاعدة الثانية، والقاعدة الثالثة، وعلى الضارب أن يلمس هذه القواعد جميعها بالترتيب قبل تسجيل نقطة (Run) بنجاح، ومن هنا جاءت تسمية هذه اللعبة بهذا الاسم؛ فالجزء الأوَّل (base) إشارة إلى القواعد، والجزء الثاني (ball) إشارة إلى الكرة المُستَخدَمة للَّعِب.

تشكيلة الأفرقة في لعبة البيسبول

يلعب في لعبة البيسبول فريقان يتكوَّن كلٌّ منهما من تسعة لاعِبِين أساسِيِّين يتَّخِذون مواقعهم في الملعب عند بدء المباراة؛ إذ يتكوَّن فريق الدِّفاع من الرامي الذي يقف على المِنصَّة وسط الملعب، والقابض الذي يكون خلف القاعدة الرئيسة عند الضارب، إضافةً إلى ثلاثة لاعِبِين يقِفون عند القواعد الثلاثة الأخرى، وهم يُسَمَّون حسب مواقعهم بالترتيب: حارس القاعدة الأولى، وحارس القاعدة الثانية، وحارس القاعدة الثالثة.

وهناك أيضاً حارس الضربات القصيرة الذي يقف بين القاعِدَتَين؛ الثانية، والثالثة، بينما يتوزَّع اللّاعِبون الثلاثة المُتَبَقُّون في الملعب الخارجيّ، ويُسَمَّى كلٌّ منهم حسب الجهة التي يَقِف فيها؛ لاعِب الميدان الأيمن، ولاعِب الميدان الأوسط، ولاعِب الميدان الأيسر، وإلى جانب هؤلاء التِّسعة يضمُّ كلّ فريق عدداً من اللّاعِبِين الاحتِياطِيِّين المُجَهَّزِين للمُشارَكة في أيَّة لحظة، أمَّا فريق الهجوم، فيتكوَّن من الضارب الذي يكون مكانه في القاعدة الرئيسة، بينما ينتظر بقيَّة اللّاعِبِين خارج الملعب إلى أن يحين دورهم حسب ترتيب مُحدَّد مُسبَقاً.

القواعد الأساسية للعبة البيسبول

تنقسم مباراة البيسبول إلى تِسع جولات مُتَتالِية يتناوب فيها الفريقان بين دور الهجوم؛ فيُحاولون تسجيل النقاط، ودور الدفاع؛ فيُحاولون منع الفريق الآخر من تسجيل النقاط، وفي نهاية كلّ شوط تُجمَع نقاط كلّ فريق وتُضاف إلى النتيجة الإجمالِيَّة، والفريق الذي يحصل على أكبر عدد من النقاط في نهاية الأشواط جميعها يفوز بالمباراة.

وإن كان هناك تعادُل بين الفريقَين بعد انتهاء الجولات التِّسع الأساسِيَّة، فإنَّ المباراة تمتدّ إلى جولات إضافية، يستمِرّ اللَّعِب فيها بآلِيَّة الهجوم والدفاع نفسها إلى أن يتمكَّن أحد الفريقَين من كَسر التعادل وتسجيل نقاط أكثر.

ويُمنَح كلّ فريق ثلاث فُرَص لإخراج الفريق الخَصم في كلّ شوط، وبعد استنفاد هذه الفُرَص يتبادل الفريقان الأدوار؛ فيُصبح الهجوم دفاعاً ويصبح الدفاع هجوماً؛ أي أنَّ كلَّ فريق يلعب في كلّ شوط مرَّة في دور الهجوم، ومرَّة في دور الدفاع، دون أن يكون هناك زمن مُحدَّد للتبادُل؛ إذ يجري التبادل بعد أن يُخرِج الدفاع الهجوم من اللُّعبة، وتحديداً بعد استنفاد ثلاث فُرَص.

المبادئ الأساسية للعبة البيسبول

يُلقي الرامي الكرة في بداية كلّ لعبة باتِّجاه الضارب الذي يقف في منطقة الضرب، والتي تُسَمَّى أيضاً صندوق الضارب، وهي موجودة في القاعدة الرئيسة، ويُحاول الرامي إلقاء الكرة بسرعة عالية ودِقَّة مُتَناهِيَة بحيث تمرّ من فوق القاعدة الموجودة أمام الضارب؛ كي يصعُبَ على الضارب ضربها بمضربه، ويقف خلف القاعدة زميل الرامي الذي يُسَمَّى القابض، ومهمَّته التقاط الكُرات التي لا يضربها الضارب.

أمّا هدف الضارب فيتمثَّل بضرب الكرة بقُوَّة باستخدام المضرب الخاصّ به؛ لإرسالها إلى منطقة بعيدة في الملعب بحيث يصعب على لاعِبِي الفريق المُدافِع؛ وهم زملاء الرامي، التقاطها بسرعة، وإذا نجح الضارب في ضرب الكرة، فعليه أن يركض فوراً نحو القاعدة الأولى؛ وهي موجودة على اليمين، ليبدأ رحلة الجري حول القواعد الأربع بالترتيب؛ الأولى، فالثانية، فالثالثة، ثمَّ العودة إلى القاعدة الرابعة؛ وهي منطقة الضرب نفسها.

وكُلَّما نجح الضارب في الوصول إلى إحدى القواعد تُحسَب له نقطة؛ فإن وصل إلى القاعدة الأولى يحصل على نقطة واحدة، وإن تخطّاها إلى الثانية تُحسَب له نقطتان وهكذا، وتُسَمّى مسيرة الضارب بين القواعد الأربع "Run"؛ إذ يجب أن يصل الضارب إلى القاعدة التالية ويلمسها قبل أن يتمكَّن أحد أعضاء الفريق المُدافِع من إيصال الكرة إلى اللاعب الذي يقف عند تلك القاعدة، وإن لمس اللاعِبُ المُدافِعُ القاعدةَ بالكرة قبل وصول الضارب إليها، فهذا يعني إقصاء الضارب من اللعبة.

ويكون هناك سباق بين الضارب الذي يعدو نحو القاعدة، وبين لاعِبِي الفريق المُدافِع الذين يحاولون بسرعة التقاط الكرة المضروبة وإيصالها قبل الضارب إلى القاعدة التي يتَّجِه إليها؛ لإقصائه، وفي اللحظة التي يجتاز فيها الضارب القاعدة الرابعة عائداً إلى نقطة البداية يحصل على أربع نقاط دفعةً واحدة، ثمّ يَحلّ مَحلّه في منطقة الضرب زميله التالي في الفريق.

وعلى الضارب أثناء الجري أن ينتبه جيِّداً إلى توجيهات مُدرِّبي الفريق الذين قد يطلبون منه التوقُّف عند قاعدة مُعيَّنة، أو الاستمرار في الجري؛ بناءً على مُراقَبَتهم لتحرُّكات مُدافِعِي الفريق الخصم، كما يجب عليه أن يُراقِب بنفسه الكرة وتحرُّكات اللاعِبين المُدافِعِين، وأن يتَّخِذ القرار المناسب؛ إمّا بالتقدُّم إلى القاعدة التالية، أو البقاء في مكانه؛ تجنُّباً للإقصاء، وكُلَّما كانت الضربة أقوى وأبعد، زادت فرصة الضارب في الوصول إلى القاعدة قبل الكرة.

وتُعَدّ المبادئ السابقة المبادئ الأساسيَّة في لُعبة البيسبول، وهي تتكرَّر في كلّ شوط من أشواط اللُّعبة التسعة، ليفوز في النهاية الفريق الذي يُسجِّل عدداً أكبر من النقاط خلال الأشواط جميعها، ويكون تسجيل النقاط عندما يكون الفريق في دور الهجوم.

آلية دخول لاعبي فريق الهجوم إلى الملعب 

يدخل لاعِبو الفريق المُهاجِم إلى الملعب بانتظام وفق ترتيب مُحدَّد مُسبَقاً من قِبل مُدرِّب الفريق، ويتضمَّن أسماء تسعة لاعِبِين أساسِيِّين سيشاركون في الضرب أثناء المباراة.

وفي بداية كلّ شوط هجوميّ، يبدأ اللاعب الأوّل في ترتيب الضرب؛ بالتوجُّه إلى منطقة الضرب لمُواجَهة الرامي، وبعد انتهاء مُحاوَلات الضارب الأوَّل؛ سواء بالضرب الناجح، أو الإقصاء، يأتي الدور على اللاعب التالي في ترتيب الضرب، ويستمِرّ هذا التسلسُل دورِيّاً حتى ينتهي الشوط الهجوميّ للفريق؛ إمّا بتحقيق ثلاث حالات إقصاء، أو بتسجيل نقاط.

وعندما يُقصَى الضارب التاسع في الترتيب، أو يصل بأمان إلى إحدى القواعد، تعود الأدوار من جديد إلى الضارب الأوَّل في الترتيب، ليبدأ بشوط هجوميّ جديد.

ويمكن أن يكون هناك أكثر من ضارب على القواعد في الوقت نفسه؛ بسبب تجمُّع اللّاعِبِين على القواعد أثناء الشوط الهجومي للفريق؛ فعندما يقوم الضارب الأوَّل بضرب الكرة ضربة ناجحة ويتمكَّن من الوصول إلى القاعدة الأولى بأمان، يدخل الضارب الثاني إلى منطقة الضرب، وإذا ضرب الكرة أيضاً ضربة ناجحة وركض نحو القاعدة الأولى، وفي هذه الأثناء ينطلق الضارب الأوَّل الموجود على القاعدة الأولى نحو القاعدة الثانية حتى لا يجري إقصاؤه.

وبذلك يصبح في الملعب ضارِبَين على القواعد؛ الأوَّل على القاعدة الثانية، والثاني على القاعدة الأولى، ثمَّ يأتي الضارب الثالث إلى منطقة الضرب، وإذا تمكَّن من ضرب الكرة بنجاح أيضاً فسيركض نحو القاعدة الأولى، بينما ينطلق الضارب الثاني نحو القاعدة الثانية، والضارب الأوَّل نحو القاعدة الثالثة، وإذا جاء الضارب الرابع وسَدَّد ضربة قوية، فقد يتمكَّن اللاعبون جميعهم على القواعد من التقدُّم وتسجيل النقاط.

وممّا سبق، يمكن القول إنَّ وجود الضارِبين على القواعد يحدث تدريجيّاً مع كلّ ضربة ناجحة يُسدِّدها لاعب جديد، ممّا يدفع الزملاء من الفريق نفسه الموجودين على القواعد إلى التقدُّم خطوة نحو الأمام، وكُلّما زاد عدد اللّاعِبين على القواعد، أصبح الفريق المُهاجِم في موقع أفضل لتسجيل عِدَّة نقاط من ضربة واحدة قوية.

وفي المُقابِل، يسعى المُدافِعون إلى منع حدوث هذا التراكُم؛ بالإسراع في إقصاء الضارِبين؛ إمّا بالإمساك بالكرة المضروبة مُباشَرةً قبل سقوطها على الأرض، أو بلَمس القاعدة بالكرة قبل وصول العَدّاء إليها، أو بلَمس العَدّاء نفسه بالكرة خارج القواعد، وكُلّما نجح المُدافِعون في تحقيق ثلاث حالات إقصاء بشكل أسرع، قَلَّت فُرَص تجمُّع الضاربين على القواعد.

طرق إقصاء الضارب من اللعبة

هناك عِدَّة طُرُق يمكن من خلالها إقصاء الضارِبين في لُعبة البيسبول، وهي كالآتي:

الإقصاء بالضربات

ويحدث عندما يفشل الضارب في ضرب الكرة الصحيحة التي يرميها الرامي ثلاث مرّات مُتَتالِية، وتُحتَسَب الضربة فاشلةً إذا لم يحاول الضارب ضرب الكرة وهي داخل منطقة الضرب، أو إذا حاول ضربها ولكنَّه أخطأ، أو إذا ضربها وكانت خارج الملعب.

الإقصاء الإجباري 

ويحصل عندما يصل اللاعب المُدافِع حامِل الكرة إلى القاعدة قبل وصول الضارب إليها، وهذا يعني أنَّ الضارب أُجبِرَ على الخروج؛ لأنَّه لم يستطِع الوصول إلى القاعدة في الوقت المناسب.

الإقصاء بالمسك من الهواء

ويحصل عندما يضرب الضارب الكرة في الهواء وينجح أحد لاعِبِي الفريق المُدافِع في التقاطها قبل أن تلمس الأرض، ولا يُشتَرَط التقاط الكرة من المُحاوَلة الأولى، بل يمكن التقاطها حتى بعد ارتدادِها من يد اللّاعِب؛ فالمهمّ ألّا تسقط على الأرض.

الإقصاء باللمس 

ويحصل عندما يلمس اللاعب المُدافِع حاملُ الكرة الضارِبَ بالكُرة أو باليد التي تحمل الكرة أثناء محاولته الجري بين القواعد، ويُشترَط أن يكون هذا اللَّمس خارج القواعد المُتَتالِية؛ لأنَّ الضارب يكون في حالة حَصانة طالما كان مُلامِساً للقاعدة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ هناك نوعين رئيسَين من الرَّميات التي يجريها الرامي تجاه الضارب، وهما: الرَّميات الصحيحة أو العادلة، والرَّميات غير الصحيحة أو غير العادلة، وتُعَدّ الرَّمية غير صحيحة إذا كانت خارج المنطقة المُحدَّدة للضرب؛ وهي المساحة الفاصلة بين رُكبَتَي الضارب وما تحت مُستَوى كَتِفَيه تقريباً.

وعندما يرمي الرامي كرة غير صحيحة تُحسَب للضارب رَمية غير صحيحة من قِبل الرامي، وإذا تكرَّرت الرَّميات غير الصحيحة ووصلت إلى أربع رَميات أثناء مُواجهته مع الضارب، فإنَّ الضارب يكسب الحقَّ في التقدُّم مُباشَرةً إلى القاعدة الأولى دون الحاجة إلى ضرب الكرة، وتُسمَّى هذه الحالة "المشي".

ومن هنا يمكن القول إنَّ المشي عقوبة للرامي على فشله في إرسال الرَّميات بالدِّقَّة المطلوبة، كما أنَّ حُصول الضارب على "المشي" يُتيح لفريقه فرصة إضافيَّة يتقدَّم فيها لاعب نحو القواعد ويُسجِّل النقاط، وخاصَّةً إن كان هناك لاعِبون آخرون على القواعد؛ إذ يتقدَّم كلٌّ منهم قاعدة واحدة إلى الأمام عند حصول زميلهم على "المشي".

أقوى الضربات في لعبة البيسبول

يُمكن للضارب أن يُسجِّل "Home Run"؛ ويُسمَّى أيضاً بالضربة الطويلة؛ من خلال ضرب الكرة بقُوَّة كافية لتتخطّى سِياج الملعب الخارجيّ؛ أي إلى منطقة الجمهور دون أن تلمس الأرض.

وعندما يُحقِّق الضارب ضربة طويلة، فإنَّه يكسب الحقّ في الركض حول القواعد الأربع كاملةً وتسجيل نقطة لفريقه دون أن يكون عُرضةً للإقصاء من قِبَل الفريق المُدافِع، كما أنَّ زملاءه العَدّائين الموجودين على القواعد الأخرى سيتمكَّنون أيضاً من إكمال مَسيرتهم وتسجيل نقاط إضافية.

فعلى سبيل المثال، إن كان هناك عَدّاء على كلّ قاعدة من القواعد؛ الأولى، والثانية، والثالثة، ثمّ جاء الضارب الرابع وضرب الكرة ضربة طويلة، فسيتمكَّن اللاعبون الأربعة جميعهم من تسجيل نقاط لفريقهم، لذا تُعَدّ هذه الضربة من أقوى الضربات في اللُّعبة.

وفي الختام، يُنصَح بمُشاهَدة مُبارَيات البيسبول؛ لفهم اللعبة بشكل أعمق، والاستفادة من مهارات اللاعبين المُحتَرِفِين وتعلُّمها، واستكشاف استراتيجيّات الفوز وتطبيقها عند مُمارَسة هذه الرِّياضة.

المراجع

[1] theukrules.co.uk, Basic Rules of Baseball
[2] tutorialspoint.com, Baseball - How to Play?
[3] rulesofsport.com, Baseball Rules 
[4] discover.sportsengineplay.com, Basic Rules of Baseball
[5] sportsedtv.com, The Guide to Understanding Baseball Rules and Regulations